En compañía y camaradería
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Géneros
الكلام في الحكم بن أبي العاص
ثم استعرض الشيخ الأحاديث في ذم الحكم بن أبي العاص ص32، 33، فأجاد وشكك في إسلام الحكم فضلا عن صحبته وهذا لا يهمنا هنا، وإنما يكفينا من ذلك اعترافه وفقه الله بأنه قد ثبت أن (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن الحكم بن أبي العاص) وهذا إنصاف من الشيخ السعد لم نعهده في كثير من البحوث المعاصرة رغم أن الحكم هذا موجود في القسم الأول من كتاب الإصابة ومترجم له في كتب تراجم الصحابة كالاستيعاب وأسد الغابة.
وقد يأتي متعنت فيصف الشيخ عبدالله السعد بالتشيع أو الرفض لطعنه في هذا الصحابي الجليل على زعمهم، كيف لا، وقد قال ابن السكن: (يقال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا عليه ولم يثبت ذلك، ثم قد جاءت روايات أنه أسلم قبل أهل مكة وكان مع أم حبيبة عندما زفت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ... ) إلخ.
وهكذا يستطيع المتعنت من غلاة السلفية أن يتهم الشيخ عبدالله بالطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن الشيخ عبدالله لم يكتف بما فعله (بعض الجهال وأهل الضلال) من نفي صحبة الحكم وإنما شكك في إسلامه وهذه بادرة خطيرة أن يكون أهل الحديث أشد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من (الجهال الضلال).
فلو ابتلى الله الشيخ عبدالله السعد بجمهرة من هذا الجنس فسيعرف ضرر القواعد البشرية التي وضعها العقائديون في كتب العقائد، تلك القواعد التي ترهب الباحث عن الحقيقة وليس عليها دليل شرعي ولا عقلي.
وإذا حصل له هذا فلا بد أن يؤثر عليه ويجعله بين أمرين:
إما أن يتراجع عن حق يراه ومهما تراجع فلن يقبل منه الغلاة لأن المغالي يرى أن صاحب البدعة لا تقبل له توبة أصلا.
Página 85