Sobre la literatura del Egipto fatimí
في أدب مصر الفاطمية
Géneros
1
وبين يدي الآن عدة كتب جمعت مجالس الحكمة التأويلية التي كان يلقيها بعض الدعاة، مثل كتاب تأويل دعائم الإسلام للقاضي النعمان بن محمد، وكتاب المجالس المؤيدية ويحتوي على ثمانمائة مجلس من مجالس التأويل، وكتاب المجالس المستنصرية للداعي الموسوم بعلم الإسلام ثقة الإمام،
2
وهذه المجالس تختلف باختلاف الداعي، فمجالس القاضي النعمان في تأويل فقه الفاطميين، والمؤيد يميل في تأويله إلى فلسفة المذهب، أما ما جاء في المجالس المستنصرية فهو تأويل بدائي، ويخيل إلي أن المجالس المستنصرية كانت تلقى على المبتدئين في الدعوة، وقد رأيت أن أقدم صورة من هذه المجالس المختلفة:
المجلس العاشر من الجزء الرابع من تأويل دعائم الإسلام للقاضي النعمان
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جل عن تقدير المتوهمين، ولطف عن لطيف بحث المتوسمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى الأئمة من ذريته الطاهرين، ثم إن الذي يتلو ما تقدم ذكره ما جاء عن أمير المؤمنين علي - عليه السلام - أنه قال: أول الصفوف أفضلها، وهو صف الملائكة، وأفضل المقدم ميامن الإمام. تأويله ما تقدم القول به من أن أمثال الصفوف في الصلاة أمثال درجات المستجيبين إلى دعوة الحق على مقادير فضلهم وسبقهم، وأن أمثال الملائكة من الناس أمثال المملكين أمور العباد، وهم أولياء الله من رسله وأئمة دينه ومن ملكوه شيئا من أمور العباد وأرسلوه لهم وما أرسلوهم له، والملك والملائكة فيما ذكر أهل اللغة مشتقة أسماؤها من الرسالة، والألوك والمألكة في لغة العرب الرسالة، وقد قال الله جل من قائل:
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس
فالصف الأول من صفوف ظاهر الصلاة لا ينبغي أن يقف فيه إلا أفضل أهل المسجد من علمائهم، كما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «ليلني منكم أولو النهى والعلم.» وينبغي أن يكون على يمين الإمام في الصف من خلفه أفضلهم، ومن يصلح أن يكون إماما إن حدث به حدث يوجب خروجه من الصلاة؛ لأن انصرافه إذا انصرف من الصلاة إنما يكون عن ذات اليمين، فيكون من يقدمه هناك، فيأخذ بيديه ويقدمه مكانه.
وعلى هذا تجري مراتب أهل الدعوة في حدودها: أن يكون الذين يلون القائم بها في الدرجة العالية من درجات المؤمنين الذين هم أهلها، وأن يكون أقربهم منه عن يمينه، وهي أفضل درجاتهم، من يصلح لمقامه من بعده، ويتلو ذلك ما جاء عنه - عليه السلام - أنه قال: سدوا فرج الصفوف، ومن استطاع أن يتم الصف الأول أو الذي يليه فليفعل، فإن ذلك أحب إلى نبيكم، وأتموا الصفوف فإن الله وملائكته يصلون على الذين يتمون الصفوف.
Página desconocida