الباب الثالث في ذكر السرقين
اعلم ان السرقين المستعمل فى صناعة الفلاحة ينقسم الى سبعة أنواع: فزبل الخيل والبغال والحمير نوع واحد، ثم زبل الآدمى ثم الزبل المضاف وهو المؤلف من الكناسات وغيرها، ثم زبل الغنم، ثم زبل الحمام، ثم رماد الحمامات، ثم المولد وهو زبل يتخذ عند عدم هذه الزبول من الحشيش والتراب وسنذكره فى موضعه. ومن السرقين ما لا يستعمل وهو للنبات كالسم مثل زبل طير الماء والخنازير فالقليل من هذا الزبل يهلك الكثير من العشب، فينبغى ان يتحفظ منه كل التحفظ، ونحن نذكر كل نوع منها على حدته ان شاء الله
فصل: فاما زبل الخيل والبغال والحمير
فحار رطب وحرارته اكثر من رطوبته وهو زبل جيد محمود يستعمل كما هو اذا نقى من التبن او مما يخالطه من غيره، ولا يكون استعماله كما هو دون تعفن الا فى فصل البرد خاصة، واذا مكث هذا الزبل عاما كثرت حرارته وتمكنت رطوبته واعتدلت مع الحرارة فعند ذلك يصلح استعماله فى كل شىء من النبات. وان ترك عامين كان احسن وافضل ما بعد ثلاثة اعوام عند ذلك يصلح لكل ارض ويجود به كل نبات وهو بعد ثلاثة اعوام افضل الزبول لان طبعه طبع الحياة الحرارة والرطوبة تحيا به الخضر وتنعم ويوافق ما هو لها فى الاعتدالين. ويوافق هذا الزبل الارض الرملة لاجل بردها فيعد لها ويحسنها.
Página 49