وخرجت مهرولا في الليل للعثور على المسخ. لم أعرف إلى أين ذهب أو إلى أين سيذهب، ولكن لم يكن لذلك أهمية. الشيء الوحيد الذي كان يهمني هو العثور عليه.
أدركت أنني لن أعود إلى وطني مرة أخرى، فغمتني هذه الفكرة بشدة. وأدركت أن أبي سيكون شديد التعاسة أيضا، لكنني لم أشأ أن أسبب له مزيدا من الألم. سيشق عليه هو وإيرنست الحياة بعد موت إليزابيث، لكن الفعل الوحيد الحميد وسط كل أفعالي هو القضاء على ما جنته يداي.
أسرعت خارج الفندق، وكنت أسمع دوي صدى صوت من بعيد في الفضاء الفسيح. كان الصوت آتيا من البحيرة نفسها لضحكات عالية وشريرة.
صرخت: «هذا هو! إنه في البحيرة.»
قفزت إلى أحد القوارب وبدأت أجدف بكل ما أوتيت من قوة، وعندئذ بدأت الرحلة الطويلة. أطارده طيلة أشهر الآن؛ من شواطئ سويسرا إلى الحقول الجليدية الباردة في روسيا، هو يركض وأنا أركض وراءه.
كانت حياتي بائسة فقد خلت من الراحة التي يبعثها المنزل والأصدقاء الذين يجلبون البهجة على حياتي والأسرة التي أحبها. لكنني عرفت أنني لن أذوق طعما للراحة إلى أن أعثر عليه وأدمره.
وعندما وصلت سانت بطرسبرج ترك لي المسخ ورقة يقول فيها: «أنت لا تزال على قيد الحياة يا فرانكنشتاين، لكنني أعلم أنك تعيس. اتبعني الآن إلى مملكة القطب الشمالي الجليدية، فلسوف تشعر بألم البرد والجليد. إذا أردت أن تمسك بي لا بد أن تفعل ما أقوله.»
وما كنت لأتوقف عن البحث قط، لذا شرعت في رحلتي إلى القطب الشمالي باستخدام المزلاج واتجهت بي الكلاب التي تجر المزلاج شمالا. وكاد يتعذر علي احتمال البرد، وكان يترك لي خيوطا على طول الطريق في صورة تعليقات مفادها أنني أسير في الاتجاه الصحيح. وكلما ازدادت البرودة صعب علي الدفع، فكان الشيء الوحيد الذي يدفعني إلى التقدم هو أنني أخيرا سألتقي المسخ وأنهي الأمر برمته للأبد.
كانت الكلاب تقود المزلجة بسرعة كبيرة، من ثم مكنوني من اللحاق به أكثر من أي وقت مضى. وصلت إلى قرية صغيرة وسألت الناس هناك هل رأوا أي شيء يسترعي الانتباه.
أخبرني شخص ما أنه رأى رجلا قبيحا بدرجة مرعبة كان يسير بمزلاجه قبل وصولي بساعات. وكان المسخ قد سرق بعض الطعام وهرب بعد أن أفزع معظم سكان المدينة الصغيرة. وما هال أولئك الرجال والنساء أن المسخ اتجه نحو أرض مهجورة لا يسكنها أحد.
Página desconocida