تعانقنا، وكما أبي وأخي، قالت لي هي أيضا إنها سعيدة بعودتي إلى البيت. أخبرها إيرنست سريعا عن حديثنا.
التفتت إليزابيث إلي وقالت: «فيكتور، لا بد أن ننقذ جاستين. لا أصدق أنها هي التي ارتكبت الجريمة، ولن أصدق هذا!» ثم جلست على الأريكة، وأخرجت منديلها من جيبها ومسحت دموعها.
ثم أردفت إليزابيث: «إنها فتاة طيبة، وقد أحبت ويليام كما لو كان أخاها، ويستحيل أن تكون قد آذته. لا أستطيع أن أتخيل موقف الشرطة!»
أجهشت إليزابيث في البكاء مرة أخرى، فوضعت يدي على كتفها وقلت: «إليزابيث اهدئي. جاستين بريئة، ليس هناك ما نخشاه. ولن تسجن.» وبداخلي قطعت وعدا بأن أفعل كل ما بوسعي كي أعوض عن كل ما ارتكبته من أخطاء وأصلح الموقف الذي جعلت أسرتي تمر به؛ فهم لا يستحقون أن يعانوا بسبب أخطائي الكثيرة.
قلت لإليزابيث: «لا تقلقي، سيكون كل شيء على ما يرام.» ثم ابتسمت لها ابتسامة دافئة وأمسكت بيدها وقلت: «أعدك بهذا.»
أضاف أبي: «لا بد أن نثق أن نظامنا القانوني سيفعل الشيء الصحيح. حتما ستظهر الحقيقة.»
وبتلك الكلمات الأخيرة اتجهت أنا وأسرتي إلى غرفة الطعام لتناول الإفطار حيث ساد الصمت. كنت أعلم في قرارة نفسي أنهم يفكرون في ويليام المسكين، وكم كانت ستحزن أمي لو أنها على قيد الحياة. لكن ذهني كان يعاود التفكير في فكرة واحدة مرعبة: أين المسخ الآن؟
الفصل التاسع
محاكمة جاستين المسكينة
بدأت المحاكمة في تمام الساعة الحادية عشرة صباحا. وذهبت الأسرة بأكملها إلى المحاكمة. ذهب أبي وإليزابيث كي يشهدا في المحكمة أن جاستين إنسانة بارة، أما أنا وإيرنست فقد اقتصر دورنا على المؤازرة. فاضت نفسي بالغضب والندم؛ إذ كان يجدر بجاستين أن تحيا حياة طيبة، فهي إنسانة مخلصة وبارة، وما كان يجدر أن تخضع لمحاكمة بتهمة القتل! غير أنني لم أستطع أن أخبر أي شخص بما أعرفه، فقد يظنونني مختل العقل، ويعزلونني بقية حياتي. وأي نفع سيعود من وراء هذا؟
Página desconocida