84

En Nuestro Tiempo

في زمننا

Géneros

وكنت أسأله: «ولماذا أعود إلى هناك لأتلقى التعليم إذا كان كل شيء فاسدا هناك؟»

وكان يجيب: «الأمر مختلف الآن.» ثم يدعو النادل كي يدفع ثمن ما تناوله من الويسكي، ثم نركب سيارة أجرة إلى محطة سان لازار ونركب القطار المتجه إلى ميزون.

ذات يوم في أوتوي بعد حضور سباق حواجز، ابتاع أبي الحصان الفائز مقابل 30 ألف فرنك. كان عليه أن يزايد قليلا للحصول عليه، لكن الإسطبل باعه له أخيرا وحصل أبي على رخصته واللباس الذي يمثل به في غضون أسبوع. كم كنت فخورا بأبي حين أصبح مالكا لحصان. رتب له أبي مكانا في الإسطبل الخاص بتشارلز دريك، وانقطع أبي عن زيارة باريس، وبدأ جريه وتعرقه مجددا، وكنت أنا وهو فريق الإسطبل بكامله. كان اسم حصاننا جيلفورد، وكان حصان قفز جميلا ورقيقا من سلالة أيرلندية. تولى أبي تدريبه بنفسه وركوبه بنفسه أيضا، معتقدا أن هذا كان استثمارا جيدا. كنت فخورا بكل شيء وكنت أرى أن جيلفورد على القدر نفسه من البراعة التي كان يتمتع بها كزار. كان حصانا جيدا بارعا في القفز، لونه بني محمر، يجري بسرعة على الأرض المنبسطة إذا طلبت منه ذلك، وقد كان جميل الشكل أيضا.

لكم كنت مولعا به! المرة الأولى التي سابق به فيها أبي، جاء في المرتبة الثالثة في سباق حواجز لمسافة 2500 متر، وحين نزل عنه أبي في مربط الخيل متعرقا وسعيدا، وذهب للوزن، كنت فخورا به كما لو أنه كان أول سباق يشترك فيه على الإطلاق. القضية أنه حين يتوقف رجل عن ركوب الخيل لفترة طويلة، فأنت لا تستطيع أن تصدق فعلا أنه قد ركبها من قبل. أصبح الأمر كله مختلفا الآن؛ إذ إنه في ميلانو، حتى السباقات الكبيرة لم يبد أنها كانت تشكل أي فرق لدى أبي؛ فلم يكن يتحمس على الإطلاق إذا فاز، أما الآن فالوضع مختلف حتى إنني لم أكن أخلد إلى النوم إلا قليلا في الليلة السابقة على السباق، وكنت أعرف أن أبي متحمس أيضا، حتى وإن لم يظهر ذلك. إن دخول السباق بنفسك وعلى حصان تملكه يشكل فرقا هائلا.

