Fiqh of Worship by al-Uthaymeen
فقه العبادات للعثيمين
Géneros
السؤال (٢): فضيلة الشيخ، لكن هل للعبادة مفهوم يمكن أن نعرفه، وهل لها مفهوم عام، ومفهوم خاص؟
الجواب: نعم مفهومها العام كما أشرت إليه آنفًا، بأنها التذلل لله ﷿ محبة وتعظيمًا، بفعل أوامره واجتناب نواهيه، على الوجه الذي جاءت به شرائعه، هذا المفهوم العام.
والمفهوم الخاص - أعني تفصيلها - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هي " اسم جامع لكل ما يجبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام".
ثم إن كنت تقصد بمعنى المفهوم الخاص والعام ما ذكره بعض العلماء من أن العبادة إما عبادة كونية، أو عبادة شرعية، بمعنى أن الإنسان قد يكون متذللًا لله ﷾ تذللا كونيا وتذللًا شرعيًا، فالعبادة الكونية عامة، تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، لقوله تعالى: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) (مريم: ٩٣)، فكل ما في السموات والأرض فهو خاضع لله ﷾ كونًا، لا يمكن أبدًا أن يضاد الله، أو يعارضه فيما أراد ﷾ بالإرادة الكونية.
وأما العبادة الخاصة: وهي العبادة الشرعية، وهل التذلل لله تعالى شرعًا، فهذه خاصة بالمؤمنين بالله ﷾، القائمين بأمره ثم إن منها ما هو خاص أخص، وخاص فوق ذلك.
فالخاص الأخص كعبادة الرسل عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) (الفرقان: ١)، وقوله (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) (البقرة: ٢٣)، وقوله: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) (ص: ٤٥)، وغير ذلك من وصف الرسل عليهم الصلاة والسلام بالعبودية.
1 / 3