71

Fiqh of Priorities in Contemporary Salafi Discourse After the Revolution

فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة

Editorial

دار اليسر للنشر والتوزيع

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

مصر

Géneros

جَدِيدًا﴾ [الإسراء:٤٩]. والمقصود: إعادة خلقهم، كما كان أول مرة، وليس ابتداء خلقهم على غير مثال سابق. ثانيًا: المعنى الاصطلاحي للتجديد: لا امتراء في أن مصطلح التجديد قد وَرَدَ على لسان النبي ﷺ واسْتُعْمِلَتْ مادته في السنة النبوية، ومن أشهر ذلك: قوله ﷺ -فيما رواه أبو هريرة ﵁: "إن الله يَبْعَثُ لهذه الأمةِ على رأسِ كُلِّ مائةِ سنةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لها دِينَهَا" (١). ولذا نجد أهلَ السنة -في كتب شروح الحديث- لا يعرفون من معنى التجديد سوى أنه: "إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة، والأمر بمقتضاهما، وإماتة ما ظهر من البدع والمحدثات" (٢). ودور المجدد لا يخرج عن أنه "يحيي ما اندرس من أحكام الشريعة، وما ذهب من معالم السنن، وخَفِيَ من العلوم الدينية الظاهرة والباطنة" (٣). وتجديد الدين يستلزم -بالضرورة- إظهار هدايته، وبيان حقيقته وأحقيته، ونفي ما يعرض لأهله من البدع والغلوِّ فيه، أو التفريط في

(١) أخرجه أبو داود، (٤٢٩١) والحاكم في المستدرك، (٤/ ٥٦٧) من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم، (٥٩٩). (٢) عون المعبود شرح سنن أبي داود، لأبي الطيب محمَّد شمس الحق العظيم آبادي، دار الفكر، (١٣٩٩هـ)، (١١/ ٣٩١). (٣) فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، دار الكتب العلمية، ط: ١، (١٤١٥هـ - ١٩٩٤م)، (١/ ١٤).

1 / 75