71

En Nuestro Tiempo

في زمننا

Géneros

قال بيدوتسي: «لقد ذهبت!» صدمه الأمر.

نزع الأشرطة المطاطية التي كانت تمسك بأجزاء الصنارة معا وبدأ في تجميع أجزاء إحدى الصنارتين. «لكنك قلت أمامنا نصف الساعة.» «أوه، أجل. المكان جيد على مسافة نصف الساعة من السير. وهنا المكان جيد أيضا.» «حقا؟» «بالتأكيد. هنا جيد، وهناك جيد أيضا.»

جلس السيد الشاب على الضفة وراح يركب إحدى الصنارتين، فوضع البكرة، وأدخل الخيط في الحلقات. كان يشعر بعدم الارتياح، وكان يخشى أن يمر بهما حارس صيد في أي لحظة، أو أن يأتي من المدينة إلى الضفة مجموعة من معاوني الشرطة من المدنيين. كان يستطيع رؤية منازل المدينة وبرج الجرس على حافة التل. فتح صندوق أوتار الطعم الخاص به. انحنى بيدوتسي وأدخل فيه إبهامه المستوي الصلب وسبابته أيضا وشبك وتري الطعم المبللين. «ألديك بعض الرصاص؟» «كلا.» «لا بد أن يكون معك رصاص.» كان بيدوتسي منفعلا. «لا بد أن يكون معك بيومبو (رصاص). بيومبو. قطعة بيومبو صغيرة. إنها ستوضع هنا. هنا فوق الخطاف وإلا فسوف يطفو الطعم على المياه. لا بد أن تكون معك. فقط قطعة بيومبو صغيرة.» «ألديك منه؟» «كلا.» راح يفتش في جيوبه بيأس، ويغربل القماش المتسخ في بطانات جيوب معطفه العسكري الداخلية. «ليس معي أي منه. لا بد أن يكون معنا بيومبو.»

تحدث السيد الشاب قائلا: «لن نستطيع الصيد إذن.» وراح يفك أجزاء الصنارة، فلف الخيط ثانية على البكرة عبر الحلقات. «سنحضر بعض البيومبو ونصطاد غدا.» «لكن أصغ إلي كارو [وتعني بالإيطالية، يا عزيزي]، لا بد أن يكون معك بيومبو. سيطفو الخيط مستويا على المياه.» كان يوم بيدوتسي ينهار أمام عينيه. «لا بد أن يكون معك بيومبو. القليل منه فقط يكفي. أدواتك كلها نظيفة وجديدة لكن ليس معك رصاص. كنت سأحضر بعضا منه، لكنك قلت إن لديك كل شيء.»

نظر الشاب إلى الجدول وقد تغير لونه بفعل الثلج الذائب. تحدث قائلا: «أعرف. سنحضر بعض البيومبو ونصطاد غدا.» «في أي ساعة من الصباح؟ أخبرني.» «في السابعة.»

أشرقت الشمس. كانت دافئة ولطيفة. شعر الشاب بالارتياح. ما عاد الآن خارجا على القانون. أخرج زجاجة المارسالا من جيبه وهو جالس على الضفة ومررها إلى بيدوتسي. مررها بيدوتسي إليه مجددا. أخذ الشاب رشفة منها ومررها إلى بيدوتسي مجددا. مررها بيدوتسي مجددا إليه. تحدث قائلا: «اشرب، اشرب . إنها المارسالا الخاصة بك.» وبعد رشفة أخرى قصيرة، مرر الشاب الزجاجة إليه. كان بيدوتسي يراقبها عن كثب. أخذ الزجاجة بسرعة كبيرة وأمالها. الشعر الرمادي الموجود على ثنايا رقبته، راح يهتز بينما كان يشرب، وركزت عيناه على نهاية الزجاجة البنية الضيقة. لقد شربها بأكملها. سطعت الشمس بينما كان يشرب. كانت رائعة. لقد كان يوما جيدا برغم كل شيء. لقد كان يوما رائعا بالفعل. «اسمع كارو! في السابعة صباحا.» كان قد نادى الشاب ب «كارو» عدة مرات ولم يحدث شيء. لقد كان نبيذ مارسالا جيدا. التمعت عيناه. أيام كهذا اليوم كانت بانتظاره. كان سيبدأ أحدها في السابعة صباح الغد.

بدآ في صعود التل باتجاه المدينة. وكانت خطوات الشاب أسبق. كان قد وصل إلى مكان عال من التل. نادى عليه بيدوتسي. «اسمع كارو! أيمكن أن تتكرم وتعطيني خمس ليرات؟»

سأله الشاب مقطبا: «لقاء رحلة اليوم؟» «كلا، ليس عن اليوم. أعطها لي اليوم لقاء رحلة الغد. سوف أحضر كل شيء غدا. [ثم أضاف بالإيطالية] خبز وشرائح سلامي وجبن؛ سأحضر أشياء جيدة لنا جميعا؛ لك ولي ولزوجتك. سأحضر طعما للصيد، سمك المنوة، وليس ديدانا فحسب. وربما أتمكن من إحضار بعض من المارسالا أيضا. كل ذلك مقابل خمس ليرات. خمس ليرات مقابل خدمة كهذه.»

فتش الشاب في محفظته وأخرج ورقة نقدية من فئة الليرتين وورقتين، كل منهما من فئة الليرة الواحدة.

تحدث بيدوتسي قائلا: «شكرا لك كارو. شكرا لك.» قالها بنبرة أحد أعضاء نادي كارلتون وهو يتلقى جريدة «ذا مورنينج بوست» من عضو آخر. هذا هو العيش. انتهى من أمر حديقة الفندق، فقد كسر السماد العضوي المتجمد بشوكة الروث. كانت الحياة تتفتح أمامه.

Página desconocida