فَوَائِدُ أَبِي عَبْدِ اللهِ النِّعَالِيِّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
اللَّهُمَّ أَعِنْ وَسَهِّلْ يَا كَرِيمُ.
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ فَارِسَ الْقُبَّيْطِيُّ الْحَرَّانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَقَرَّ بِهِ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أنبا جَدِّي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُثْمَانَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، قثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ، إِذَا فَاتَتْهُ الأَرْبَعُ مِنْ قَبْلِ الظُّهْرِ صَلاهُنَّ بَعْدَ الظُّهْرِ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ»
٢ - أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَفِيفٍ الدَّرَّاجُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ جُعْشُمٍ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أنبا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حَسَّانٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ سَيَّارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا إِلَى مَنْ هُوَ أَوْعَى مِنْهُ، فَرُبَّ رَجُلٍ يَحْمِلُ عِلْمًا إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، ثَلاثٌ لا يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ الْقَلْبُ، إِخْلاصُ الْعَمَلِ، وَمُنَاصَحَةُ الْوُلاةِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»
٣ - أَخْبَرَنَا جَدِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ هُوَ ابْنُ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْعَسقَلانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جُمْهُورٍ الْقرْقَسَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ سَاعَةٍ تَمُرُّ بِابْنِ آدَمَ لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلا حسِرَ عِنْدَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
٤ - وَبِهِ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ إِلا تَلُومُ نَفْسَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ كَانَتْ مُحْسِنَةً وَدَّتْ لَوْ أَنَّهَا أَفَادَتْ إِيمَانًا، وَإِنْ كَانَتْ مُسِيئَةً، قَالَتْ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَحْسَنْتُ، وَذَلِكَ عِنْدَ مُقَامِهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ "
٥ - أَخْبَرَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أنبا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُلَيْحِ، عَنْ وَاثِلَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ»
٦ - أَخْبَرَنَا جَدِّي، ثنا أَبُو صَالِحٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ الْجَوْهَرِيُّ الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَزَالُ صِيَامُ الْعَبْدِ مُعَلَّقًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى يُؤَدِّيَ زَكَاةَ فِطْرِهِ»
٧ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو النّجْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَنَفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ وَالِدُكَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، أنبا الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُبَيْرَةَ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَ: عَنِ الصِّيَامِ جِئْتَ تَسْأَلُنِي أَلا أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِحَدِيثٍ كَانَ عِنْدِي فِي التَّخْتِ الْمَخْزُونِ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ دَاوُدَ أَبِي سُلَيْمَانَ خَلِيفَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَأَشْجَعِ النَّاسِ، وَكَانَ لا يَفِرُّ إِذَا لاقَى، وَكَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِسَبْعِينَ صَوْتًا يَكُونُ فِيهَا بِقِرَاءَةٍ يَطْرَبُ فِيهَا الْمَحْمُومُ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبْكِيَ نَفْسَهُ لَمْ تَبْقَ دَابَّةٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ إِلا اجْتَمَعْنَ وَأَنْصَتْنَ يَسْمَعْنَ صَوْتَهُ فَيَبْكِينَ مَعَهُ، وَكَانَتْ لَهُ سَجْدَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَدْعُو فِيهَا وَيَتَضَرَّعُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ ابْنِهِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ أَوَّلِ الشَّهْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ وَسَطِ الشَّهْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ، فَكَانَ يَفْتَتِحُ الشَّهْرَ بِصِيَامٍ، وَيَتَوَسَّطُهُ بِصِيَامٍ وَيَخْتِمُهُ بِصِيَامٍ، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ ابْنِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﵇، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَيَلْبَسُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَيَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ، لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ يَمُوتُ وَلا بَيْتٌ فَيُخْرَبُ، وَكَانَ رَامِيًا لا يُخْطِئُ صَيْدًا يُرِيدُهُ، وَكَانَ يَمُرُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مِنْهُمْ حَاجَةٌ قَضَاهَا، وَحَيْثُ أَتَى عَلَيْهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَحَيْثُ مَا أَدْرَكَهُ الْمَسَاءُ صَفَنَ قَدَمَيْهِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى النُّورِ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبُهُ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ أُمِّهِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَيْنِ وَتُفْطِرُ يَوْمًا، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ النَّبِيِّ ﷺ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ أَبِي الْقَاسِمِ خَيْرِ الْبَشَرِ ﷺ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
٨ - وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو النّجْحِ، أنبا أَبُو السُّعُودِ الْمُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خَيْرُونٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ خَيْرُونٍ، أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أنبا دَعْلَجٌ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، بِمَكَّةَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ قثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " خُلِقَتِ الْكَعْبَةُ قَبْلَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، قَالَ: كَيْفَ قَبْلُ وَهِيَ مِنَ الأَرْضِ؟ قَالَ: كَانَتْ حَشَفَةً أَوْ حِشْوَةً عَلَى الْمَاءِ عَلَيْهَا مَلَكَانِ يُسَبِّحَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَلْفَيْ سَنَةٍ. فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ ﷿ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ دَحَاهَا مِنْهَا فَجَعَلَهَا فِي وَسَطِ الأَرْضِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ ﵇ بَعَثَ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ لِيَأْتِيَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ فَلَمَّا هَوَى لِيَأْخُذَهُ، قَالَتْ لَهُ الأَرْضُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَنْ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ نَصِيبًا مِنْهُ غَدًا، فَتَرَكَهُ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ بِمَا أَمَرْتُكَ؟ قَالَ: سَأَلَتْنِي بِكَ فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلَنِي بِكَ فَأَرْسَلَ آخَرَ، فَقَالَتْ لَهُ: مِثْلَ مَا قَالَتْ لِلأَوَّلِ، ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ، فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهَا حَتَّى أَرْسَلَهُمْ كُلَّهُمْ، ثُمَّ أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَهَوَى لِيَأْخُذَ فَقَالَتْ لَهُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ نَصِيبًا مِنْهُ غَدًا، قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ: إِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي بِالطَّاعَةِ أَحَقُّ مِنْكِ فَأَخَذَ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ طَيِّبَهَا وَخَبِيثَهَا فَكَانَتْ قَبْضَتُهُ مِنْ مَوْضِعِ الْكَعْبَةِ فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ فَأَمَرَهُ فَصَبَّ عَلَيْهِ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ حَتَّى كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ بِيَدِهِ فَمَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ فَقَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ لا يَنْفُخُ فِيهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ فَجَرَى فِيهِ الرُّوحُ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَثِبَ، فَتَلا أَبُو هُرَيْرَةَ، ﴿خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ﴾ [الأنبياء: ٣٧]، فَلَمَّا جَرَى فِيهِ الرُّوحُ جَلَسَ جَالِسًا فَعَطَسَ فَقَالَ اللَّهُ ﷿: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ: رَحِمَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلاءِ الْمَلإِ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، يَا آدَمُ أَيُّ مَكَانٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُرِيَكَ ذُرِّيَّتَكَ فِيهَا؟ فَقَالَ: بِيَمِينِ رَبِّي ﷿ وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ فَبَسَطَ يَمِينَهُ، فَأَرَاهُ فِيهَا ذُرِّيَّتَهُ كُلَّهُمْ، وَمَا هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الصَّحِيحُ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَالْمُبْتَلَى عَلَى هَيْئَتِهِ، وَالأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ عَلَى هَيْئَتِهِمْ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَلا عَافَيْتَهُمْ كُلَّهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلا سَاطِعًا نُورُهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، فَقَالَ: كَمْ عُمْرُهُ يَا رَبِّ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: كَمْ عُمْرِي؟ قَالَ: أَلْفُ سَنَةٍ، قَالَ: انْقُصْ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً فَزِدْهَا فِي عُمْرِهِ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ سَاطِعًا نُورُهُ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِثْلَ مَا مَعَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ مُحَمَّدٌ ﵇، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، فَقَالَ آدَمُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يَسْبِقُنِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَلا أَحْسُدُهُ، فَلَمَّا مَضَى لآدَمَ أَلْفُ سَنَةٍ إِلا أَرْبَعِينَ فَجَاءَتْهُ الْمَلائِكَةُ يَتَوَفُّونَهُ عِيَانًا، قَالَ: مَا تُرِيدُونَ؟، قَالُوا: أَرَدْنَا أَنْ نَتَوَفَّاكَ، قَالَ: قَدْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالُوا: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ قَالَ: مَا أَعْطَيْتُ أَحَدًا شَيْئًا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: جَحَدَ آدَمَ، وَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسَى وَنَسَتْ ذُرِّيَّتُهُ "
