تأليف
ماري شيلي
ترجمة
فايقة جرجس حنا
الفصل الأول
كابتن روبرت والتون يلتقي
فيكتور فرانكنشتاين
بينما كنت واقفا على متن السفينة أتأمل الأرض الجليدية من حولي شعرت ببرد الريح القطبية ينخر عظامي. كنت في منطقة القطب الشمالي. أخيرا تحقق حلم حياتي بالمجيء إلى هنا، ولكن ما الثمن الذي تكبدته أنا ورجالي لتحقيق هذا الحلم؟ علقت سفينتنا وسط الجليد، ولم نعلم هل ستكتب لنا النجاة أم سنموت.
شعرت بحماقتي؛ إذ فشلت الرحلة بأكملها فشلا ذريعا. لقد تحولت رحلتي إلى كارثة تامة بسبب رغبتي في أن أرى جزءا من العالم لم تطأه قدم إنسان من قبل. وها قد انتهى بنا الحال في منطقة بعيدة للغاية في الشمال بسبب أفعالي. كان يجدر بي أن أغتنم أول فرصة وأعود بالسفينة، لكنني رفضت، وبكل عناد واصلت تقدمي، ولم آبه لمدى انزعاج طاقم السفينة من هذا الأمر. كانت معنوياتي منهارة، لكنني كنت عازما على ألا أستسلم.
مر الوقت ببطء شديد، وتمنيت معظم الأيام لو كان برفقتي صديق وفي يؤنس وحدتي؛ شخص أستطيع أن أتحدث إليه أثناء الليالي الطويلة الباردة. لقد افتقدت الأصدقاء أكثر من أي شيء آخر في العالم. لا أنكر أنه كان معي طاقم رجال عظماء على متن سفينتي، لكنهم يعملون لدي. لم يكونوا أصدقائي.
Página desconocida