En la casa de la revelación
في منزل الوحي
Géneros
فتطهرت وتوجهت لذلك مستحضرا عظيم ما توجهت إليه، وموقع المثول ببيت أوسع الخلق كرما وعفوا، وذلك هو المعول عليه، واستحضرت قول بعضهم:
عصيت فقل لي كيف ألقى محمدا
ووجهي بأثواب المعاصي مبرقع؟!
ثم أنشدت الذي يليه:
عسى الله من أجل الحبيب وقربه
يداركني بالعفو فالعفو أوسع
وسألت الله أن يمنحني حسن الأدب في ذلك المحل العظيم، ويلهمني ما يستحقه من الإجلال والتعظيم، وأن يرزقني منه القبول والرضا، والتجاوز عما سلف ومضى، فاستأذنت ودخلت من مؤخر الحجرة ولم أتجاوز ذلك المحل فشممت رائحة ما شممت في عمري أطيب منها، ثم سلمت بوجل وحياء، على أشرف الأنبياء، ثم على ضجيعيه خلاصة الأصفياء ... ودعوت بما تيسر من الدعوات، وتشفعت بسيد أهل الأرض والسموات، واستنزلت به في بيته من الأزمات، واغتنمت هذه الفرصة في جميع الحالات ... فلما قضيت من ذلك الوطر، متعت عيني من تلك الساحة بالنظر، لأتحف بوصفها المشتاقين، وأنشر من طيب أخبارها في المحبين، فتأملت الحجرة الشريفة فإذا هي أرض مستوية وتناولت من ترابها بيدي فإذا به نداوة وحصباء ... ولم أجد للقبور الشريفة أثرا غير أن بأوسط الحجرة موضعا فيه ارتفاع يسير جدا توهموا أنه القبر الشريف النبوي، فأخذوا من ترابه للتبرك فيما زعموا، ومنشأ ذلك الوهم جهل من كان هناك بأخبار الحجرة الشريفة ، وذلك المحل ليس هو القبر النبوي قطعا، ولعله قبر عمر - رضي الله عنه ... لأن قبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
كان قريبا من الجدار وكان اللحد تحت الجدار.»
2
Página desconocida