المرة الثانية التي سابق فيها أبي وجيلفورد، كان يوم أحد مطيرا في أوتوي، في سباق بري دي مارا، وهو سباق حواجز لمسافة 4500 متر. فور أن انطلق، سارعت إلى المدرج بمنظاري الجديد الذي اشتراه لي أبي كي أشاهدهما به. انطلقا من الطرف البعيد للمضمار، وقد كان هناك مشكلة عند الحاجز؛ فثمة فرس كان يرتدي الغمامة الواقية قد أحدث جلبة كبيرة وراح يشب فيما حوله، واصطدم بالحاجز مرة واحدة، غير أنني استطعت أن أرى أبي في سترته السوداء وصليب أبيض وقلنسوة سوداء يجلس بظهر منتصب على جيلفورد ويربت عليه بيده. بعد ذلك اندفعوا قافزين ثم اختفوا من مجال البصر خلف الأشجار وكان الناقوس يقرع بشدة وتقعقع نوافذ أكشاك الرهان وهي تغلق. يا إلهي! لكم أثارني ذلك، وكنت خائفا من النظر إلى الخيول، لكنني ثبت المنظار حيث كانت ستخرج من خلف الأشجار، وقد خرجت بعد ذلك وظهرت السترة السوداء القديمة في المرتبة الثالثة، وكانت تقفز جميعا فوق الحاجز وكأنها طيور. اختفت الخيول عن النظر ثانية بعد ذلك، ثم جاءت تدق الأرض وهي تنزل من المنحدر، وقد كانت تسير جميعها بسلاسة ونعومة، ثم اجتازت بسهولة السياج وأخذت تبتعد عنا وقد تكدست معا وكأنها وحدة واحدة. كانت تبدو وكأنك تستطيع السير على ظهورها؛ إذ كانت تسير متكتلة في مجموعة واحدة وبسلاسة شديدة. قفزت بعد ذلك الحاجز الضخم المزدوج وسقط شيء. لم أستطع أن أرى من سقط، لكن بعد لحظة واحدة نهض الفرس وراح يعدو حرا، أما البقية فقد كانت لا تزال متكتلة معا وراحت تستدير مع المنعطف الأيسر الطويل متجهة إلى المضمار المستقيم. قفزت الجدار الحجري ونزلت عنه متكدسة إلى المضمار باتجاه الحاجز المائي الكبير أمام المنصات. رأيتها تقترب وصحت إلى أبي وهو يمر، وقد كان يسبق بفرسه في المقدمة ويتقدم عن الباقين بمسافة تعادل طول حصان، وينطلق بخفة قرد وكان الجميع يتسابقون نحو الحاجز المائي. انطلقت الخيول فوق سياج الحاجز المائي الكبير معا، ثم حدث تصادم وابتعد اثنان من الخيول إلى الجانب واستمرا في العدو، وتكدست ثلاث خيول أخرى فوق بعضها. لم أتمكن من رؤية أبي في أي مكان. استندت إحدى الخيول على ركبتيها ونهضت بينما تمسك الفارس باللجام وركب عليها واندفع سعيا للفوز بمركز جيد. كان الحصان الآخر يقف بمفرده بعيدا وهو يهز رأسه بعنف ويعدو، بينما يتدلى منه زمام اللجام، وأخذ الفارس يترنح إلى أحد جانبي المضمار أمام السياج. بعد ذلك ، تدحرج جيلفورد إلى الجانب ونهض عن أبي وبدأ يجري على ثلاثة سيقان بينما كان حافره الأمامي المخلوع يتدلى، ورقد أبي هناك على العشب مستلقيا ووجهه إلى الأعلى والدم يغطي جانب رأسه. هبطت من المنصة جريا واصطدمت بمجموعة من الناس ووصلت إلى السور وأمسك بي شرطي، واتجه رجلان ضخمان من حاملي النقالات إلى أبي، وعلى الجانب الثاني من المضمار رأيت ثلاث خيول تفصل بينها مسافة كبيرة، تظهر من خلف الأشجار وتقفز من فوق الحاجز.

كان أبي ميتا حين أحضروه إلى الداخل، وبينما كان الطبيب يستمع إلى ضربات قلبه بشيء يضعه في أذنيه، سمعت صوت طلقة أتى من المضمار، وذلك كان يعني أنهم قد قتلوا جيلفورد. تمددت بجوار والدي حين حملوا النقالة إلى غرفة المستشفى، وتمسكت بالنقالة ورحت أبكي وأبكي، وكان هو يبدو شاحبا جدا ومغيبا وميتا بشكل بشع للغاية، ولم أستطع أن أقاوم شعوري بأنه ربما ما كان عليهم أن يطلقوا الرصاص على جيلفورد إذا كان أبي قد مات. ربما كان حافره سيتحسن. لا أدري. لقد كنت أحب أبي حبا جما.

بعد ذلك جاء رجلان وربت أحدهما على ظهري ثم ذهب وألقى نظرة على أبي، وسحب ملاءة من فوق السرير المتنقل وغطاه بها، بينما كان الآخر يتحدث في الهاتف بالفرنسية ليطلب سيارة إسعاف تنقله إلى ميزون. لم أستطع أن أتوقف عن البكاء؛ فقد أخذت أبكي، وأبكي، وأختنق بالبكاء بعض الشيء، ودخل جورج جاردنر وجلس بجانبي على الأرض ووضع ذراعه حولي وقال: «هيا يا جو. إنك فتى كبير. انهض وسوف نخرج وننتظر سيارة الإسعاف.»

خرجت أنا وجورج إلى البوابة وكنت أحاول التوقف عن النحيب، ومسح جورج وجهي بمنديله، ووقفنا إلى الخلف على مبعدة بعض الشيء بينما كان الجمهور يخرج من البوابة، وتوقف رجلان بالقرب منا ونحن ننتظر خروج الجمهور من البوابة وكان أحدهما يعد مجموعة من تذاكر المراهنة وقال: «حسنا، لقد نال بتلر ما يستحقه بالفعل.»

تحدث الرجل الآخر قائلا: «أنا لا يهمني على الإطلاق ما حدث لهذا النصاب. لقد جنى على نفسه بما كان يفعله.»

قال الرجل الآخر وهو يمزق مجموعة التذاكر إلى نصفين: «أعتقد أن ذلك صحيح.»

Página desconocida