El filósofo de los árabes y el segundo maestro
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
Géneros
ويقول ابن حوقل (نحو سنة 367ه / 977م): إن على الشاطئ الغربي من سرداريا كانت توجد مدينة «وسيج» التي ولد بها الفيلسوف أبو نصر الفارابي، والمستشرقون يعتمدون هذا القول، لكن كثيرين من مؤلفي العربية كالقفطي وابن أبي أصيبعة وابن خلكان صرحوا بأن الفارابي من مدينة فاراب.
وقال ابن خلكان: إن هذه المدينة تسمى في عهده «أطرار»، ويقول الأستاذ بارتولد في الفصل الذي كتبه في دائرة المعارف الإسلامية: «إن الإصطخري الذي وجد في أوائل القرن العاشر يذكر أن قصبة ولاية فاراب كانت مدينة تسمى «قدر» في شرقي نهر سرداريا على نصف فرسخ من مجراه، وعلى الشاطئ الغربي من هذا النهر على فرسخين دون «قدر» توجد «وسيج» التي هي حصن صغير.»
أما المقدسي الذي نبغ في أواخر القرن العاشر الميلادي فهو يذكر أن قصبة «فاراب» كانت تسمى باسم الولاية، وعنده أن «قدر» مدينة حديثة النشأة.
ويرجح الأستاذ «بارتولد» أن تكون فاراب التي لم يذكرها ابن حوقل ولا الإصطخري هي المدينة الحديثة النشأة.
أما «قدر» فهي المدينة القديمة، «وأطرار» هي نفس مدينة «فاراب» وهي أحدث منها.
وعلى ذلك فالراجح أن الفارابي ولد بوسيج كما ذكره ابن حوقل، ونسب إلى ولاية فاراب لا إلى المدينة المسماة بهذا الاسم التي حلت محل مدينة «قدر»، ثم حلت محلها «أطرار».
مولده ونشأته
ولسنا نعرف مولد الفارابي إلا بالتقريب استنتاجا مما ذكره المؤرخون في وفاته، فقد ذكر ابن خلكان أنه توفي سنة 339ه / 950-951م، وقد ناهز ثمانين سنة ويكون إذا مولده حول سنة 259ه / 872-873م.
ولا يعرف شيء عن طفولته وشبابه، إنما يقول المؤرخون: إنه خرج من بلده وانتقلت به الأسفار، إلى أن وصل بغداد وهو يعرف اللسان التركي وعدة لغات غير العربي فتعلم اللسان العربي وأتقنه، ثم اشتغل بعلوم الحكمة على أبي بشر متى بن يونس، وهو مسيحي نسطوري معروف بين تراجمة الكتب اليونانية وإليه انتهت رئاسة المنطقيين في عصره، وعلى الطبيب المنطقي المسيحي يوحنا بن حيلان، ولم يذكر له المؤرخون أساتذة غيرهما.
وإذا كنا لا نعرف التاريخ الذي خرج فيه الفارابي من بلده ولا التاريخ الذي وصل فيه إلى بغداد، فإنا نستطيع أن نتلمس بعض هذه التواريخ استنباطا من ثنايا كلام المترجمين للفارابي.
Página desconocida