قال الرجل: «لا يمكن أن ينجو أحد هناك؛ إما أنه سيتجمد حتى الموت أو يعلق في الكتل الجليدية الطافية؛ في كلتا الحالتين لن ينجو قط.»
شكرته على المعلومات التي أمدني بها، ثم اشتريت بعض المؤن للرحلة الطويلة التي أمامي. اهتزت الأرض من تحتي، وتشقق الجليد وتسربت المياه منه. وبدأ البرد يضايقني في أنفي وأذني وأصابع يدي وقدمي. غير أنني لم أتراجع. وعندئذ أخيرا رأيته هناك! كان يبعد عني بمسافة ميل، لذا تقدمت بسرعة.
هبت الريح وهاج البحر، وفجأة حدثت هزة عنيفة كما الزلزال، فانشق الجليد محدثا فجوة واسعة. علقت فوق كتلة جليدية عائمة، وخابت كل آمالي في الإمساك بالمسخ، وطفوت على صفحة الماء. ما كنت لأتحمل بالطبع قضاء ليلة حبيس كتلة صغيرة من الثلج.
مضت ساعة تلو الأخرى، وأخذ الجليد يذوب بالتدريج أسفل مني. كدت أفقد كل أمل في النجاة. كانت حياتي ستنتهي في هذه الأرض الجليدية القاحلة، ولن أستطيع أن أنهي ما بدأته.
الفصل التاسع عشر
أيام فيكتور فرانكنشتاين الأخيرة
قال فرانكنشتاين: «كان هذا عندما رأيت سفينتك يا كابتن والتون. كان لا بد أن أتصرف سريعا، لذا كسرت مزلاجي إلى مجاديف وجدفت باتجاه سفينتك. وقررت أنه إذا كنت تنوي الإبحار جنوبا فسأواصل أنا تقدمي شمالا، إذ لم أشأ أن يهرب المسخ.»
قلت له: «من الجيد أنك صعدت على متن سفينتي، لقد أنقذنا حياتك يا صديقي.»
أجاب فرانكنشتاين: «أجل، وأنا أشكرك شكرا جزيلا من أجل هذا، لكن أريدك أن تعدني بأنك ستعثر على المسخ إذا لم أفلح أنا في هذا، وأنك ستقدمه للمحاكمة من أجل كل ما اقترفه، وكل ما مررت به بسببه.»
وعدته أن أفعل هذا. وعندئذ سقط فرانكنشتاين في فراشه في حالة مزرية، وراح في سبات عميق مضطرب.
Página desconocida