فن السيرة
فن السيرة
Editorial
دار الثقافة
Número de edición
٢
Géneros
Satiric Biography فكان بهذا الاتجاه أقوى ظاهرة في تاريخ السيرة كله. وبدلًا من أن يعتمد طريقة بوزول في الدقة المتناهية لجأ إلى الاختيار، وخاصة في سيرة الملكة فكتوريا، لأنه وجد نفسه أمام إحدى وثمانين سنة، مليئة بالأحداث والأعمال والأشخاص. وقد يختار الكاتب ناحية من حياة صاحب السيرة ويتتبعها مستقصيًا، جاعلًا كل شيء ثانويًا بالنسبة لها، محللًا المواقف والنزعات أثناء العرض، ولكن مجال التحليل لم يكن واسعًا أمام ستراتشي، ولذلك أختار التركيب بدلًا من التحليل، وحذف وركز جهده فيما استبقاه، فعرض مادته في لباقة منقطعة النظير. ودون أن يضيف إليها شيئًا من التعليقات، كتب نقدًا للحياة من خلال كتابة السيرة، وجعل النمو عالقًا بالحركة الداخلية للشخصية الرئيسية، وأعطى للشخصيات الأخرى في كتابته حظًا من الوجود، يعين على تدرج النمو في الشخصية الرئيسية المترجمة، ولم يلتفت إلى الأحداث الخارجية قدر التفاته إلى النمو الداخلي النفسي؛ ومنح لمقدرته الأدبية مجالها، فأجاد من الزاوية النفسية أيضًا. ولكنه أوقف السيرة في مأزق جديد: هل للكاتب أن يختار جزءًا من حياة أحد الناس محللًا ومفلسفًا ويسمى عمله هذا سيرة؟ هل للكاتب أن يدير حياة شخص حول فكرة يعتنقها، نفسية كانت أو ذهنية أو فنية؟ أليست مثل هذه المحاولة أو تلك، صرفًا للسيرة عن غايتها الأولى وهي: رسم الخط البياني لحياة شخص ما، مع إثاره المتعة التي يثيرها أي عمل أدبي
1 / 49