٩ - وَبِهِ ثنا سَعِيدٌ، قثا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ سَلْمَانَ، قَالَ أَبِي: وَلا أَرَاهُ إِلا سَلْمَانَ، قَالَ: " خَمَّرَ اللَّهُ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهَا فَمِنْ ثَمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فِيهَا فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ بِيَمِينِهِ، وَخَرَجَ كُلُّ خَبِيثٍ فِي الأُخْرَى، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهَا فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
١٠ - وَبِهِ نا سَعِيدٌ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَعْبُ الأَحْبَارِ، أَنَّ الْبَيْتَ كَانَ غُثَاءً عَلَى الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمِنْهُ دُحِيَتِ الأَرْضُ
١١ - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَرْمِينِيَةَ وَمَعَهُ السَّكِينَةُ تَدُلُّهُ، ثُمَّ تَبَوَّأَ الْبَيْتَ كَمَا تَبَوَّأَ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتًا، فَكَانَ يَحْمِلُ أَحْجَارَا، الْحَجَرُ يُطِيقُهُ أَوْ لا يُطِيقُهُ ثَلاثُونَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ [البقرة: ١٢٧]، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ بَعْدُ
١٢ - وَبِهِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قثنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أنبا خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ ﷺ: رَبِّ أَرِنَا مَنَاسِكَنَا، فَأَخَذَ جِبْرِيلُ ﵇ بِيَدِهِ، فَذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ الْبَيْتَ، فَقَالَ: ارْفَعِ الْقَوَاعِدَ، فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ، وَأَتَمَّ الْبُنْيَانَ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّفَا، فَقَالَ: هَذَا مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْمَرْوَةِ، فَقَالَ: هَذَا مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ فَذَهَبَ بِهِ نَحْوَ مِنًى، فَإِذَا هُوَ بِإِبْلِيسَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: كَبِّرْ وَارْمِهِ، فَكَبَّرَ وَرَمَى، فَذَهَبَ إِبْلِيسُ حَتَّى قَامَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، فَحَاذَى بِهِ جِبْرِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ، قَالَ جِبْرِيلُ: كَبِّرْ وَارْمِهِ، فَكَبَّرَ وَرَمَى فَذَهَبَ إِبْلِيسُ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الْقُصْوَى، فَقَالَ جِبْرِيلُ: كَبِّرْ وَارْمِهِ، فَكَبَّرَ وَرَمَى، فَذَهَبَ إِبْلِيسُ، وَكَانَ الْخَبِيثُ أَرَادَ أَنْ يُدْخِلَ فِي الْحَجِّ شَيْئًا، فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَقَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ عَرَفَاتٍ، فَقَالَ: هَذِهِ عَرَفَاتٌ هَلْ عَرَفْتَ مَا أَرَيْتُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، قَالَ: وَكَيْفَ أُؤَذِّنُ؟ قَالَ: قُلْ: يَأَيُّهَا النَّاسُ أَجِيبُوا رَبَّكُمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَأَجَابَ الْعِبَادُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَبَّيْكَ مَرَّتَيْنِ، فَمَنْ أَجَابَ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْخَلْقِ فَهُوَ حَاجٌّ، قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ الْقَدَرِيَّةُ لا يُصَدِّقُونَ بِهَذَا
١٣ - وَبِهِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَحْرَمَ عَامَ الْحكمَيْنِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
١٤ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْعَدْلُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الآبْنُوسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْخُوَارِزْمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ آدَمَ، نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ ﵇»
١٥ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدَ ذَلِكَ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ» . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ بِهَذَا الإِسْنَادُ، وَإِنَّمَا جَاءَنَا مِنْ رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ
١٦ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: قَدِمَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الرَّمْلَةَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ وَيَجْلِسَ لِلنَّاسِ فَأَبَى وَامْتَنَعَ عَنْ ذَلِكَ فَكَلَّمُوا ابْنَ أَبِي السُّدِّيِّ الْعَسْقَلانِيَّ فَكَلَّمَهُ فَجَلَسَ لِلنَّاسِ، فَحَدَّثَنَا حِينَئِذٍ بِأُلُوفٍ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ مُوسَى: وَسَأَلْتُهُ فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحِكَايَةِ
١٧ - وَبِهِ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ الأَشْعَثُ الْعِجْلِيُّ بِأَحَادِيثَ وَأَرْدَفَهَا بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ: كِتَابٌ إِلَيْكُمْ فَافْهَمُوهُ فَإِنَّهُ ... رَسُولِي إِلَيْكُمْ وَالْكِتَابُ رَسُولُ فَهَذَا سَمَاعِي مِنْ رِجَالٍ لَقِيتُهُمْ ... لَهُمْ وَرَعٌ فِي دِينِهِمْ وَقبُولُ وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْوُوهُ عَنِّي ... فَإِنَّمَا تَقُولُونَ مَا قَدْ قُلْتُهُ وَأَقُولُ أَلا فَاحْذَرُوا التَّصْحِيفَ فِيهِ فَرُبَّمَا ... يُغَيِّرُ مِنْ تَصْحِيفِهِ الْمَعْقُولُ
١٨ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَفَّارُ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: لَوْ عَدَلَ بُكَاءُ أَهْلِ الأَرْضِ بِبُكَاءِ دَاوُدَ مَا عَدَلَهُ، وَلَوْ عدلَ بُكَاءُ دَاوُدَ وَبُكَاءُ أَهْلِ الأَرْضِ بِبُكَاءِ آدَمَ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ مَا عَدَلَهُ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: بِبُكَاءِ آدَمَ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ مَا عَدَلَهُ
١٩ - وَبِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، قثا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عِقَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «عَسْقَلانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يَحْشُرُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفًا لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ» قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَرْوِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عِقَالٍ، غَيْرُ ابْنِ عَيَّاشٍ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عِقَالٍ قَبْرَيْهِمَا بِعَسْقَلانَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُو عِقَالٍ، قَرَأْتُ عَلَى قَبْرِهِ بِعَسْقَلانَ، هَذَا قَبْرُ أَبِي عِقَالٍ هِلالِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
٢٠ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الْجَابِيَةِ وَعَجَنَهُ بِمَاءِ الْجَنَّةِ»
٢١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ الأَخْضَرِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدِيٍّ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالا: أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَيُّوبَ الْعُكْبَرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ الْعُكْبَرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ عَشَرَةٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ، قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قثنا أَبُو دَاوُدَ هُوَ الْحَفَرِيُّ، ثنا بَدْرٌ، هُوَ ابْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَمَّنْ شَكَّ أَنَّ الْمَحْشَرَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلْيَقْرَأْ ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ [الحشر: ٢] فَقَدْ حَشَرَ النَّاسَ إِلَيْهِ مَرَّةً، وَذَلِكَ حِينَ ظَهَرَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى الْمَدِينَةِ أَجْلَى الْيَهُودَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ
٢٢ - وَبِهِ ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عِيسَى، يَقُولُ: " حُبُّ الدُّنْيَا أَصْلُ كُلِّ خَطِيَّةٍ، وَالْمَالُ فِيهِ دَاءٌ كَثِيرٌ، قَالُوا: وَمَا دَاؤُهُ؟ قَالَ: لا يَسْلَمُ مِنَ الْخَيْلاءِ وَالْفَخْرِ، قَالُوا: فَإِنْ سَلِمَ؟ قَالَ: يَشْغَلُهُ إِصْلاحُهُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ "
٢٣ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عِيسَى، يَقُولُ: لَسْتُ أُحَدِّثُكُمْ لِتَعْجَبُوا، إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ لِتَعْمَلُوا
٢٤ - وَبِهِ ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ عِيسَى، يَقُولُ: تَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِبُغْضِ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْتَمِسُوا رِضْوَانَهُ بِالتَّبَاعُدِ مِنْهُمْ، قَالُوا: فَمَنْ نُجَالِسُ؟ قَالَ: مَنْ يُذَكِّرُكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَيُرَغِّبُكُمْ فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ، وَيَزِيدُ فِي فَهْمِكُمْ مَنْطِقُهُ
٢٥ - ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: وُجِدَ فِي صَخْرَةٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، مَنْ يَزْرَعُ خَيْرًا يَحْصُدُ غِبْطَةً، وَمَنْ يَزْرَعُ شَرًّا يَحْصُدُ نَدَامَةً، أَيَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ وَيُجْزَى بِالْحَسَنَاتِ؟ أَجَلْ كَمَا يُجْتَنَى الشَّوْكُ مِنَ الْعِنَبِ "
٢٦ - وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، يَقُولُ لِلْحَوَارِيِّينَ: أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، فَإِذَا فَسَدَ الشَّيْءُ دُووِيَ بِالْمِلْحِ، فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ يُدَاوَى "
٢٧ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الدَّاغُونِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَأَنَا أَسْمَعُ: قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قثنا الْعَلاءُ بْنُ الْحُصَيْنِ، قثنا خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: طُوبَى لِذُرِّيَّةِ الْمُؤْمِنِ كَيْفَ يحْفَظُونَ بَعْدَهُ
٢٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَدِّبُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَهْرَوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ هُو ابْنُ مَخْلَدٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الصَّلْتِ، قثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ رَاكِبٌ إِذْ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَإِذَا هُوَ بِالْعَبَّاسِ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ، يَعْنِي: فَتَحَ بِي هَذَا الأَمْرَ وسيختمه بِغُلامٍ مِنْ وَلَدِكَ يَمْلَؤُهَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَهُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﵇ "
٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ النَّحْوِيُّ، أنبا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَطِرِ، قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلاءً ثنا يُوسُفُ، قثا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: مَرَرْتُ. عَلى أُنَاسٍ مِنْ نَبْطِ الشَّامِ، وَقَدْ أُقْعِدُوا فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ: مَا بَالُ هَؤُلاءِ؟ قَالُوا: عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنَ الْخَرَاجِ، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِنِّي سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ ﷿ يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا» وَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرٌ عَلَى فِلَسْطِينَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ فَأَمَرَ بِهِمْ فَأُرْسِلُوا
٣٠ - أنبا عُمَر بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَدِّبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنبا أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ هُوَ السِّجِسْتَانِيُّ، قثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قثنا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ، قثا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَجُمِعَ بِنَا فَنَظَرْتُ، فَإِذَا جَلُّ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فَرَأَيْتُهُمْ مُخْبِتِينَ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ
٣١ - أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخرِيفِ، أنبا أَبُو الْخَيْرِ بْنُ الْفَرَّاءِ، أنبا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو عُمَرَ الْقَاضِي، أنبا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: " لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى "
٣٢ - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أنبا مُفْلِحٌ الْوَرَّاقُ، أنبا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو عُمَرَ، أنبا اللُّؤْلُؤِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأَخْنَسِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَكِيمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ أَيَّتَهُمَا قَالَ
٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْعَدْلُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ، إِجَازَةً، أنبا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، أنبا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، أنبا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يَطْعَنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبِهِ إِلا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُ ذَهَبَ يَطْعَنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ»
٣٤ - وَبِهِ أنبا ابْنُ عَدِيٍّ، قثنا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْخَفَّافُ بِحَلَبَ، ثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سُكَيْنَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الزُّهْرِيُّ، أنبا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: " أَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا: مَكَّةُ، وَالْمَدِينَةُ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَدِمَشْقُ، وَأَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ النَّارِ فِي الدُّنْيَا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَالطُّوَانَةُ، وَأَنْطَاكِيَةُ الْمُحْتَرِقَةُ، وَصَنْعَاءُ ". وَقَالَ: «إِنَّ مِنَ الْمِيَاهِ الْعَذْبَةِ وَالرِّيَاحِ اللَّوَاقِحَ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» . قَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: وَهَذَا مُنْكَرٌ لا يَرْوِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرُ الْمُوَقّرِيِّ
٣٥ - وَبِهِ أنبا ابْنُ مَسْعَدَةَ، أنبا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ، أنبا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «لا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ، وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لا يَضُرُّهُمْ خِذْلانُ مَنْ خَذَلَهُمْ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ» . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا اللَّفْظِ لَيْسَ يَرْوِيهِ غَيْرُ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ
٣٦ - وَبِهِ ثنا ابْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ، قَالَ: وَمِمَّنْ سَكَنَ عَسْقَلانَ مِنَ التَّابِعِينَ أَبُو عِقَالٍ هِلالُ بْنُ زَيْدٍ، وَقَبْرُهُ بِعَسْقَلانَ
٣٧ - وَبِهِ أنبا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْخَضِرُ هُوَ ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُمَيَّةَ، ثنا مَخْلَدٌ هُوَ ابْنُ مَالِكٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَوْشَبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، ثنا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَجْلِسِهِ إِذْ سَمِعَ دَوِيًّا فِي الْهَوَاءِ، وَإِذَا جِبْرِيلُ قَدْ هَبَطَ إِلَيْهِ يَدُفُّ بِجَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ مَنْسُوجَينِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، قَالَ: فَجَلَسَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْقُدْسَ شَكَتْ إِلَى رَبِّهَا تَعْطِيلَهَا، وَافْتَخَرَتِ الْكَعْبَةُ بِكَثْرَةِ حُجَّاجِهَا وَزُوَّارِهَا، وَاطَّلَعَ إِلَيْهِ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: فَذَكَرَ حَدِيثًا مُنْكَرًا فِي فَضْلِ الْقُدْسِ
٣٨ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، إِجَازَةً أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ النَّحَّاسِ الْمَوْصِلِيُّ، أنبا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ وَسِيمِ بْنِ أُسَامَةَ، ثنا عُمَيْرٌ أَبُو يَحْيَى، سَمِعْتُ عَابِدًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَقُولُ: مَحَبَّةُ اللَّهِ تُورِثُ أَهْلَهَا سُرُورَ الأَبَدِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ، قَالَ: ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ
٣٩ - أنبا عُمَرُ بْنُ طَبَرْزُدَ، أنبا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرِيَارَ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الشّوطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «أنا أَحْمَدُ وَمُحَمَّدٌ وَالْحَاشِرُ وَالْمُقَفَّى وَالْخَاتِمُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أنبا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، ثنا الطبراني، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
٤١ - وَبِهِ أنبا أَبُو يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الْوَسَاوِسِيُّ، قثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَجَلَسَ، وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَ: " شَعَرْتُ أَنِّي نِمْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَتَانِي جِبْرِيلُ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبُ الأُذُنَيْنِ فَرَكِبْتُهُ، فَكَانَ يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ إِذَا أَخَذَنِي فِي هُبُوطٍ طَالَتْ يَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا أَخَذَ فِي صُعُودٍ طَالَتْ رِجْلاهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ، وَجِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لا يَفُوتُنِي حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى ﵈، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ فَشَرِبْتُ الأَبْيَضَ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: شَرِبْتَ اللَّبَنَ، وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لارْتَدَّتْ أُمَّتُكَ، ثُمَّ رَكِبْتُهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ "، فَتَعَلَّقْتُ بِرِدَائِهِ، وَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَابْنَ عَمِّ أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَيْشًا فَيُكَذِّبُكَ مَنْ قَدْ صَدَقَكَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رِدَائِهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِي فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنَةٍ فَوْقَ إِزَارِهِ كَأَنَّهُ طَيُّ الْقَرَاطِيسِ وَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عِنْدَ فُؤَادِهِ كَادَ يَخْطِفُ بَصَرِي فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ، فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْحَكِ اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ؟ وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ؟ فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْخَطِيمِ فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ: إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ: صِفْهُمْ، فَقَالَ: أَمَّا عِيسَى فَوْقَ الرَّبْعَةِ وَدُونَ الطَّوِيلِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ ظَاهِرُ الدَّمِ جَعْدُ الشَّعْرِ تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ كَأَنَّهُ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُتَرَاكِبُ الأَسْنَانِ مُقَلَّصُ الشَّفَتَيْنِ خَارِجُ اللَّثَةِ عَابِسٌ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَوَاللَّهِ لأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا وَخَلْقًا فَضَجُّوا وَأَعْظَمُوا ذَاكَ قَالَ: فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ: كُلُّ أَمْرٍ بِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ كَانَ أُمَمًا غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُصْعِدًا شَهْرًا وَمُنْحَدِرًا شَهْرًا، تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ وَالَّلاتِ وَالْعُزَّى لا أُصَدِّقُكَ، وَمَا كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَطُّ، وَكَانَ لِلْمُطْعِمِ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَهَدَمَهُ وَأَقْسَمَ بِالَّلاتِ وَالْعُزَّى لا يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا مُطْعِمُ بِئْسَمَا قُلْتَ لابْنِ أَخِيكَ جَبَهْتَهُ وَكَذَّبْتَهُ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ صِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ ﵇، فَصَوَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ فَجَعَلَ، يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ ﵁، يَقُولُ: صَدَقْتَ صَدَقْتَ، قَالَتْ نَبْعَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمَّاكَ الصِّدِّيقَ، قَالُوا: يَا مُطْعِمُ دَعْنَا نَسْأَلُهُ عَمَّا هُوَ أَغْنَى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا، فَقَالَ: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلانٍ بِالرَّوْحَاءِ قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ فَسَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: هَذِهِ وَالإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلانٍ فَنَفَرَتْ مِنِّي الإِبِلُ وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ عَلَيْهِ جَوَالِقُ مُخَطَّطٌ بِبَيَاضٍ لا أَدْرِي أَكُسِرَ الْبَعِيرُ أَمْ لا، فَسَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذِهِ وَالإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلانٍ فِي التَّنْعِيمِ يَقْدَمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ هَا هِيَ ذِي تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوا كَمَا قَالَ فَرَمَوْهُ بِالسِّحْرِ، وَقَالُوا: صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ﴾ [الإسراء: ٦٠] قُلْتُ: يَا أُمَّ هَانِئٍ مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتْ: الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يُزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا "
