En la literatura y la vida
في الأدب والحياة
Géneros
وكرت السنون وانقلبت آية الحياة، من حياة روحانية عكف عليها الشرق، إلى حياة مدنية وصناعية لم يعرفها إلا الغرب، وهنا انقلب وجه الخصومة، ورجعت موجة الحياة تمد من الغرب على الشرق، فتغرقه في غمار تلك المدنية المادية، فهوى في بحرها الخضم إلى الأعماق.
أما إذا عرف الشرق كيف يستطيع أن يقاوم هذه المدنية المادية، فهنالك يتحرر، ولا أظن أن الشرق يمكنه أن يتخلص من مخالب هذه المدنية، قبل أن يمرن على انتحالها ليقاوم موجة الاستعمار الغربي بقوة مستمدة من نفس مدنيته.
الأزهر والعلوم الدنيوية
ظل الجامع الأزهر، وهو الجامعة الإسلامية الكبرى في أنحاء العالم الإسلامي، في مخاض يعاني آلامه سنين طويلة، وفي ظني أن زمان الوضع قد قرب، ولعل هذه الآلام الطويلة تحبو هذه الجامعة الكبرى بمولود تقر به عين مصر وعين العالم العربي الإسلامي بأجمعه.
بدأت هذه الجامعة الأزهرية تشعر بآلام المخاض عندما فكر الأستاذ الكبير محمد عبده في إصلاح الأزهر، وعندما أراد أن يدخل في برامجه علم الجغرافية والفلك، وشطرا من الفلسفة اليونانية؛ التي تؤيد نظريات الإسلام، وغير ذلك من وجوه الإصلاح. ولقد اشتدت بعد هذه الحركة آلام المخاض؛ فرمي المصلح الكبير بالكفر والمروق عن الدين والخروج عن السنة والكتاب.
واليوم نسمع من فضيلة شيخ الجامع الأزهر في مذكرته التي رفعها إلى رئاسة مجلس الوزراء؛ أن الدين لا يعاند العلم، وأن الأزهر يجب أن تحور برامجه تحويرا أبعد مدى عن التحوير الذي أراده الأستاذ محمد عبده. أليس في طلب الأستاذ صاحب الفضيلة أن يكون علم مقارنة الأديان من العلوم الأساسية في الأزهر؛ دليلا على أن هذه الجامعة كادت تخلص من آلام المخاض الطويلة، وأن زمان الوضع قد قرب؟
حول المجمع اللغوي
يفكر صاحب المعالي وزير المعارف بجد في إنشاء مجمع علمي قد يطلق عليه اسم المجمع اللغوي أو الأكاديمي، أو غير ذلك من الأسماء ، ولا يعنينا أن يكون مجمعا أو منتدى أو أكاديميا؛ فالأسماء لا قيمة لها بجانب النظام الذي يجب أن يقوم عليه هذا المعهد الكبير.
ولا يجب أن ننسى مع تكوين هذا المعهد، أنه يتكون في مصر، وفي الشرق؛ لهذا ينبغي لنا أن نلاحظ في تكوينه عدة أشياء:
أولا:
Página desconocida