فَإِن جَازَ الضَّم وَالْكَسْر عطف أَحدهمَا على الآخر كَقَوْلِه قرب مِنْهُ ككرم وَقرب كسمع قربا وقربانا وقربانا وَلَا يحْتَاج فِي مثل هَذَا إِلَى أَن يَقُول بِالضَّمِّ وَالْكَسْر لِأَن الْفَتْح لَا يَجِيء فِي الغفران لُغَة فِي ضمه
وَكَأَنَّهُ أطلقهُ سَهوا كَمَا أطلق سَهوا أَو للشهرة الْفرْقَان والبهتان وَكلهَا بِالضَّمِّ لَا غير
وَمِنْهَا فعال بِكَسْر الْفَاء كالإياب وَهُوَ يُطلقهُ لِأَنَّهَا من بَنَات الْوَاو وَلَا مُوجب لقلب الْوَاو يَاء غير الْكسر
وَلَا أَدْرِي مَا وَجه إِطْلَاقه لما كَانَ بَنَات الْيَاء كالزيادة
النَّوْع الثَّالِث
فِيمَا يحْتَاج إِلَى ذكره من الْأَسْمَاء المشتقة
فَمِنْهَا اسْم الْفَاعِل من الثلاثي الْمَزِيد غير المضعف
وَهُوَ يزنه بمحسن وَقد يُطلقهُ على الْقَاعِدَة النحوية كمرقد
وَمِنْهَا اسْم الْفَاعِل من الثلاثي المضعف
وَهُوَ يزنه بمحدث
وَمِنْهَا اسْم الْمَفْعُول من الثلاثي الْمَزِيد غير المضعف
وَهُوَ يزنه بمكرم مخففا من أكْرم
وَمِنْهَا اسْم الْآلَة وَهُوَ يزنه بمنبر ومكنسة بِكَسْر الْمِيم فيهمَا قِيَاسا وَبعد الْكسر سُكُون فَفتح مَعَ أَن الْمجد لم يذكر مكنسة
وَقد يُطلق هَذَا الْوَزْن اتكالا على الْقَاعِدَة الصرفية كالمحيط والمكيال
وَلَا أعرف فِي هَذَا الْوَزْن ضم الْمِيم مَعَ كسر الْعين فِي الْآلَة وَلَا ضم الْمِيم مَعَ فتح الْعين فِيهَا إِلَّا المنخل لُغَة فِي المنخل بضَمهَا
وَمَا جَاءَ من الأدوات على غير الْقيَاس قَيده نَحْو المنخل والمدهن والمكحلة فَإِنَّهُ يَقُول فِيهَا بِالضَّمِّ يُرِيد ضم الْمِيم وَاكْتفى بذلك عَن ذكر ضم الْعين لما عرفت من عدم مَجِيء الْفَتْح فِي غير المنخل
وَمِنْهَا أَسمَاء الزَّمَان وَالْمَكَان وَهُوَ يزن مَا كَانَ بِفَتْح أَوله أَو ثالثه بمسكن ومقعد ومرحلة
وَمَا كَانَ بِفَتْح أَوله وَكسر ثالثه وَزنه بمنزل وَيَقُول فِي مؤنث هَذَا النَّوْع وَهِي بهاء
1 / 78