En Abdullah Ibn Saba
مع سليمان العودة في عبد الله بن سبأ
Géneros
وعندما يقول العودة أن الفيصل في هذا (كتب الجرح والتعديل) فهو غير صادق في هذا لأننا جربنا عليه هذه (الوعود) التي يذرها في عيون المغفلين! ولو كان صادقا لاستوفى كلام أهل الجرح والتعديل في سيف بن عمر فإنه عقد في رسالته ص104 مبحثا بعنوان (سيف بن عمر بين الجرح والتعديل) لم يذكر من المجرحين له إلا القلة وأهمل أقوال أبي زرعة وأبي داود ويعقوب بن سفيان والطبري والعقيلي وابن أبي حاتم والترمذي وابن السكن وابن عدي والدارقطني والحاكم والبرقاني وأبي منصور الصيرفي وابن نمير وابن عبد البر وابن الجوزي! ولا ريب أن إهمال مجموع كلام هؤلاء (المجرحين) لسيف بن عمر يعد (خيانة علمية) بكل المقاييس! لأن رسالته كلها قائمة على هذا الراوي (المبحوث) ! فلو أهمل واحدا أو اثنين لقلنا له عذره لكن إهمال أقوال ستة عشر عالما من علماء الجرح والتعديل فهذا من أوضح الدلالات على الخيانة.
ويؤسفني أن بحث مرتضى العسكري (الإمامي) عن (عبد الله بن سبأ) أكثر إنصافا ورجوعا لهؤلاء العلماء من بحث العودة (السلفي السني) ! فنجد في بحث العسكري (الإمامي) أمانة علمية واستيفاء لأقوال المحدثين! بينما نجد في بحث العودة (السني) خيانة علمية وتحريفا لأقوال المحدثين! وبعد هذا تقولون لماذا ترجعون لكتب الروافض والمستشرقين وتتركون بحوثنا؟! فهل اجتنبتم هذه الخيانات حتى نثق فيكم؟ هل زرعتم الثقة في قلوب محبي الحقيقة الذين تزعمون أنكم تحرصون عليهم؟! للأسف إن مثل هذه الأعمال الهزيلة والتحريفات الرخيصة ستسبب في انصراف الشباب إلى أبحاث المبتدعة والكفار! نعم ومن حقهم أن يفعلوا هذا ما دام أنهم يجدون شروط البحث العلمي متوفرة لدى هؤلاء أكثر من توفرها عند كثير من دارسي التاريخ عندنا!
Página 120