٤٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ الْحَرِيفِ، قِرَاءَة عَلَيْهِ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُوَيْهِ، أنبا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، قثنا ابْنُ مُجَّاعَةَ، قثنا قُتَيْبَةُ، قثنا الْخُنَيْسِيُّ، قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ،: بَلَغَنَا أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ ﵇، جَعَلَ اللَّيْلَ كُلَّهُ نُوَبًا عَلَيْهِ، وَعَلَى أَهْلِهِ لا يَأْتِي سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ إِلا وَفِي بَيْتِهِ ... ذَاكِرًا وَمُصَلِّيًا، فَلَمَّا كَانَتْ نَوْبَةُ دَاوُدَ قَامَ يُصَلِّي وَبَيْنَ يَدَيْهِ غَدِيرٌ مِنْ مَاءٍ، فَكَأَنَّ دَاوُدَ تَحَرَّكَ قَلْبُهُ لِمَا هُوَ فِيهِ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ مِنَ الْعِبَادَةِ، قَالَ: فَاطَّلَعَ اللَّهُ ﷿ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ فَأَنْطَقَ اللَّهُ ضِفْدَعًا مِنَ الْغَدِيرِ فَنَادَتْهُ فَقَالَتْ: يَا دَاوُدُ أُعْجِبْتَ بِمَا أَنْتَ فِيهِ، وَأَهْلُ بَيْتِكَ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّكَ؟ فَوَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ إِنِّي مُنْذُ خَلَقَنِي اللَّهُ ﷿ لِقَائِمَةٌ لَهُ عَلَى رِجْلٍ مَا اسْتَرَاحَتْ أَوْدَاجِي مِنَ التَّسْبِيحِ لَهُ إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ، فَمَا الَّذِي أُعْجِبْتَ بِهِ مِنْ عِبَادَةِ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ وُهَيْبٌ: فَتَقَاصَرَتْ إِلَى دَاوُدَ عِبَادَتُهُ وَعِبَادَةُ أَهْلِ بَيْتِهِ
٤٣ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْحَافِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسبُونٍ، كَذَا قَالَهُ شَيْخُنَا بِالْبَاءِ وَذَكَرَ عَنْ شَيْخِهِ هَذَا أَنَّهُ قَالَهُ لأَنَّهُ يَحْسِبُ مَعَ نَفْسِهِ فِي الطُّرُقَاتِ، وَقَالَ شَيْخُنَا: مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْحُفَّاظِ إِلا بِالنُّونِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّاعِمِ، قَالا: أنبا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّكَكِيُّ. ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: أنبا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ، قَالا: أنبا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنبا عُثْمَانُ بْنُ السَّمَّاكِ، وَمَيْمُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، بَعْدَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدَ ذَلِكَ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ»
٤٤ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْبَيِّعُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْفَضْلِ الأَرْمَوِيُّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ الْبُسْرِيِّ، أنبا أَبُو أَحْمَد الْفَرَضِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، يَقُولُ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ ﷿ صَلاةُ دَاوُدَ ﵇، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ ﷿ صَوْمُ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا»
٤٥ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنبا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الْقَنَّبِيطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا عَمِّي جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَأَلَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا رَبَّهُ تَعَالَى، قَالَ: رَبِّ اجْعَلْنِي أَسْلَمُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ، قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا يَحْيَى لَمْ أَجْعَلْ هَذَا لِي فَكَيْفَ أَجْعَلُهُ لَكَ
٤٦ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، قَالَ: أنبا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْخَلالُ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَدِمَ عَلَيْنَا لِلْحَجِّ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لِلَّهِ ثَلاثَةُ أَمْلاكٍ، مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْكَعْبَةِ، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِمَسْجِدِي هَذَا، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِالْكَعْبَةِ فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ فَرَائِضَ اللَّهِ خَرَجَ مِنْ أَمَانِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِمَسْجِدِي هَذَا فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ سُنَّةَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَرِدِ الْحَوْضَ، وَلَمْ تُدْرِكْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَأَمَّا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ كَانَ طُعْمَتُهُ حَرَامًا كَانَ عَمَلُهُ مَضْرُوبًا بِهِ وَجْهَهُ» . قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ مَعْرُوفُونَ سِوَى الْبَصْرِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ رَجَاءٍ، فَإِنَّهُمَا مَجْهُولانِ
٤٧ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ. ح قَالَ الْخَطِيبُ: وَأنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا مَسَسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا وَلا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ قَطُّ، وَلا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: لِمَ لَمْ تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا ". وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الصَّيْدَلانِيِّ، قَالَ عُمَرُ: مَا كَانَ عِنْدَ الشَّيْخِ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ
٤٨ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلا لِيُوشَعَ بْنِ نُونَ لَيَالِي سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ»
٤٩ - وبه أنبا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سِيمَا الْمُجَبِّرُ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ الْكَلْوَذَانِيُّ، ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا حُبِسَتِ الشَّمْسُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ إِلا عَلَى يُوشَعَ بْنِ نُونَ لَيَالِي سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ»
٥٠ - وَبِهِ أنبا.... الْكَاعِدِيُّ..... ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ سَعْدٍ الأَعْرَجُ، قثنا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَبِي عَاصِمٍ، إِجَازَةً: «لَمْ تُحْبَسِ الشَّمْسُ عَلَى بَشَرٍ إِلا لِيُوشَعَ لَيَالِي سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ سِ»
٥١ - وَبِهِ ثنا أَحْمَد، ثنا أَبُو سَعْدٍ، مِنْ حِفْظِهِ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ الْمُثَنَّى الْوَاعِظُ الأَسْترَابَاذِيُّ، قثنا أَبِي، قثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " بَكَى شُعَيْبٌ النَّبِيُّ ﵇ مِنْ حُبِّ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى عَمِيَ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا شُعَيْبُ مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ أَشَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ أَمْ خَوْفًا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: إِلَهِي وَسَيِّدِي أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَبْكِي شَوْقًا إِلَى جَنَّتِكَ وَلا خَوْفًا مِنَ النَّارِ، وَلَكِنِّي اعْتَقَدْتُ حُبَّكَ بِقَلْبِي، فَإِذَا أَنَا نَظَرْتُ إِلَيْكَ فَمَا أُبَالِي مَا الَّذِي تَصْنَعُ بِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا شُعَيْبُ إِنْ يَكُ ذَلِكَ حَقًّا فَهَنِيئًا لَكَ لِقَائِي يَا شُعَيْبُ لِذَلِكَ أَخْدَمْتُكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ كَلِيمِي ". قَالَ الْخَطِيبُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ بِبَغْدَادَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْثُوقًا بِهِ فِي الرِّوَايَةِ، ثُمَّ لَقِيتُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عِنْدَ عَوْدِي مِنَ الْحَجِّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ شَافِعِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِينِيِّ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ الضَّرِيرِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِيِّ، وَأَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَيِّعِ النَّيْسَابُورِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخُزَاعِيِّ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: وُلِدْتُ بِإِسْفَرَايِينَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَمَاتَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى مَا بَلَغَنِي، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ
٥٢ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَعْقَاعِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، بِمَكَّةَ ثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ»
٥٣ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ الْفَضْلِ الْكَاتِبُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَيْدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»
٥٤ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنُوَيْهِ الْكَاتِبُ بِأَصْبَهَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا الْكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِنَّ حَبْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ»
٥٥ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ قُطَيْطٌ، ثنا خَلَفُ بْنُ عَامِرٍ الضَّرِيرُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي، وَمَنْ رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَقَدْ رَآهُ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِهِ»
٥٦ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنبا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّسَائِيُّ، قَاضِي الْمِصِّيصَةِ ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا، كَيْفَ كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: «كَانَ شَعْرُهُ رَجِلا لَيْسَ بِالسَّبْطِ وَلا الْجَعْدِ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ»
٥٧ - أنبا الْخَطِيبُ، أنبا الْعَتِيقِيُّ، وَالتَّنُوخِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو الْحَسَنِ دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الْبَزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ الْكَاتِبُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ»
٥٨ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ النُّعْمَانِ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّفْطِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ بَيْنَ يَدَيِ السَّرِيرِ، وَهُوَ يَقُولُ: «وَاجَبَلاهُ»
