108 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الواحد البلدي، رحمه الله، قال: أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري، قال: ثنا الحسن بن أحمد بن محمد أبو علي الكوكبي - قال الخطيب: إنما هو الحسين بن القاسم -، قال: حدثني إبراهيم بن محمد الزجاجي، قال: حدثني عمرو بن سعيد بن أسلم الباهلي، قال: كنت في حرس المأمون بحلوان حين قفل من خراسان - أو: حين قفل من العراق - أبو علي شك - قال المعافى: والصواب عندي: قفل من خراسان، لأن القفول الرجوع، وإنما رجع المأمون إلى العراق لا منها -، قال: فخرج المأمون لينظر إلى العسكر في بعض الليل، فعرفته ولم يعرفني، فأغفلته، فجاء من ورائي حتى وضع يده على كتفي فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا عمرو - عمرك الله - ابن سعيد - أسعدك الله - ابن سلم - سلمك الله -، فقال لي: أنت الذي تكلؤنا في هذه الليلة، فقلت: الله يكلؤك يا أمير المؤمنين، فأنشأ المأمون يقول:
إن أخا هجياك من يسعى معك ...... ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب زمان صدعك ....... فرق من جميعه ليجمعك
ثم قال: يا غلام، أعطه لكل بيت ألف دينار، فوددت والله أن تكون الأبيات طالت علي فأجد الغنى، فقلت: يا أمير المؤمنين، وأزيدك بيتا من عندي، فقال لي: هات، فقلت:
Página 169