Fawaid
الفوائد
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
1393 AH
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Sufismo
فصل إِذا اسْتغنى النَّاس بالدنيا فاستغن أَنْت بِاللَّه وَإِذا فرحوا بالدنيا
فافرح أَنْت بِاللَّه وَإِذا أنسوا بأحبابهم فَاجْعَلْ أنسك بِاللَّه وَإِذا تعرفوا إِلَى مُلُوكهمْ وكبرائهم وتقربوا إِلَيْهِم لينالوا بهم الْعِزَّة والرفعة فتعرف أَنْت إِلَى الله وتودد إِلَيْهِ تنَلْ بذلك غَايَة الْعِزّ والرفعة قَالَ بعض الزهاد مَا علمت أَن أحدا سمع بِالْجنَّةِ وَالنَّار تَأتي عَلَيْهِ سَاعَة لَا يُطِيع الله فِيهَا بذكرا وَصَلَاة أَو قراة أَو إِحْسَان فَقَالَ لَهُ رجل إِنِّي أَكثر الْبكاء فَقَالَ إِنَّك إِن تضحك وَأَنت مقرّ بخطيئتك خير من أَن تبْكي وَأَنت مدل بعملك وَإِن المدل لَا يصعد عمله فَوق رَأسه فَقَالَ أوصني فَقَالَ دع الدُّنْيَا لأَهْلهَا كَمَا تركوهم الْآخِرَة لأَهْلهَا وَكن فِي الدُّنْيَا كالنحلة إِن أكلت أكلت طيبا وَإِن أطعمت أطعمت طيبا وَإِن سَقَطت على شَيْء لم تكسره وَلم تخدشه
فصل الزّهْد أَقسَام زهد فِي الْحَرَام وَهُوَ فرض عين وزهد فِي الشُّبُهَات وَهُوَ
بِحَسب مَرَاتِب الشُّبْهَة فَإِن قويت التحقت بِالْوَاجِبِ وَإِن ضعفت كَانَ مُسْتَحبا وزهد فِي الفضول وزهد فِيمَا لَا يَعْنِي من الْكَلَام وَالنَّظَر وَالسُّؤَال واللقاء وَغَيره وزهد فِي النَّاس وزهد فِي النَّفس بِحَيْثُ تهون عَلَيْهِ نَفسه فِي الله وزهد جَامع لذَلِك كُله وَهُوَ الزّهْد فِيمَا سوى الله وَفِي كل مَا شغلك عَنهُ وَأفضل الزّهْد إخفاء الزّهْد وأصعبه الزّهْد فِي الحظوظ وَالْفرق بَينه وَبَين الْوَرع أَن الزّهْد ترك مَالا ينفع فِي الْآخِرَة والورع ترك مَا يخْشَى ضَرَره فِي الْآخِرَة وَالْقلب الْمُعَلق بالشهوات لَا يَصح لَهُ زهد وَلَا ورع
1 / 118