En compañía y camaradería
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Géneros
في حديث وقصة أبي الغادية قاتل عمار
أما ما ذكره شيخنا ص46 عن أبي الغادية قاتل عمار الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (قاتل عمار وسالبه في النار) فأجاد شيخنا وفقه الله في كثير من الكلام على الطرق والكلام عليها، وصحح بعض أسانيده وإن لم يجزم بصحة الحديث
ثم قال: (وأما قصة قتل عمار من قبل أبي الغادية فهذا ثابت ولا شك أن هذا ذنب كبير ولكن لم يقل أحد أن الصحابة لا يذنبون ولا يقعون في الكبائر... إلخ).
أقول: كلام الشيخ هنا بعضه جيد من تصحيح قتل عمار من قبل أبي الغادية لكنني الآن أسأل الشيخ سؤالا وهو:
هل تحب أن تكون أنت أبا الغادية؟
فإن قلت: نعم أريد أن أكون أبا الغادية بما فيه من خير وشر رغم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إنه في النار) فقد اطرد منهجك وأغضبت ربك وجوزت كذب الخبر أو استهنت بالوعيد.
وإن قلت: لا والله لا أتمنى أن أكون أبا الغادية وأعوذ بالله من ذلك.
قلنا لك: أنت تناقضت مع منهجك في الصحابة وهو منهج غلاة السلفية الذين يعدون الصحابي أي صحابي أفضل ممن جاء بعده فأبو الغادية عندهم إن ثبت إسلامه فهو أفضل من أويس القرني وعلقمة بن قيس وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين والشافعي والقاسم الرسي وأحمد بن حنبل وسائر من أتى بعده من الصالحين والعلماء والشهداء...
وبناء على هذا تكون الأمة من غير الصحابة مستحقة للوعيد وتنالها النار مثلما تنال أبا الغادية لأنه ليس من عدل الله على هذا المنطق عندكم أن يعذب الأفضل ويترك من دونه.
صحيح أن الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، لكن ليس من باب العشوائية كما يظن بعض الناس وإنما بين الله عز وجل أسباب المغفرة وأسباب العذاب فيغفر لمن اتبع أسباب المغفرة وتجنب أسباب العذاب: {أليس الله بأحكم الحاكمين}[التين: 8].
Página 125