فصحت به وأنا لا أريم مكانى ولا أظهر اكتراثا لانتفاضه: «إيه»؟
فصاح وهو يلوح بكلتا يديه: «هاتها.. أقول لك هاتها. ألا تسمع»؟
فقلت وأنا أتظاهر بأنى لم أفهم مراده إلا الآن فقط: «آه تقصد السجاير..»؟
وأخرجت العلبة وفتحتها له وأنا فى مكانى - على نحو مترين منه - «هنا - فى هذا الجانب سجاير الفيل.. وفى هذا الجانب سجاير جناكليز».
فصاح: «هات.. هات.. هات».
قلت ببرود: «هى لك كلها إذا شئت».
فصاح: «أو لم أشأ.. لقد قلت لك هات مائة مرة فهل أنت أصم.. هات.. أقول لك هات».
قلت، وأنا فى مكانى: «وهل تظن أنى أضن عليك بشىء؟ إذن أنت لا تعرفنى.. ولكنى أشعر بحاجة شديدة إلى عشرة جنيهات.. عشرة ليس إلا.. مبلغ زهيد فى الحقيقة وقد جئت إليك وفى مأمولى أن أبلغ عندك مقصودى، فما قولك»؟
قال: «خمسة.. مثل كل مرة».
قلت: «عشرة.. والعلبة كلها لك.. إذا شئت.. أما إذا لم تشأ، فالأمر على كل حال لك».
Página desconocida