El filósofo y el arte de la música

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
157

El filósofo y el arte de la música

الفيلسوف وفن الموسيقى

Géneros

Les Six » في باريس بعد الحرب العالمية الأولى، وكان نطاق أفكاره الموسيقي يمتد من الهزل المتعمد إلى الفلسفة التأملية. وقد اختار مقتطفات من محاورات أفلاطون ولحنها في أكثر أعماله طموحا، وهو الدراما السيمفونية «سقراط»، وقد أصبح ساتي المعبود المختار للطليعة الموسيقية وللوجوديين في الفلسفة؛ إذ إن هؤلاء جميعا قد نسبوا إليه فضل الوصول بالاتجاه المضاد لفاجنر في الموسيقى الفرنسية إلى القمة، واستخدام هارمونيات جريئة قبل ديبوسي ورافل

Ravel (1875-1937م).

إن كل عصر في الموسيقى يلتمس لنفسه معبودا يتخذه مصدرا للإلهام؛ فالرومانتيكيون قد جعلوا من بيتهوفن معبودهم الملهم، أما الموسيقي الألماني ماكس ريجر

Max Reger (1873-1916م)، فتحول إلى باخ؛ لكي يستلهمه روح البوليفونية من جديد؛ فقد اعتقد ريجر أنه وجد في باخ مثلا رائعا للتجرد الكلاسيكي الذي يصلح ترياقا يعوض تأثير الانفعالات المتدفقة عند الرومانتيكيين، وكان ما يهتم به ريجر هو القيم التكنيكية للنغم والقالب، فدفعته حماسته للتجرد الخالص إلى إساءة فهم معبوده باخ بتأكيد الرمز الموسيقي بدلا من الانفعال الذي يمثله الرمز.

ولكن ريشارد شتراوس

Richard Strauss (1864-1949م) لم يكن يشارك مواطنه ريجر فلسفته الجمالية المتجردة الخالصة، ولقد كان يشترك مع ريجر في تمكنه التام من التكنيك الموسيقي، ولكنه - على خلاف ريجر - كان يستخدم هذا التكنيك في استطلاع إمكانيات الآلات الموسيقية والقالب الموسيقي، حتى يستطيع نقل مشاعره وأفكاره بطريقة وصفية شديدة الفعالية. وتتميز موسيقاه بالتوفيق بين عناصر مختلفة، وبالواقعية التصويرية. وهي تحلق أحيانا في قمم لحنية تبدو المؤلفات الرومانتيكية الجديدة لفاجنر معتدلة بالنسبة إليها. ولقد كان شتراوس يشترك مع فاجنر ومالر في العجز عن الإيجاز؛ فهو مطيل كثير الكلام.

أما فيروتشيو بووزني

Ferruccio Busoni (1866-1924م) وهو موسيقي وعازف على البيانو وباحث نظري إيطالي ألماني، فقد احتج مثل ريجر على رومانتيكية القرن التاسع عشر، وطالب بالعودة إلى الوضوح والمنطق المنظم اللذين كانت تتسم بهما كلاسيكية القرن الثامن عشر في الموسيقى. وعلى حين أن ريجر أصبح تلميذا لباخ، واعترف بذلك، فإن بوزوني تحول إلى موتسارت الذي نظر إليه على أنه صاحب أعظم أسلوب في الموسيقى. وأدت عودة ريجر وبوزوني إلى النزعة الشكلية للمذهب الكلاسيكي، وانصرافهما عن الرومانتيكية الانفعالية، إلى ظهور مذهب موسيقي جمالي في القرن العشرين بلغ قمته في النزعة الكلاسيكية الجديدة عند «هندميت

Hindemith » وسترافنسكي.

ولقد كان كتاب بوزوني «الخطوط العامة لمذهب جمالي جديد في الموسيقى

Página desconocida