٥٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَّاءِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَنَّاءُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبُسْرِيُّ، أنبا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قثنا أَبُو أُسَامَةَ، قثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابَهُ " كَانُوا يُصَلُّونَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَلَمَّا رَآهُمْ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: أَلا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ مَرَّتَيْنِ، مَالُوا كَمَا هُمْ رُكُوعًا إِلَى الْكَعْبَةِ "
٦٠ - وَبِهِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، قَالُوا: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ»
٦١ - وَبِهِ أنبا الْمُخَلِّصُ، ثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْفِتَنَ، فَقَالَ: " تَهِيجُ عَلَى الأَرْضِ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ فَمَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ فَقَالَ: هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ ". فَقُمْتُ وَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ
٦٢ - وَثنا الْمُخَلِّصُ، ثنا يَحْيَى، قثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الأَسْوَدِ، وَالْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبْحِ، وَالنَّاسُ يَأْخُذُونَ يَدَهُ يَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ، وَإِنَّ يَدَهُ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ»
٦٣ - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْحَافِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْمُظَفَّرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الكَاغِدِيّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ هُوَ ابْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّمَا بُعْدُ مَا بَيْنَ طَرْفَيْهِ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ كَأَنَّ الأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ»
٦٤ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفَضَائِلِ الْفَضْلُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّيْدَانِي، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الصَّيْدَلانِيُّ، إِجَازَةً أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ، أَخْبَرَهُمْ وَمُحَمَّدٌ حَاضِرٌ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الأُطْرُوشُ مِنْ لَفْظِهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُفْيَانَ، ثنا غَالِبُ بْنُ الْوَزِيرِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْغَزِّيُّ، ثنا هَاشِمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ، أَنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ بِالْوُضُوءِ قَبْلَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «يَا سَلْمَانُ وَبَعْدَهُ»
٦٥ - قال الأطروش: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخزَّازُ وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ مُدْرَكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ "
٦٦ - وَبِهِ ثنا أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ مَاهَانَ الْوَاسِطِيُّ الْقَصَبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجَرَشِيُّ، ثنا ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا عَطِيَّةُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّكَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَإِنَّكَ لَمْ تُدْرِكْهُ، قَالَ: يَابْنَ أَخِي لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ وَلَوْلا مَنْزِلَتُكَ مِنِّي مَا أَخْبَرْتُكَ، إِنِّي فِي زَمَانٍ كَمَا تَرَى، وَكَانَ فِي عَمَلِ الْحجَّاجِ، كُلُّ شَيْءٍ سَمِعْتَنِي أَقُولُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَهُوَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، غَيْرَ أَنِّي فِي زَمَانٍ لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَذْكُرَ عَلِيًّا
٦٧ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْقُرَشِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي عَبَّادَ بْنَ صُهَيْبٍ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، ابنا نَافِعٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُقْسِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ»
٦٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزُدَ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَرَّاقُ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوسَى الْحَافِظُ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِلَى أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ مَحْمَلِي عَلَى الْبَرِيدِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْنَا الْمَشَقَّةَ بِكَ يَا أَبَا سَلامٍ، وَلَكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فِي الْحَوْضِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ بِهِ، قَالَ أَبُو سَلامٍ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: " إِنَّ حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عُمَانَ الْبَلْقَاءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ أَكَاوِيبُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمُ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلا تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السُّدَدِ»، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لا جَرْمَ وَاللَّهِ لَقَدْ فُتِحَتْ لِي أَبْوَابُ السُّدَدِ وَنَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَرْحَمَنِي اللَّهَ ﵎ لا جَرْمَ لا أَدْهُنُ رَأْسِي حَتَّى أَشْعَثَ وَلا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ. رَوَاهُ الْبَاغَنْدِيُّ أَيْضًا، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، وَأَبُو سَلامٍ هَذَا اسْمُهُ مَمْطُورٌ، وَفِي الْمُحَدِّثِينَ مَنِ اسْمُهُ أَبُو سَلامٍ الْحَبَشِيُّ، غَيْرُ هَذَا وَاسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ.... سَمِعَ ... ابْن أَبِي كَثِيرٍ، وَأَخَاهُ زَيْدَ بْنَ سَلامٍ
٦٩ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد الفَرَّاءُ، أنبا سَعِيدُ بْنُ البَنَّاءِ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْبُسْرِيِّ، أنبا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ هُو الْبَغَوِيُّ، ثنا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إِنَّ حَوْضِي لأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ وَعَدَنَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَذُودَنَّ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَزُودِ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الإِبِلِ عَنْ حَوْضِي، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ تَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: نَعَمْ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ لَيْسَتْ لأَحَدٍ غَيْرِكُمْ "
٧٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الأَوَامِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ النَّرْسِيُّ الْكُوفِيُّ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدٌ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَازِمٍ،..... قَالُوا: أنبا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَمَاسِ التَّيْمُلِيُّ، قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ بْنِ بُرَيْدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: أنبا عَمْرٌو، قَالَ: أنبا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ ﵎ أَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنْ سِرْ إِلَى أَرِيحَا، وَهِيَ أَرْضٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَتَقَاتَلَ الْجَبَّارِينَ فَخَرَجَ يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: إِنَّهُ لا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِهِمْ، فَبَعَثَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مِنْ كُلِّ سَبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَقِيبًا لَهُ، أَتَوْا بِلادَ الْجَبَّارِينَ فَيُخْبِرُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْهُمْ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا بِلادَهُمْ فَلَقِيَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ وَهُوَ يَحْتَطِبُ وَقَدْ كَانَ بَلَغَ الْجَبَّارِينَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْزُوهُمْ فَيُقَاتِلُوهُمْ فَرُعِبُوا مِنْهُمْ فَلَقِيَهُمُ الْجَبَّارُ وَهُوَ يَحْتَطِبُ فَأَخَذَهُمْ فَجَعَلَهُمْ فِي حُجْزَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَالْحَطَبُ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى أَلْقَاهُمْ مِنْ حُجْزَتِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ وَقَالَ لَهَا: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُرِيدُوَن أَنْ يُقَاتِلُونَا، أَفَهَلا أَفْدَغُهُمْ بِرِجْلِي؟ قَالَتْ: لا وَلَكِنِ انْطَلِقْ بِهِمْ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَكَانَ الَّذِي أَخَذْتَهُمْ فِيهِ فَتُخَلِّيَ سَبِيلَهُمْ فَإِنَّهُمْ لا يَقْدَمُونَ عَلَيْكُمْ أَبَدًا وَقَدْ رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ حَالِكُمْ فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَخْبِرُوا قَوْمَكُمْ بِمَا رَأَيْتُمْ مِنْ حَالِنَا، فَانْطَلِقُوا حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكُمْ بِقِتَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ عَلَى لِسَانِ نَبِيَّيْكُمْ مُوسَى وَهَارُونَ، وَإِنَّكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُمْ قَوْمَكُمْ خَبَرَ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ عَصَوْا وَلَمْ يُطِيعُوا نَبِيَّ اللَّهِ فَلْيُوَثِّقْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ لا تُخْبِرُوهُمْ، فَقَدِمُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُمَا فِي الظَّاهِرِ أَنَّهُمْ مِثْلُهُمْ حَتَّى إِذَا تَفَرَّقُوا فِي عَشَائِرِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ أَخْبَرَ كَلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَهْلَهُ وَخَاصَّتَهُ بِمَا رَأَى مِنَ الْجَبَّارِينَ إِلا الرَّجُلَيْنِ، فَإِنَّهُمَا كَتَمَا ذَلِكَ، أَحَدُهُمَا يُوشَعُ بْنُ النُّونِ، وَكَالُوبُ بْنُ يُوفنَةَ فَإِنَّهُمَا لَمْ يَنْقُضَا الْعَهْدَ، وَلَمْ يُخْبِرَا قَوْمَهُمَا إِلا بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَ مُوسَى فِي الْعَلانِيَةِ وَهُمَا اللَّذَانِ قَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ﴾ [المائدة: ٢٣]، وَفَشَى فِيهِمْ، فَقَالُوا: يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ لا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِهِمْ، قَالَ مُوسَى: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ﴾ [المائدة: ٢٠]، قَالَ مُوسَى وَهَارُونُ: ﴿وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ [المائدة: ٢٠-٢١]، قَالَ: الْمُبَارَكَةُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ، قَالَ: الَّتِي أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهَا ﴿وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا﴾ [المائدة: ٢١-٢٣] قَالَ يُوشَعُ وَكَالُوبُ: ﴿ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: ٢٣] قَالُوا: ﴿يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤]، فَغَضِبَ، فَقَالَ: ﴿رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ﴾ [المائدة: ٢٥-٢٦] قَالَ: مَكَانُهُمْ ذَلِكَ لَنْ يَخْرُجُوا يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَجَاءَتْ مَشْيَخَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمَنْ كَانَ يُطِيعُهُ مِنْهُمْ فَقَالُوا: يَا مُوسَى مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا؟ أَلْقَيْتَنَا فِي هَذَا التِّيهِ؟ فَحَزِنَ مُوسَى لِذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ: ﴿فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ [المائدة: ٢٦] لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ كَمَا سَمَّيْتَهُمْ فَاسِقِينَ، قَالُوا: فَمَا طَعَامُنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى، الْمَنُّ عَسَلٌ كَانَ يَقَعُ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ فَيُصْبِحُونَ فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ، وَالسَّلْوَى طَائِرٌ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ تَشَبَّهَ بِالسمَّانِيِّ فَيَذْبَحُونَهَا فَيَأْكُلُونَهَا بِالْمَنِّ، قَالُوا: هَذَا الطَّعَامُ فَأَيْنَ الشَّرَابُ؟ فَأُمِرَ أَنْ يَضْرِبَ بِعَصَاهُ الْحَجَرَ فَضَرَبَ "
