136

من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود

Géneros

أو من طلب خلاق، فهو بيان لحاله في الدنيا، وتأكيد لقصر دعائه على المطالب الدنيوية.
ــ
وقيل: من الخَلْق، كأنه النصيب الذي خُلِق له وقُدِر، كما أن النصيب سُمي به؛ لأنه نُصِب له.
وعن الراغب (١): " هو ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة لخلقه." (٢)
وعلى الوجه الأول: ﴿وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ إخبار من الله ببيان حاله في الآخرة.
وعلى الثاني: بيان لحاله في الدنيا، وتصريح بما عُلم ضمنا من قوله: ﴿آتِنَا فِي الدُّنْيَا﴾ تقريرا له وتأكيدا لكون هَمّه مقصورا على الدنيا.
وقوله: ﴿فِي الْآخِرَةِ﴾ حينئذ متعلق بخلاق، حال منه، لا بالطلب؛ إذ لا طلب في الآخرة، وإنما فيها الحظ و(٣) الحرمان." (٤) (ع)
وفي السعد:
" (أو من طلب إلخ) فإن قيل: الطلب إنما هو في الدنيا، وأما في الآخرة فليس إلا الحظ والحرمان، قلنا: لفظ في الآخرة ليس ظرفا للطلب، بل معناه: ليس له في حق الآخرة، وبالنسبة إليها طلب نصيب أصلا." (٥) أهـ
وفي (ش):
" قيل: المراد ما له في شأن الآخرة طلب خلاق؛ ليدفع أنه ليس في الآخرة طلب، إنما فيها حظ وحرمان.
وقيل: كونها لا طلب فيها - ممنوع، فإن المؤمنين يطلبون فيها زيادة الدرجات، والكافرين يطلبون الخلاص، لكون ما طلبوه ليس نصيبا مقدرا لهم." (٦) أهـ

(١) الراغب: هو الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني، أو الأصبهاني، المعروف بالراغب، المتوفى: ٥٠٢ هـ، أديب من الحكماء العلماء، من أهل أصبهان سكن بغداد، واشتهر حتى كان يقرن بالإمام الغزالي، من كتبه: (المفردات في غريب القرآن)، (حل متشابهات القرآن)، (محاضرات الأدباء)، (الأخلاق) ويسمى أخلاق الراغب، (جامع التفسير) أخذ عنه البيضاوي في تفسيره، (أفانين البلاغة). ينظر: طبقات المفسرين للداودي (٢/ ٣٢٩)، طبقات المفسرين للأدنروي (١/ ١٦٨).
(٢) المفردات في غريب القرآن - مادة خلق (١/ ٢٩٧).
(٣) في حاشية السيالكوتي بلفظ (أو).
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٤ / ب - ٣٣٥، أ).
وينظر: محاسن التأويل (٢/ ٧٧)، روح المعاني (١/ ٤٨٦).
(٥) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٢ / ب).
(٦) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٣).
وينظر: روح المعاني (١/ ٤٨٦).

1 / 137