أنا أحترم المؤرخين الذين يكون موقفهم مطردا ومنهجهم واضحا محددا حتى وإن اختلفت معهم في المنهج أشد الاختلاف فأنا أحترم الدكتور الهلابي وأثني عليه لأنه واضح لا يتلون وهو يتعامل مع المتون بعيدا عن منهج أهل الحديث وأنا أختلف معه في هذه المسألة اختلافا جذريا لكنه بعيد عن ازدواجية الدكتور العودة وأمثاله الذين يتشدقون بمنهج المحدثين ويتخذونه مطية لرد الروايات التي لا يحبونها بينما لا يطبقون المنهج -باعترافهم-على رواياتهم المحبوبة وفي مقدمتها أكاذيب سيف بن عمر التي ملأت بطون الرسائل الجامعية! والتي خالفت المتواتر، وطعنت في الأبرياء كعلي وعمار وأبي ذر وعدي بن حاتم وغيرهم من ضحايا سيف بن عمر! ومجدت الظالمين واعتذرت عنهم بخلاف ما تواتر في الأحاديث والمرويات.
والذي أعرفه مثلا في منهج المحدثين أنه يمكن تطبيقه على كل المحدثين فضلا عن المؤرخين، أما الدكتور العودة فهو يطبقه على الجميع من المحدثين والمؤرخين إلا سيف بن عمر فقط! فهو لا يرضى أن يطبق عليه هذا المنهج! لأن تطبيقه هذا المنهج على سيف يعني تطبيقه على رسالة الدكتور وهذا التطبيق الصارم لن يخدم سيف بن عمر ولا رسالة العودة، فهذه مكابرة حتى وإن كان فيها حماية لرسالة الدكتور لكن ليس فيها حماية للحقيقة التاريخية ولا ريب أن التضحية برسالة أسهل من التضحية بالحقائق التاريخية، أما الأكالون بالأكاذيب الشاربون بالخرافات المستغفلون للباحثين فهم لا يستطيعون الانفكاك عن هذه الأساطير والاستغفالات لأنها لهم كالماء للسمك لو خرج منه لمات!
Página 44