80

En Nuestro Tiempo

في زمننا

Géneros

قلت: نحن على ما أعتقد.

قال مايرا: أجل، نحن. نحن من يقتل ثيران الهمج، وثيران السكيرين، وثيران راقصي رقصة ريو-ريو. أجل، نحن من يقتلها. نحن من يقتلها بالتأكيد. أجل. أجل. أجل.

أبي

حين أنظر إلى الأمر الآن، أعتقد أن أبي كان مقدرا له أن يصبح رجلا بدينا؛ واحدا من هؤلاء الرجال البدناء القصار المعتادين الذين تراهم دائما، لكنه لم يصبح كذلك قط إلا في فترة قصيرة في أواخر حياته، ثم إن ذلك لم يكن خطأه؛ فقد كان يقفز بالخيل فوق الحواجز فقط، وكان يستطيع أن يزداد وزنا في ذلك الوقت. إنني أتذكر كيف كان يرتدي قميصا مطاطيا فوق قميصين رياضيين وفوق ذلك كنزة ضخمة، ويأخذني كي أركض معه في شمس الضحى الحارة. كان يقوم أحيانا بجولة تجريبية بإحدى خيول راتسو في الصباح الباكر بعد العودة من تورينو في الرابعة صباحا، ثم يعود بها مسرعا إلى الإسطبلات في عربة أجرة، وبعدها حين يكون الندى قد غطى كل شيء، والشمس تبدأ لتوها في السطوع، كنت أساعده على خلع حذائه العالي الرقبة، ويرتدي هو حذاء رياضيا، وكل هذه الملابس، ثم ننطلق.

كان يقول وهو يقفز على أطراف أصابع قدميه إلى الأعلى والأسفل أمام غرفة تبديل الملابس الخاصة بفرسان السباق: «هيا يا فتى! لنتحرك.»

بعد ذلك، كنا نبدأ الجري ببطء حول الساحة الداخلية مرة تقريبا يكون هو فيها متقدما ويجري بسلاسة، ثم كنا نخرج من البوابة إلى أحد تلك الطرق التي تتفرع من سان سيرو التي تصطف فيها الأشجار على الجانبين. كنت أسبقه حين نصبح على الطريق، وكنت أتمكن من الجري جيدا وأنظر حولي فأراه يهرول بسلاسة خلفي تماما، وبعد برهة أخرى عندما أنظر مجددا يكون قد بدأ في التعرق. كان يتعرق بغزارة، غير أنه لم يكن يفتأ يثابر مثبتا عينيه على ظهري، لكن حين يراني أنظر إليه كان يبتسم ابتسامة عريضة ويقول: «هل أتعرق بغزارة؟» وحين كان أبي يبتسم هكذا، لم يكن بوسع أحد أن يفعل شيئا سوى أن يبتسم مثله. كنا نواصل الركض باتجاه الجبال ثم يصيح أبي: «جو! تعال!» وكنت أنظر خلفي فأراه يجلس تحت شجرة بمنشفة كان يحملها على خصره وقد لفها حينئذ على رقبته.

كنت أعود وأجلس إلى جانبه، وكان هو يخرج حبلا من جيبه ويبدأ في الوثب فوقه في الشمس بينما يسيل العرق على وجهه، وكان الحبل يثب في الغبار الأبيض بينما يطقطق: طق، طق، طق، وتزداد الشمس سخونة، ويزداد هو جدية في الوثب ذاهبا آيبا فوق رقعة من الطريق. لكم كان من الممتع أن أرى أبي وهو يثب فوق الحبل! كان يستطيع أن يدير الحبل بسرعة أو يثب فوقه ببطء ومهارة. يا إلهي، كان يجب أن ترى الإيطاليين وهم ينظرون إلينا أحيانا حين كانوا يمرون بنا؛ إذ يسيرون إلى المدينة إلى جانب ثيران بيضاء ضخمة تجر عرباتهم. لقد كانوا بالتأكيد ينظرون إلينا كما لو أن أبي كان مخبولا. كان يبدأ في الوثب بسرعة إلى أن يتوقفوا تماما ويشاهدوه، ثم يدفعون الثيران إلى الحركة بالصراخ فيها ونخزها بالمهاميز ويتحركون ثانية.

حين كنت أجلس أشاهده وهو يتمرن في الشمس الحارة، كنت أشعر بالتأكيد أنني شديد الولع به. لقد كان مرحا بلا شك، وكان يؤدي تمرينه بجد شديد وينهي بالوثب فوق الحبل بانتظام وسرعة مما يجعل العرق يجري على وجهه كالمياه، ثم يعلق الحبل على الشجرة ويأتي ليجلس بجواري ويميل مستندا على الشجرة، والكنزة والمنشفة ملفوفتان حول رقبته.

كان يقول: «لا شك أن الحفاظ على الوزن أمر صعب للغاية يا جو.» ثم يستند بظهره ثانية ويغمض عينيه ويأخذ أنفاسا طويلة وعميقة، ويتابع قائلا: «ليس الأمر كما كنت شابا.» كان ينهض بعد ذلك وقبل أن يبرد، كنا نجري عائدين إلى الإسطبلات. كانت تلك هي طريقته في الحفاظ على وزنه. كان قلقا طوال الوقت. معظم فرسان السباق يستطيعون أن يخسروا ما يريدونه من وزن بركوب الخيل. يخسر الفارس قرابة الكيلوجرام من وزنه في كل مرة يركب فيها الخيل، لكن أبي كان ضخما بعض الشيء ولم يكن بمقدوره أن يفقد ما يريده من وزن دون كل ذلك الركض.

أتذكر ذات مرة في سان سيرو أن ريجولي، وهو إيطالي شاب، الذي كان يعمل فارس سباق لحساب بوزوني قد خرج من ساحة تدريب الخيل قاصدا الحانة ليشرب شيئا باردا، وكان ينقر حذاءه بسوطه بعد أن وزن نفسه للتو، وكان أبي قد وزن نفسه للتو أيضا وخرج حاملا السرج تحت ذراعه، وقد بدا محمر الوجه ومتعبا، وأضخم من الملابس التي يرتديها، ووقف هناك ينظر إلى ريجولي الشاب وهو يقف على الباب الخارجي للحانة هادئا ونشيطا. تحدثت إليه قائلا: «ما الخطب يا أبي؟» ذلك أنني قد ظننت أن ريجولي ربما قد اصطدم به أو شيئا من هذا القبيل، لكنه لم يفعل شيئا سوى أن راح ينظر إلى ريجولي وقال: «أوه، اللعنة على ذلك.» وتوجه إلى غرفة تغيير الملابس.

Página desconocida