El filósofo y el arte de la música
الفيلسوف وفن الموسيقى
Géneros
ولقد كان أعضاء جماعة الكاميراتا يعتقدون حقا أن اليونانيين كانوا يغنون النص الكامل لمسرحياتهم. ولما كانوا هم ذاتهم أنصارا لأفلاطون يمجدون الماضي، فقد سعوا إلى إحياء ما اعتقدوا أنه فن مفقود من العصر اليوناني القديم؛ لذلك كرسوا جهودهم الخلاقة لاستحداث نوع من أنواع الفن تعمل فيه الموسيقى على تجميل الكلمة المنطوقة، وعلى دعم الحركات الدرامية للممثل، بحيث يؤدي الزواج الروحي بين الموسيقى والدراما إلى بعث المثل الأعلى اليوناني لفلسفة أفلاطون الجمالية. وقد وجد أعضاء هذه الجماعة في كشف جاليلي لأنشودة «ميزميدس
Mesomedes » أول دليل على أصالة الموسيقى اليونانية، ولكن لما كان أعضاء هذه الجماعة الأدبية قد عجزوا عن فك رموز التدوين اليوناني، فإنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا سوى التكهن بما عسى أن يكون مضمونها. وقد أصبح «رينوتشيني» أول كاتب لنص أوبرا، وذلك حين لبى طلب جماعة «الكاميراتا» في كتابة تراجيديا مبنية على المبادئ الجمالية اليونانية، فألف قصيدة درامية عنوانها «دافني
Dafne » وضع موسيقاها «بيري
»، وعرضت في بيت الكونت كورسي في فلورنسا حوالي عام 1594م. ولم يبق لنا من «دافني» الأصلية سوى النص فحسب؛ إذ إن الموسيقى للأسف قد فقدت، ثم ألف رينوتشيني وبيري، وقد شجعهما نجاح الأوبرا الأولى، عملا ثانيا هو «أوريدتشي
Eurydice » بالاستعانة بتوزيعات موسيقية قام بها كاتشيني. وقد عرضت هذه الأوبرا الأخيرة عام 1600م؛ احتفالا بزواج هنري الرابع (ملك فرنسا) من ماريا دي مديتشي في فلورنسا.
وقد استحدثت جماعة الكاميراتا فن «التلاوة الريتشيتاتيفو
recitative » على أساس الاعتقاد القائل: «إن الموسيقى ينبغي أن تحاكي طريقة كلام الخطيب وأسلوبه في تحريك مشاعر الجمهور.» وكان كاتشيني مخلصا لرأي أفلاطون القائل إن الموسيقى كلام وإيقاع أولا ولحن أخيرا.
3
كذلك رأى بيري أن على الموسيقي أن يحاكي الشخص المتكلم في الأغنية. وقد ذهب جاليلي وباردي إلى أن من واجب الموسيقار أن يتعلم من الخطيب كيف يحرك المشاعر، وكتب بيري في مقدمته ب «أوريديتشي» يقول إنه كان يحاول تعديل الموسيقى الغنائية تبعا للكلام البشري.
وكان مارسيليو فيتشينو، الأفلاطوني الصميم في أكاديمية فلورنسا، قد أعرب عن الرأي القائل إن الشاعر والخطيب يتخذان من الموسيقار أنموذجا لهما. وفي هذه الحالة كان فيتشينو منتميا إلى عصر النهضة أكثر مما كان أفلاطونيا متحمسا. كذلك دافع «زارلينو
Página desconocida