٧١ - وَبِهِ أنبا ابْنُ زَيْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنبا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ أَجَلُ هَارُونَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى أَنِ انْطَلِقْ أَنْتَ وَهَارُونُ وَابْنُ هَارُونَ إِلَى غَارٍ فِي الْجَبَلِ فَإِنَّا قَابِضُوا رُوحَهُ فَانْطَلَقَ مُوسَى وَهَارُونُ وَابْنُ هَارُونَ فَانْتَهَوْا إِلَى الْغَارِ وَدَخَلُوا فَإِذَا سَرِيرٌ فَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ مُوسَى، ثُمَّ قَامَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا يَا هَارُونُ فَاضْطَجَعَ هَارُونُ فَقَبَضَ رُوحَهُ، فَرَجَعَ مُوسَى، وَابْنُ هَارُونَ حَزِينَيْنِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ هَارُونُ؟ قَالَ: مَاتَ، قَالُوا: بَلْ قَتَلْتَهُ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّا نُحِبُّهُ، قَالَ لَهُمْ مُوسَى: وَيْلَكُمْ أَقْتُلُ أَخِي وَقَدْ سَأَلْتُهُ اللَّهَ وَزِيرًا؟ وَلَوْ أَنِّي أَرَدْتُ قَتْلَهُ أَكَانَ ابْنُهُ يَدَعُنِي؟ قَالَوا لَهُ: بَلَى قَتَلْتَهُ حَسَدْتَنَاهُ، قَالَ: فَاخْتَارُوا سَبْعِينَ رَجُلا فَانْطَلَقَ بِهِمْ فَمَرِضَ رَجُلانِ فِي الطَّرِيقِ فَحَنَّطَ عَلَيْهِمَا خَطا، فَانْطَلَقَ مُوسَى وَابْنُ هَارُونَ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى هَارُونَ فَقَالُوا: يَا هَارُونُ مَنْ قَتَلَكَ؟ قَالَ: لَمْ يَقْتُلْنِي أَحَدٌ وَلَكِنْ مِتُّ، قَالُوا: مَا تَقْضِي يَا مُوسَى؟ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنَا أَنْبِيَاءَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَصُعِقُوا وَصُعِقَ الرَّجُلانِ اللَّذَانِ خَلَّفَ، وَقَامَ مُوسَى يُنَادِي: يَا رَبِّ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ، أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا فَأَحْيَاهُمُ اللَّهُ فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْبَيَاءَ "
٧٢ - وَبِهِ أنبا ابْنُ زَيْدَانَ، ثنا قَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، أنبا عَمْرٌو، قَالَ: فَأَخْبَرَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي زَيْدَانَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حُصَيْبٍ، ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، فَأَخْطَأَ فِيهِ وَالْقَوْلُ قَوْلُ قَاسِمِ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ: كَانَ الْحَجَرُ مِنْ هَذَا الْكَذَّانِ مُرَبَّعًا، وَأَمَّا السُّدِّيُّ فَلَمْ يُسَمِّ الْحَجَرَ فَضَرَبَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا لِكُلِّ سَبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَيْنٌ يَسْتَغْنُونَ بِهَا دُونَ أَصْحَابِهِمْ، قَالُوا: هَذَا الشَّرَابُ، فَأَيْنَ الظِّلُّ؟ فَظَلَّلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ، قَالُوا: هَذَا الظِّلُّ، فَكَيْفَ بِاللِّبَاسِ، لِبَاسُ الثِّيَابِ فَبَقِيَتْ ثِيَابُهُمْ فَكَانَتْ لا تَبْلَى وَكَانَتْ تَشُبُّ مَعَ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ وَلا يَنْخَرِقُ لَهُمْ ثَوْبٌ فَأَجْمَعُوا ذَلِكَ، فَقَالُوا: أَخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضَ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا، وَالْفُومُ وَهِيَ الْحِنْطَةُ، وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا فَقِيلَ لَهُمْ: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا مِنَ الأَمْصَارِ فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ فِي الْمِصْرِ فَمَكَثُوا فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا..... حَدَّثَنَا ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ قَاسِمٍ، وَعَلِيِّ بْنِ حُصَيْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، قُلْتُ: وَلَمْ يَذْكُرِ السُّدِّيُّ، مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ. ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى، إِنَّ هَارُونَ مَقْبُوضٌ، فَاخْرُجْ بِهِ فَخَرَجَ بِهِ إِلَى مَكَانٍ فَإِذَا هُوَ بِقَصْرٍ حَسَنِ الْبِنَاءِ فَدَخَلا يَنْظُرَانِ، فَإِذَا هُمَا بِفِرَاشٍ عَلَى سَرِيرٍ، فَقَالَ هَارُونُ: إِنِّي لأَشْتَهِي أَنْ أَنَامَ عَلَى هَذَا الْفِرَاشِ، وَأَخَافُ أَنْ يَجِيءَ صَاحِبُهُ، فَقَالَ مُوسَى: ادْخُلْ فَإِذَا جَاءَ كَفَيْتُكَ، قَالَ لَهُ: ... فَكُنْ مَعِي فَإِن جالا مني وإياك جَمِيعًا، فَانْطَلَقَ هَارُونُ حَتَّى اضْطَجَعَ عَلَيْهِ وَأَخَذَهُ الْمَوْتُ فَقَالَ: يَا أَخِي جَذَعْتَنِي، وَرُفِعَ السَّرِيرُ وَالْقَصْرُ، فَلَمْ يُرَ مِنْهُمَا شَيْءٌ وَرَجَعَ مُوسَى، وَلَيْسَ هَارُونُ مَعَهُ فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: قَتَلْتَ أَخَاكَ لأَنَّهُ كَانَ أَحَبَّ فِينَا مِنْكَ وَكَانَ هَارُونُ فِيهِ لِينٌ لَهُمْ وَرِقَّةٌ، وَكَانَ مُوسَى فِيهِ غِلْظَةٌ وَشِدَّةٌ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: وَيْحُكُمْ أَقْتُلُ أَخِي؟ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ حَتَّى دَعَا اللَّهَ، فَأَنْزَلَ ذَلِكَ السَّرِيرَ الَّذِي رُفِعَ عَلَيْهِ هَارُونَ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَصَدَّقُوهُ، فَمَكَثَ مُوسَى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ خَرَجَ مُوسَى وَيُوشَعُ بْنُ النُّونِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، فَقَالَ يُوشَعُ: أَظُنُّ أَنَّهَا الْقِيَامَةُ فَالْتَزَمَ مُوسَى فَانْكَشَفَتْ وَقَدْ قُبِضَ مُوسَي وَبَقِيَ قَمِيصُهُ فِي يَدِ يُوشَعُ، فَرَجَعَ يُوشَعُ وَلَيْسَ مُوسَى مَعَهُ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: قَتَلْتَ مُوسَى لِيَكُونَ لَكَ الأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ فَأَرَادُوا قَتْلَهُ، فَقَالَ: خَلُّونِي ثَلاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى أَدْعُوَ اللَّهَ وَأَسْأَلَهُ فَأَخَلُّوهُ وَجَعَلُوا عَلَيْهِ حَرَسًا فَصَلَّى وَدَعَا اللَّهَ فَأُوتِيَ الْحَرَسُ فِي مَنَامِهِمْ فَقِيلَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: إِنَّ يُوشَعُ لَمْ يَقْتُلْ مُوسَى وَلَكِنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ إِلَيْهِ فَخَلُّوا سَبِيلَ يُوشَعَ وَمَضَتِ الأَرْبَعُونَ سَنَةً وَبَعَثَ اللَّهُ يُوشَعَ نَبِيًّا، وَأَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَاتِلُ الْجَبَّارِينَ فَخَرَجَ بِهِمْ بَعْدَ انْقِضَاءِ الأَرْبَعِينَ، وَقَدْ هَلَكَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ التِّيهَ مَعَ مُوسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَاتُوا جَمِيعًا فِي التِّيهِ غَيْرَ يُوشَعَ بْنِ النُّونِ وَكَالُوبَ بْنِ يُوفنَةَ وَإِنَّهُمَا بَقِيَا حَتَّى قَاتَلا الْجَبَّارِينَ بِالأَبْنَاءِ وَلَمْ يَقُلِ ابْنُ حُصَيْبٍ بِالأَبْنَاءِ، وَكَانَ مُوسَى حَيْثُ وَقَعَ التِّيهُ كَانَ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا لا يُعَدُّ فِيهِ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً وَلا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَخَرَجَ يُوشَعُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى لَقِيَ الْجَبَّارِينَ فَقَاتَلَهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَغَرَبَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ فَدَخَلَ السَّبْتُ فَحُرِّمَ عَلَيْهِمْ قِتَالُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ فَدَعَا الشَّمْسَ فَقَالَ: أَنْتِ فِي طَاعَةٍ وَأَنَا فِي طَاعَةٍ، اللَّهُمَّ ارْدُدْهَا عَلَيَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ حَتَّى تَحْكُمَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَرُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ وَزِيدَ فِي النَّهَارِ سَاعَةً حَتَّى نَاجَزَ الْقَوْمُ وَفَرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ، فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْجَبَّارِينَ يَجْتَمِعُ عَلَى قَتْلِهِ السِّتُّونَ وَالسَّبْعُونَ فَيَقْتُلُونَهُ فَفَرَغَ مِنْهُمْ، وَأَخَذَ غَنَائِمَهُمْ فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ فَوْقَ جَبَلٍ لِتَجِيءَ النَّارُ فَتَأْكُلَهَا كَمَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْغَنَائِمَ، فَلَمْ تَنْزِلِ النَّارُ إِلَى غَنَائِمِهِمْ، وَلَمْ تَقْرَبْهَا، فَقَالَ يُوشَعُ: إِنَّ لِلَّهِ فِيكُمْ بَقِيَّةً قَدْ غَلَلْتُمْ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لا تَأْكُلُ النَّارُ غَنَائِمَكُمْ، هَلُمُّوا فَبَايِعُونِي فَبَايَعَهُ إِنْسَانٌ إِنْسَانٌ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَبَايَعَ فَلَصِقَتْ يَدُهُ بِيَدِ يُوشَعَ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ صَاحِبُ الْغَنِيمَةِ تَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ، فَإِنَّكَ قَدْ غَلَلْتَ فَجَاءَ بِرَأْسِ ثَوْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٍ بِالْيَاقُوتِ، فَأَمَرَ بِالرَّأْسِ وَبِالرَّجُلِ الَّذِي غَلَّ فَوُضِعَا عَلَى الْجَبَلِ مَعَ الْغَنِيمَةِ فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتِ الْغَنِيمَةَ وَأَحْرَقَتِ الرَّجُلَ
