El filósofo y el arte de la música
الفيلسوف وفن الموسيقى
Géneros
والواقع أن قياس الموسيقى كان أمرا ضروريا لكي يتقدم توزيع الأصوات الموسيقية على سطور لحنية مختلفة تؤدى في وقت واحد؛ ذلك لأن العزف أو الغناء المنفرد كثيرا ما كان يشجع على إطلاق العنان لحرية الموسيقى. أما عندما تنضم عدة أصوات في أغنية، كما هي الحال في البوليفونية، فعندئذ لا يكون هناك مفر من تنظيم طريقة سير كل مغن، حتى يتسنى مزج صوته بالأصوات الأخرى؛ وعلى ذلك فإن توزيع الأصوات الموسيقية كان يتقدم كلما بعث الموسيقار مزيدا من النظام والضبط في مدوناته عن طريق ما توافر لديه من مختلف القيم الرمزية.
وقد حفظت لنا دراسة قام بها باحث إنجليزي مجهول في فرنسا، قرب بداية القرن الثالث عشر، أطلق عليه اسم «المجهول الرابع
Anonymous IV »، وفي هذه الدراسة سجل المؤلف تاريخ بعض مشاهير الموسيقيين، وتطور فن توزيع الأصوات الموسيقية في مدرسة كاتدرائية نوتردام بباريس. ويروي لنا «المجهول الرابع» أنه كان هناك موسيقيان شهيران أسهما بدور هام في فن البوليفونية لمدرسة نوتردام، هما «ليونان
Leonin » و«بيروتان
»، وكان ليونان - حسب رواية هذا الباحث الإنجليزي - يعيش في القرن الثاني عشر، وقد ألف مجموعة كاملة من مقطوعات الأرغن في مصنف يحمل عنوان «كتاب الأرغن الكبير
Magnus Liber Organi »، وقد كان لموسيقى اليونان تأثير بالغ في نفس هذا الباحث الإنجليزي، حتى إن هذا الأخير وصف ذلك الموسيقي بأنه عريف المنشدين بكاتدرائية نوتردام، وبأنه «أعظم مؤلف للأرغن»، أما بيروتان فلا نعرف عنه إلا القليل، ومما نعرفه أنه كان رائد مدرسة نوتردام فيما بين عامي 1180م، 1236م.
وقد كتب «جاكوبوس لييج
Jacobus de Liege » مؤلف كتاب «مرآة الموسيقى
Speculum Musical » قرب نهاية القرن الثالث عشر يقول إن «المحدثين (من أبناء جيله) لا يستخدمون إلا الموتيت
motet
Página desconocida