الرواية السابعة
ثم أورد الدكتور العودة رواية سماك بن حرب عن علي أنه بلغه أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر، فدعا به ودعا بالسيف وهم بقتله فكلم فيه فقال: (لا يساكنني ببلد أنا فيه فسير إلى المدائن!!).
أقول: أولا.. سماك بن حرب لم يسمع من علي ولا أدركه ولم يولد إلا بعده على ما يظهر لأن وفاته كانت (123ه) بينما وفاة علي كانت (40ه)!!
ثانيا: لا نسلم بأن ابن السوداء المراد به عبد الله بن سبأ إلا ببرهان ودليل.
ثالثا: هل عقوبة منتقصي أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي هي القتل؟!! أم أن هذا خاص بالنبي فالصحيح المعروف عن الصحابة أنفسهم أن هذا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقط بمعنى أن عقوبة القتل خاصة بمن يشتم النبي- صلى الله عليه وسلم - ويسبه أما غير النبي- صلى الله عليه وسلم - من الصحابة وغيرهم فغاية العقوبة فيه التعزير فقط! بل علي لم يعزر من يكفره من الخوارج فضلا عن القتل، وتكفير علي أشد من تنقص أبي بكر وعمر إلا عند النواصب! بل هذا منهج الخلفاء الراشدين وقد صح هذا عن أبي بكر وعلي، أما علي فسبقت الإشارة لمنهجه مع الخوارج وهم يكفرونه ويكفرون عثمان بن عفان وهذا أعظم من تنقص أبي بكر وعمر، وأما أبو بكر فقد صح الإسناد عنه أنه لما أراد أبو برزة الأسلمي أن يقتل من أغلظ لأبي بكر وأساء له أبي بكر منعه أبو بكر رضي الله عنه وقال (ليست هذه إلا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم -)؟! أو بمعناه، فهل هذا مما يخفى على علي؟! كيف يخفى عليه وهو يسمع الخوارج يكفرونه ويشتمونه ومع ذلك لم يقاتلهم حتى سفكوا الدم الحرام! فهذا يدل على ضعف الآلية النقدية عند الدكتور وعدم جمعه بين النصوص وعدم محاكمتها ولذلك لا تستغربوا أن يظن أن ابن سبأ أول من كذب!!
رابعا: من هم الذين كلموا عليا في ابن سبأ؟! هل هم سبئية أيضا ؟!
Página 19