٧٣ - وَبِهِ أنبا ابْنُ زَيْدَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ الأَنْصَارِيِّ، قثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ: " أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ مُوسَى لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ، فَلَطَمَهُ لَطْمَةً فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَرَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ ﷿، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا صَنَعَ بِهِ قَالَ: رَبِّ أَتَيْتُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِكَ لا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَصَنَعَ هَذَا بِعَيْنِي، قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ائْت عَبْدِي فَخَيِّرْهُ أَنْ يَضْرِبَ بِيَدِهِ عَلَى جِلْدِ ثَوْرٍ فَمَا وَارَتْ يَدُهُ مِنْ شَعْرِهِ، فَهُوَ يَعِيشُ بِهَا سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ، فَقَالَ ... مُوسَى: لا بَلِ الآنَ يَا رَبِّ إِنْ كَانَ لا بُدَّ وَلَكِنْ بِالأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، قَالَ: فَدُفِنَ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَلَوْ أَنِّي كُنْتُ عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ قَبْرِهِ "
٧٤ - وَحَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي الْحُصَيْبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ قَاسِمٌ: عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحُصَيْبِ، عَنْ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: بلعَمُ مِنْ مَدِينَةِ الْجَبَّارِينَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَكَانَ يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ، فَلَمَّا نَزَلَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِحَضْرَةِ الْمَدِينَةِ أَتَوْهُ بَنُو عَمِّهِ وَقَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّ مُوسَى رَجُلٌ حَدِيدٌ وَلا نَأْمَنُ أَنْ يُهْلِكَنَا فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهُ وَقَوْمَهُ، فَقَالَ: إِنْ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ مُوسَى، ذَهَبَتْ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى دَعَا اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَسَلَخَهُ اللَّهُ مِمَّا أَتَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ ﵎ ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ﴾ [الأعراف: ١٧٥-١٧٦]، قَالَ: آثَرَ الدُّنْيَا ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ [الأعراف: ١٧٦]، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيَ عِلْمًا لَمْ يَنْتَفِعْ، وَإِنْ لَمْ يُؤْتَهُ فَهُوَ شَرٌّ
٧٥ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُنِيرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ بِأَصْبَهَانَ، ثنا عَمِّي أَبُو زُرْعَةَ، ثنا الْعَبَّاسُ أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: «أُعْطِيَ دَاوُدُ ﵇ مِنْ حُسْنِ الصَّوْتِ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ قَطُّ حَتَّى أَنْ كَانَ الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ لَتَعْكُفُ حَوْلَهُ حَتَّى تَمُوتَ عَطَشًا وَجُوعًا وَإِنَّ الأَنْهَارَ لَتَقِفُ»
٧٦ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، أنبا مَنْصُورٌ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنبا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذًا "
٧٧ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَرَشِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْعُكْبَرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْآدَمِيُّ، قَالا: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ، وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ فَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلا يَلْتَفِتُ، قَالَ: فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ هَذَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ تَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا حَجَرٌ إِلا خَرَّ سَاجِدًا وَلا يَسْجُدُونَ إِلا لِنَبِيٍّ وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ فِي رَعِيَّةِ الإِبِلِ، فَقَالَ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ إِذَا هُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ فَإِنَّ الرُّومَ إِنْ رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَيَقْتُلُوهُ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِسَبْعَةِ نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلا بُعِثَ إِلَيْهِ نَاسٌ، وَإِنَّا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بَعَثَنَا إِلَى طَرِيقِكَ هَذَا، فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ خَلَّفْتُمْ خَلْفَكُمْ أَحَدًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: لا إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ لَكَ لِطَرِيقِكَ هَذَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ؟ قَالُوا: لا، فَبَايَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طَالِبٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلالا وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ ". قَالَ الأَصَمُّ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لَهُ: فِي الدُّنْيَا مَخْلُوقٌ يُحَدِّثُ بِهِ غَيْرُ قُرَادٍ أَبُو نُوحٍ، وَسَمِعَ هَذَا أَحْمَدُ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَقُرَادٌ
٧٨ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنبا أَحْمَدُ أَبُو بَكْرٍ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَفَّافُ، أنبا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي»
٧٩ - وَبِهِ أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «كُلُّ حَسَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا حَسَبِي وَنَسَبِي»
٨٠ - بِهِ أنبا أَحْمَدُ، قَالَ: وَأَنبا الْحَسَنُ هُوَ ابْنُ شَاذَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ الشَّاعِرُ،.. ثنا أَبُو عُمَيْرٍ الأقيسُ بِمِصْرَ
٨١ - وَبِهِ أنبا أَحْمَدُ، أنبا الأَمِينُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو الأَزْهَرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزْدَادَ كَاتِبُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غَفْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا نَعَتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: " لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَّغِطِ وَلا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ كَانَ رَبْعَةً، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطِطِ وَلا السَّبَطِ كَانَ جَعْدًا رَجِلا وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ وَلا الْمُكَلْثَمِ كَانَ فِي الْوَجْهِ تَدْوِيرٌ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ، أَدْعَجَ الْعَيْنِ، أَهْدَبَ الأَشْفَارِ جَلِيلَ الْمُشَاشِ وَالْكَتَدِ، ذَا مَسْرُبَةٍ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّين، أَجْرَأَ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَوْفَاهُمْ بِذِمَّةٍ وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ ﷺ "
٨٢ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَحْمَدُ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ السّوسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي أَتَانِي جِبْرِيلُ بِالْبُرَاقِ مُسْرَجًا مُلْجَمًا، فَذَهَبْتُ لأَرْكَبَهُ، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيَّ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ وَاللَّهِ مَا رَكِبَكَ نَبِيٌّ أَكْرَمُ مِنْهُ عَلَى اللَّهِ، قَالَ: فَارْفَضَّ الْبُرَاقُ عَرَقًا "
٨٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزُدَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَيْرُونٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، ثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَلامَةَ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ الْبَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ قُدَامَةُ، فَقَالَ لِي ابْنُ أُخْتِي: أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا، الْحَدِيثَ فِي ذِكْرِ مَنِ اسْمُهُ سَلامَةُ فِي أَوَّلِ الْجُزْءِ الرَّابِعِ وَالسِّيَر مِنَ التَّارِيخِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَيُنْظَرُ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ لِلطَّبَرَانِيِّ فِي ذِكْرِ سَلْمَانَ
٨٤ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْجِيلِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ صَدَقَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمحلبَانِ سَبْطُ ابْنِ السَّيَّافِ، قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ الْجُرْجَانِيُّ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ، قَالَ: أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَرَشِيُّ الْحِيرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَرْحَمَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ هُوَ ابْنُ مُنِيبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنبا عَوْفٌ، ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ،: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي ثُمَّ أَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فُظِعْتُ بِأَمْرِي وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ، قَالَ: فَقَعَدَ مُعْتَزِلا حَزِينًا فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ عَدُوُّ اللَّهِ فَجَاءَ فَجَلَسَ فَقَالَ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: نَعَمْ، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَمْ يُرِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ، فَدَعَا قَوْمَهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ إِلَيْكَ قَوْمَكَ أَتُحَدِّثُهُمْ بِمَا حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: نَعَمْ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا مَعَاشِرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ هَلُمَّ قَالَ: فَانْقَضَتِ الْمَجَالِسُ فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: حَدِّثْ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: نَعَمْ، قَالَ: فَمِنْ بَيْنَ مُصَفِّقٍ وَآخَرَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبًا لِلْكَذِبِ زَعَمَ قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ قَالَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ فَمَا زِلْتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ، قَالَ: فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عُقَيْلٍ أَوْ دَارِ عِقَالٍ، قَالَ: فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ". وَقَدْ كَانَ مَعَ هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يَحْفَظْهُ عَوْفٌ، قَالَ: فَقَالُوا: أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ وَاللَّهِ أَصَابَ "
٨٥ - وَبِهِ ثنا حَاجِبٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَأَنَا أُخْبِرُ قُرَيْشًا عَنْ مَسْرَايَ قَالَ: فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، قَالَ: فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ: فَرَفَعَهُ اللَّهُ ﷿ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ، قَالَ: فَحَانَتِ الصَّلاةُ فَأَمَمْتُهُمْ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ قِيلَ لِي: يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلامِ "
٨٦ - وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَأَنَا أُخْبِرُ قُرَيْشًا عَنْ مَسْرَايَ......
