60

El Pensamiento Elevado en la Historia del Derecho Islámico

الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

Editorial

دار الكتب العلمية-بيروت

Número de edición

الأولى-١٤١٦هـ

Año de publicación

١٩٩٥م

Ubicación del editor

لبنان

Géneros

سنة قل اليوم، ولما جاء الإسلام لم يجد لدى الأمة العربية فقهًا كافيًا سماويًّا ولا وضعيًّا، بل وجدها في ظلمة الجهل بالحقوق، فأفاض عليها نور الفقه، وهذَّب الأخلاق، وصان الحقوق، وحررها وبيَّنَها، فأصبحت الأمة فقيهة بالفقه الإسلامي المؤسس بالوحي الإلهي المبين في آيات القرآن العظيم وسنن النبي الكريم -عليه أفضل صلاة وتسلم. قالت تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ١ ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين﴾ ٢، وما خرج الصحابة ﵃ من جزيرة العرب حافية أقدامهم على جمالهم فاتحين أرض الروم والفرس الذين كانوا أعظم أمم الأرض إلّا وهم فقهاء مشترعون، عزَّ أن يأتي الزمان بعدهم بمتشرع مثلهم، في حال أنهم قواد ماهرون، وذووا سياسة بارعون، وخلفاء فاتحون عادلون بعد الجفاء العظيم، كل ذلك ببركة الإسلام ومتانة الدين الذي كانوا متمسكين به من نحو عشرين سنين فقط، وهذه المدة غير كافية الآن لأن يتخرج فقيه ماهر من الأزهر أو القرويين أو من كلية باريز، إن هذا والله لمن معجزات الإسلام.

١ النحل: ٤٤. ٢ النحل: ٨٩، في الطبعة المغربية " ... يتذكرون" وصوابه ما أثبتناه.

1 / 67