Fihrist
فهرسة اللبلي
Editor
ياسين يوسف بن عياش/ عواد عبد ربه أبو زينة
Editorial
دار الغرب الاسلامية
Edición
الأولى
Año de publicación
١٤٠٨هـ/ ١٩٨٨م
Ubicación del editor
بيروت/لبنان
Géneros
Índices y guías
لم تتَعَلَّق الْقُدْرَة جَمِيعهَا فَإِنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الْعَجز وَصَارَ كل من ارتسم بِالْعقلِ إِلَى أَنَّهَا لَيست كلهَا مُتَعَلقَة للقدرة وَإِنَّمَا الْمُتَعَلّق للقدرة مِنْهَا هُوَ الْجَائِز فَقَط وَلَا يُؤَدِّي مَعَ هَذَا الِاقْتِصَار على الْبَعْض إِلَى الْعَجز كَمَا زَعمه ابْن حزم ويتبين ذَلِك بِذكر حَقِيقَة هَذِه المعلومات فَنَقُول قد تقدم أَن المعلومات كلهَا محصورة فِي ثَلَاثَة وَهُوَ الْوَاجِب والجائز والمحال فَأَما الْوَاجِب فَهُوَ الْمَوْجُود الَّذِي لَو فرض مَعْدُوما لزم عَنهُ لذاته الْمحَال والمحال هُوَ مَا لَو فرض مَوْجُودا لزم عَنهُ لذاته الْمحَال والممكن هُوَ مَا لَو فرض مَوْجُودا أَو مَعْدُوما لم يعرض عَنهُ محَال والمحال هُوَ مَالا يتَصَوَّر وجوده والجائز هُوَ مَا يُمكن وجوده وَعَدَمه فَإِذا ثَبت هَذَا فالقدرة لَا تتَعَلَّق بِالْوَاجِبِ لِأَنَّهُ مَوْجُود ثَابت فوجود الله ﵎ لَا تتَعَلَّق بِهِ الْقُدْرَة وَلَا تُؤثر فِيهِ وَلَا فِي شَيْء من صِفَاته لثُبُوت وجوده وَقدمه واستحالة مُجَرّد وجوده فَهُوَ غير مُتَعَلق للقدرة وَإِذا كَانَ غير مُتَعَلق للقدرة انْتقض قَول ابْن حزم فِي عُمُوم تَعْلِيق الْقُدْرَة بالمعلومات الثَّلَاثَة إِذْ مِنْهَا مَا هُوَ غير مُتَعَلق لَهَا وَهُوَ الْوَاجِب وَهُوَ لَا تتَعَلَّق بِهِ الْقُدْرَة كَمَا قَرَّرْنَاهُ وَكَذَلِكَ الْمحَال لَا تتَعَلَّق الْقُدْرَة بِهِ أَيْضا إِذْ الْمحَال كَمَا تقدم فِي حَقِيقَته هُوَ مَا لَا يتَصَوَّر وُقُوعه وَمعنى تعلق الْقُدْرَة بالمقدور هُوَ أَن تخرجه من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود والمحال لَا يتَصَوَّر خُرُوجه إِلَى الْوُجُود فَلَا يتَصَوَّر وُقُوعه وَإِذا لم يتَصَوَّر وُقُوعه فَلَا يكون مُتَعَلقا للقدرة وَإِذا لم يكن مُتَعَلقا للقدرة انْتقض قَول ابْن حزم أَيْضا فِي عُمُوم تعلق الْقُدْرَة بالمعلومات الثَّلَاث الْمُتَقَدّمَة فَلم يبْق إِلَّا الْجَائِز وَهُوَ الَّذِي تتَعَلَّق بِهِ الْقُدْرَة فترجح جَانب الْوُجُود على الْعَدَم
1 / 85