من ذلك وقد اشتهر ذكره وبعد صيته حتى أن شاه رخ بن تيمور ملك الشرق سأل رسول الظاهر جقمق عنه في جماعة وقرأت عليه أشياء وكتبت من فوائده ونظمه ولم يشتغل بالتصنيف مع كثرة اطلاعه ولذلك كانت مؤلفاته قليلة فمما عرفته منها شرح العقائد النسفية قد قرأه عليه الزين قاسم الحنفي والكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموات اقتفى فيه أثر السروجي مع زيادات والسهام المارقة في كبد الزنادقة وفتوى في الحبس بالتهمة وجزء آخر في أنه هل تنام الملائكة أم لا وهل منع الشِّعْر مخصوص بالنبي ﷺ أم عام لجميع الأنبياء وشرع في تكملة شرح الهداية للسروجى من أول الأيمان فبلغ إلى أثناء باب المرتد من كتاب السير في ست مجلدات وله منظومة طويلة سماها بالنعمانية فيها فوائد كثيرة بديعة ومات تاسع ربيع الآخر سنة سبع وستين وثمانمائة بمصر ولم يخلف بعده مثله انتهى. (سعيد بن محمد) أبو طالب البردعي كان من أصحاب الطحاوي وحدث عنه بغداد ودرس. (سليمان بن وهب) قاضى القضاة صدر الدين أبو الربيع تفقه على محمود بن عبد السيد الحصيرى تلميذ قاضيخان وصنف منتخب شرح الزيادات الذي ألفه قاضيخان وتفقه عليه ابنه محمد بن سليمان وأحمد ابن إبراهيم السروجى وتولى القضاء بمصر والشام وعاش ثلاثا وثمانين سنة ومات سنة سبع وسبعين وستمائة. (قال الجامع) هو سليمان الصدر بن أبي العز وهب بن عطاء الأذرعي كذا ذكره السيوطي في حسن

= وأخوه قاضي القضاة برهان الدين أو إسحق إبراهيم باشر الوظائف السنية بالقاهرة وولي قضاء القضاة بالديار المصرية سنة ٨٧٠ ثم صرف واستقر في مشيخة المؤيدية إلى أن توفي في المحرم سنة ٨٧٦ انتهى .. وذكر أيضًا زين الدين عبد اللطيف بن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن قاضي القضاة شيخ الإسلام الديري كان من أعيان العدول وباشر نيابة الحكم عن ابن عمه تاج الدين الديري وتوفي سنة ٨٧٠ انتهى .. وذكر أيضًا ولده الشيخ شرف الدين يونس كان من الفضلاء وكان موجودًا في حدود سنة ٨٦٠ وتوفي قبل والده وولده الثاني زين الدين عبد القادر كان خيرًا متواضعًا توفي خامس رمضان سنة ٨٨٥ انتهى .. وذكر أيضًا جمال الدين أبو العزم عبد الله بن شيخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن قاضي القضاة كمال الدين أبي عبد الله محمد الديرى الحنفي مولده سنة ٨٠٥ ولي قضاء القدس والرملة سنة ٨٦٧ ثم أضيف إليه قضاء بلد الخليل وتوفي بالقدس سنة ٨٧٨ في ربيع الأول انتهى .. وذكر أيضًا قاضي القضاة تاج الدين بن سعد بن محمد الديري ولد في ربيع الأول سنة ٧٩٦ وانتفع بأبيه وجده وانتهت إليه رياسة المذهب وولي قضاء القدس سنة ٨٥١ ودرس بالمدرسة المعظمية ونفذت كلمته ثم تنزه عن القضاء وتوجه إلى القاهرة ففوضه والده مشيخة المؤيدية فلما توفي والده قاضى القضاة سعد سنة ٨٦٧ نزل عن المؤيدية لعمه برهان الدين واستوطن القدس ومات بغزة سنة ٨٩١ في شعبان انتهى. هذا ما ذكره أوردته ليعلم فضل بني الديري وعزته وأن بيته لم يزل بيت علم وقضاء في أولاده وأحفاده وإن شئت التفصيل في أحوالهم والاطلاع على وقائعهم فارجع إلى التاريخ المذكور فإنه فيه مسطور.