La Fitna y la batalla del camello

Saif ibn Umar al-Usayyidiy d. 200 AH
101

La Fitna y la batalla del camello

الفتنة ووقعة الجمل

Investigador

أحمد راتب عرموش

Editorial

دار النفائس

Número de edición

السابعة

Año de publicación

1413 AH

Ubicación del editor

عمان

ورب الكعبة وتهاوى الناس وقام أبو موسى فقال: أيها الناس أطيعوني تكونوا جرثومة من جراثيم العرب يأوي اليكم المظلوم ويأمن فيكم الخائف إنا أصحاب محمد ﷺ أعلم بما سمعنا إن الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت بينت وإن هذه الفتنة باقرة كداء البطن تجري بها الشمال والجنوب والصبا والدبور فتسكن أحيانا فلا يدرى من أين تؤتى تذر الحليم كابن أمس شيموا١ سيوفكم وقصدوا٢ رماحكم وأرسلوا سهامكم واقطعوا أوتاركم والزموا بيوتكم خلوا قريشا - إذا أبوا إلا الخروج من دار الهجرة وفراق أهل العلم بالإمرة - ترتق فتقها وتشعب صدعها فإن فعلت فلأنفسها سعت وإن أبت فعلى أنفسها منت٣، سمنها تهريق في أديمها استنصحوني ولا تستغشوني وأطيعوني يسلم لكم دينكم ودنياكم ويشقى بحر هذه الفتنة من جناها. فقام زيد فشال يده المقطوعة فقال: يا عبد الله بن قيس رد الفرات عن دراجه٤ اردده من حيث يجيء حتى يعود كما بدأ فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ: ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا﴾ ٥ إلى آخر الآيتين، سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق. فقام القعقاع بن عمرو فقال: إني لكم ناصح وعليكم شفيق أحب أن ترشدوا ولأقولن لكم قولا هو الحق أما ما قال الأمير فهو الأمر لو أن إليه

١- شام السيف: أغمده. ٢- قصدوا رماحكم: اكسروها. ٣- أي جلبت لنفسها المنية. ٤- أي منحدره وطريقه. ٥- سورة العنكبوت، الآية: ٢.

1 / 141