El filósofo y el arte de la música
الفيلسوف وفن الموسيقى
Géneros
يقول: «غنوا لله، لا باللسان، ولكن بالقلب. ولا تفعلوا كممثلي التراجيديا، حين يلطخون حناجرهم بعقاقير حلوة المذاق، حتى تسمع الألحان والأغاني المسرحية في الكنيسة، وإنما ليكن غناؤكم تقوى وعملا ومعرفة بالكتب المقدسة. وعلى الرغم من أن المرء قد يكون ناشز الصوت، كما يقول التعبير الشائع
Kakophonos ، فإنه يكون أمام الله مغنيا عذب الصوت بأعماله الصالحة، وليغن خادم المسيح، بحيث يكون في غنائه متعة، لا بالصوت، وإنما بما ينطقه من كلمات، حتى تطرد الروح الشريرة التي كانت تتملك شاءول من أولئك الذين يعانون نفس الاضطراب، وحتى لا تنبث في أولئك الذين يجعلون من بيت الله مسرحا شعبيا.»
4
وهكذا كان جل اهتمام الآباء بالموسيقى أخلاقيا بحتا طوال فترة نمو الكنيسة. وكانوا يعدون الموسيقى وسيلة لإثراء الصلوات، فحاربوا الاتجاه الموسيقي إلى التعبير الحر، دون أي أساس فني لقرارهم هذا. وترتب على ذلك أنه عندما ازدادت الكنيسة قوة وأصبحت أقل تسامحا، صارت قواعدها الموسيقية أوامر مطلقة. وإن جميع إشارات آباء الكنيسة إلى الموسيقى لتهدف، بلا استثناء، إلى تحديد أفضل طريقة لاستخدامها من أجل تحويل الوثنيين إلى زمرة المسيحيين أو لتقوية التهجد عند من يؤمون الصلوات، فإذا كانت الألحان التي تغنى بها المزامير (
psalms ) تجذب جماهير الناس، فعندئذ تكون هذه الموسيقى قد أدت غرضا مفيدا بحق. وقد ذهب القديس أوغسطين (354-430م) في الفترة الآتية المقتطفة من «الاعترافات» إلى حد القول، بكل صراحة: «... في بعض الأحيان تتملكني الرغبة في أن أطرح بعيدا عن أذني، وعن الكنيسة كلها أيضا، لحن الموسيقى العذبة التي تغنى بها مزامير داود غالبا ... فأستعيد بذهني الدموع التي ذرفتها عند سماع أغاني كنيستك، عند بداية فترة استرجاعي لإيماني، وفي هذه اللحظة التي لا أكون فيها متأثرا بالغناء، وإنما بالشيء الذي يتضمنه الغناء (عندما تنطلق الكلمات بصوت واضح، وبالتلحين المناسب)؛ عندئذ لا يكون أمامي مفر من الاعتراف بالخير العظيم الذي يجلبه هذا الفن. وهكذا أتأرجح بين مخاطر اللذة، وبين عادة مفيدة أقرها العرف، وإن كنت أشد ميلا إلى ترك طريقة الغناء القديمة التي جرى عليها العرف في الكنيسة على ما هي عليه (على الرغم من أن الرأي الذي أقول به في هذا الصدد ليس قطعيا)، وذلك يتيقظ في النفوس الضعيفة، بفضل المتعة التي تنقلها إليها الأذن، الشعور بالتقوى والخشوع. ومع ذلك فكثيرا ما كان يحدث لي أن أتأثر بالصوت أكثر مما أتأثر بالنشيد، وعندئذ أعترف لنفسي بأنني ارتكبت إثما كبيرا، وأتمنى في هذه اللحظات لو لم أكن قد سمعت الموسيقى قط.»
5
والواقع أن المزامير، التي افتتن بها الملك داود كل الافتتان، هي أقدم موسيقى عرفها المسيحيون، وإن يكن كرسوستوم قد أعرب عن قلقه؛ لأنها لا تلقى القبول الواجب من الناس، ولا تغنى كما يريد. كذلك أشار القديس باسيليوس
St. Basil (330-379م) إلى شيوع استخدامها بين الناس في جميع أرجاء العالم المسيحي، ودافع عن غناء المزامير، سواء منه التبادلي
antiphonal
والتجاوبي
Página desconocida