En compañía y camaradería
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Géneros
التفصيل في الملحوظات
أولا: بتر الحديث
على افتراض صحة الحديث وصحة قول الشيخ فإن الشيخ بتر الحديث ولو أكمله لكان فيه الجواب والحديث كاملا هو: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا.) قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله: أنا فيهم، قال أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله: قال: لا)) والحديث في البخاري (3/106).
وأقول:الحديث مبتور فإن كان الشيخ قد بتره بغير تعمد من سهو أو تأويل فهذا ظننا فيه، وإن كان قد بتره بتعمد فهل تدرون لما حذف الشيخ آخر الحديث إن كان قد تعمد ذلك؟
الجواب: لأن آخر الحديث يجيب على أوله؛ فآخره حسب الفهم الذي فهمه الشيخ سيكون فيه بشارة وثناء على يزيد بن معاوية وبشارة له بالجنة وأنه مغفور له؟
ولكن الشيخ لا يرى هذا فهو فيما يبدو يرى فسق يزيد وبناء على هذا ذكر أول الحديث ولو ذكر آخره معه لكان فيه الجواب، فالجواب في إخراج يزيد يمكن به إخراج معاوية، ويلزم الشيخ هنا إن رأى أن الحديث يوجب لكل فرد من هؤلاء الجنة أن يشهد لمعاوية ويزيد بالجنة ويشهد لبعض النصارى الذين كانوا معهما في تلك الغزوة بالجنة.
وهذا ما لم يفهمه أحد من أهل العلم ومازال الصالحون سلفا وخلفا على ذم يزيد فمنهم من فسقه وبعضهم كفره، ومن أخرج يزيد لسوء سيرته يستطيع إخراج غيره كمعاوية ومروان وعبد الملك والوليد بن يزيد وغيرهم.
وقد سبق القول بأن العموم لا يستدل به على موضع النزاع وإذا كان عبدالله بن أبي قد خرج من الوعد العام لأهل بيعة الرضوان على وضوح الحديث وقوته وقلة اهل الرضوان فخروج معاوية ويزيد من هذا الوعد العام أسهل وأوضح، وكذلك خروج النصارى الذين كانوا في ذلك الجيش من عموم الحديث.
Página 185