Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
90

Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

Editorial

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢١ هـ

Géneros

يثاب على ذلك أخرجها من حينه، فأشهد النبي ﷺ عليها (١). فينبغي للمدعو أن يسارع إلى الخير، وينتهز الفرص المؤدية إلى ذلك؛ لأمر الله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣] (٢) وقد مدح الله ﷿ آل زكريا بالمسارعة في الخير فقال ﷿: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: ٩٠] (٣). ثالثا: كرم المدعو: دل الحديث على كرم المدعو؛ لأن الصحابي الجليل ﵁ عندما تيقن أن الصدقة مقبولة ويلحق ثوابها لأمه- أعلن بصدقة عظيمة لا يستطيعها البخلاء من البشر، وأعطى الحائط العظيم صدقة عن أمه، وهذا العمل من الصحابي الجليل لا يستغرب؛ فإنه ممن اشتهر بالجود والكرم في عهد النبي ﷺ، وقد كان ﵁ يحمل كل يوم إلى النبي ﷺ جفنة مملوءَة ثريدا ولحما (٤)؛ ولهذا الكرم العظيم قال: " فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها ". فينبغي للمدعو أن يكون كريما جوادا، وهذا إن كان من صفات الدعاة ومعلمي الناس الخير؛ فإنه لا يمنع أن يكون المدعو كريما جوادا. رابعا: من أساليب الدعوة: الترغيب: دل الحديث على الترغيب في الصدقة عن الميت، وأنها تصل إليه وتنفعه، ولا سيما إن كان من الوالدين؛ لأن حقهما أعظم وبرهما أوجب؛ ولهذا بين النبي ﷺ أنواعا من أنواع البر التي ينبغي لكل مسلم أن يبر بها والديه بعد موتهما؛ فقد جاء «أن رجلا قال له: يا رسول الله: هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما به بعد موتهما؛ فقيل إنه: قال: " نعم. . الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما

(١) انظر: بهجة النفوس لابن أبي جمرة، ٣/ ٩٥. (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٣٣. (٣) سورة الأنبياء، الآية: ٩٠. (٤) انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي، ١/ ٢١٢ - ٢١٣، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ١/ ٢٧٠ - ٢٧٩.

1 / 92