٨٧ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ الْمِصْرِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْظَمٍ الْفَامِيُّ قَدِمَ لِلْحَجِّ، أنبا نَصْرُ بْنُ مَكِّيٍّ بِبَلْخَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، وُلِدْتُ بَعْدَهُ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَحُمِلْتُ إِلَى مَكَّةَ وَأَنَا ابْنُ سَنَتَيْنِ
٨٨ - وَبِهِ أنبا مُحَمَّدُ بْنُ...... ، عَنْ جَابِرٍ يُخْبِرُ الْمِزِّيَّ، وَأَمَّا خَبَرُ.... ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ الْمَاجِشُونِ عِنْدَنَا غَيْرُ مَرْفُوعٍ
٨٩ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هَارُونَ، يَقُولُ: كُنَّا فِي الْبَحْرِ سَائِرِينَ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ، فَرَكَدَتْ عَلَيْنَا الرِّيحُ فَأَرْسَيْنَا إِلَى مُوضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْبرطونُ، وَمَعَنَا صَبِيٌّ صَقْلَبِيٌّ يُقَالُ لَهُ: أَيْمَنُ وَكَانَ مَعَهُ شِصٌّ يَصْطَادُ بِهِ السَّمَكَ، قَالَ: فَاصْطَادَ سَمَكَةً نَحْوًا مِنْ شِبْرٍ أَوْ أَقَلَّ، فَكَانَ عَلَى صَنِيفَتِهِ الْيُمْنَى مَكْتُوبٌ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَعَلَى قَذَالِهَا وَصَنِيفَةِ أُذُنِهَا الْيُسْرَى مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَكَانَ أَبْيَنَ مِنْ نَقْشٍ عَلَى حَجَرٍ وَكَانَتِ السَّمَكَةُ بَيْضَاءَ وَالْكِتَابَةُ كِتَابَةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهُ كُتِبَ بِحِبْرٍ قَالَ فَقَذَفْنَاهَا فِي الْبَحْرِ وَمُنِعَ النَّاسُ أَنْ يَصْيدُوا مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى أَوْغَلْنَا
٩٠ - أنبا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الْحَافِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْمُظَفَّرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْكَاغدِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ، قثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو زَكَرِيَّا الْكَلْبِيُّ، قثا عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ حَيْرَ الصَّدَقَةِ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَلَسَ عُثْمَانُ فِي الظِّلِّ يَكْتُبُ وَقَامَ عَلِيٌّ عَلَى رَأْسِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ مَا يَقُولُ عُمَرُ، وَعُمَرُ فِي الشَّمْسِ قَائِمٌ فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ عَلَيْهِ بُرْدَتَانِ سَوْدَاوَانِ مُتَّزِرًا بِوَاحِدَةٍ، قَدْ لَفَّ عَلَى رَأْسِهِ الأُخْرَى يَتَفَقَّدُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ يَكْتُبُ أَلْوَانَهَا وَأَنْسَابَهَا قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ لِعُثْمَانَ: سَمِعْتَ قَوْلَ بِنْتِ شُعَيْبٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ [القصص: ٢٦] قَالَ: ثُمَّ أَشَارَ عَلِيٌّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِيَدِهِ إِلَى عُمَرَ ﵀، فَقَالَ: هَذَا الْقَوِيُّ الأَمِينُ "
٩١ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَيْنَا جِبْرِيلُ ﵇ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﵇ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلا الْيَوْمَ، قَالَ: فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلا الْيَوْمَ، قَالَ: فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلا أُعْطِيتَهُ "
٩٢ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نيَارٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نيَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا صَلَّى عَلَيَّ عَبْدٌ مِنْ أُمَّتِي صَلاةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ إِلا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ»
٩٣ - وَبِهِ أنبا يَعْقُوبُ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قثا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زحر، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا، وَقَائِدُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَشَفِيعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَمُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، لِوَاءُ الْكَرَمِ بِيَدِي وَمَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَئِذٍ عَلَى رَبِّي وَلا فَخْرَ، يَطُوفُ عَلَيَّ أَلْفُ خَادِمٍ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ»
٩٤ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، صِفِي لِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: " قَالَتْ: يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشَّمْسَ طَالِعَةً "
٩٥ - ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَحْرٍ الْخَلالُ، ثنا رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَأْتِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ يُصَلِّي فِيهِ، فَلْيَبْعَثْ بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِيهِ»
٩٦ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «أَنَا قَائِدُ الْمُرْسَلِينَ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ مُشَفَّعٍ وَلا فَخْرَ»
٩٧ - ثنا يَعْقُوبُ، ثنا أَبُو شَرِيك يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ ضمَادٍ الْمُرَادِيُّ، أنبا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ»
٩٨ - قَرَأْتُ عَلَى الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الأَخْضَرِ، ذَكَرَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي، وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُبَابِ بْنِ مَخْلَدٍ الْمَعْرُوفُ بِالدَّقَّاقِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا رَبَاحٌ، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: صَامَ عُزَيْرٌ سَبْعًا فَقَالَ: يَا رَبِّ اضْطَرَبَتْ كُلْيَتَايَ فِي بَطْنِي حَتَّى كَلَمَتَا قَلْبِي، رَبِّ إِنِّي وَجَدْتُ لَكَ فِي كُلِّ ... مِنَ الْمَوَاشِي الضَّأْنُ، وَمِنَ الطَّيْرِ الْحَمَامُ، وَمِنَ النَّبَاتِ ... ، ومن، وَمِنَ الشَّجَرِ السُّوسُ، وَمِنَ الأَرْضِ الشَّامُ، وَمِنَ الشَّامِ إِيليَاءُ، وَمِنْ إِيليَاءَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ. وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثَ
٩٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْبَيِّعُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ السَّهْمِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، سَمِعْنَا: مَا سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلا مَاتَ قَتْلا أَوْ فَقْرًا
١٠٠ - وَبِهِ ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، ثنا جُبَارَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ ذَكَرَ الْقُنُوتَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ مَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ غَيْرَ شَهْرٍ وَاحِدٍ»
١٠١ - وَبِهِ ثنا أَبُو أَحْمَدَ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثنا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ، إِمَامُ مَسْجِدِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَمْزَةَ، يَعْنِي أَنَسًا: " خَرَجَ عُثْمَانُ مُهَاجِرًا إِلَى الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ ابْنَةُ النَّبِيِّ، وَاحْتَبَسَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ خَبَرُهُمْ فَكَانَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ عَنْهُمُ الْخَبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَحِبَهُمَا اللَّهُ إِنَّ عُثْمَانَ لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ»
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ فَارِسَ الْقُبَّيْطِيُّ الْحَرَّانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَقَرَّ بِهِ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أنبا جَدِّي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُثْمَانَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، قثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ، إِذَا فَاتَتْهُ الأَرْبَعُ مِنْ قَبْلِ الظُّهْرِ صَلاهُنَّ بَعْدَ الظُّهْرِ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ»
٢ - أَخْبَرَنَا جَدِّي أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَفِيفٍ الدَّرَّاجُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ جُعْشُمٍ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أنبا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حَسَّانٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ سَيَّارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا إِلَى مَنْ هُوَ أَوْعَى مِنْهُ، فَرُبَّ رَجُلٍ يَحْمِلُ عِلْمًا إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، ثَلاثٌ لا يُغَلُّ عَلَيْهِنَّ الْقَلْبُ، إِخْلاصُ الْعَمَلِ، وَمُنَاصَحَةُ الْوُلاةِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»
٣ - أَخْبَرَنَا جَدِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ هُوَ ابْنُ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْعَسقَلانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جُمْهُورٍ الْقرْقَسَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ سَاعَةٍ تَمُرُّ بِابْنِ آدَمَ لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلا حسِرَ عِنْدَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
٤ - وَبِهِ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ إِلا تَلُومُ نَفْسَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ كَانَتْ مُحْسِنَةً وَدَّتْ لَوْ أَنَّهَا أَفَادَتْ إِيمَانًا، وَإِنْ كَانَتْ مُسِيئَةً، قَالَتْ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَحْسَنْتُ، وَذَلِكَ عِنْدَ مُقَامِهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ "
٥ - أَخْبَرَنَا جَدِّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أنبا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُلَيْحِ، عَنْ وَاثِلَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ»
٦ - أَخْبَرَنَا جَدِّي، ثنا أَبُو صَالِحٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ الْجَوْهَرِيُّ الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَزَالُ صِيَامُ الْعَبْدِ مُعَلَّقًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى يُؤَدِّيَ زَكَاةَ فِطْرِهِ»
٧ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو النّجْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَنَفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ وَالِدُكَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، أنبا الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُبَيْرَةَ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَ: عَنِ الصِّيَامِ جِئْتَ تَسْأَلُنِي أَلا أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِحَدِيثٍ كَانَ عِنْدِي فِي التَّخْتِ الْمَخْزُونِ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ دَاوُدَ أَبِي سُلَيْمَانَ خَلِيفَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَأَشْجَعِ النَّاسِ، وَكَانَ لا يَفِرُّ إِذَا لاقَى، وَكَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِسَبْعِينَ صَوْتًا يَكُونُ فِيهَا بِقِرَاءَةٍ يَطْرَبُ فِيهَا الْمَحْمُومُ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبْكِيَ نَفْسَهُ لَمْ تَبْقَ دَابَّةٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ إِلا اجْتَمَعْنَ وَأَنْصَتْنَ يَسْمَعْنَ صَوْتَهُ فَيَبْكِينَ مَعَهُ، وَكَانَتْ لَهُ سَجْدَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَدْعُو فِيهَا وَيَتَضَرَّعُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ ابْنِهِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ أَوَّلِ الشَّهْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ وَسَطِ الشَّهْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ، فَكَانَ يَفْتَتِحُ الشَّهْرَ بِصِيَامٍ، وَيَتَوَسَّطُهُ بِصِيَامٍ وَيَخْتِمُهُ بِصِيَامٍ، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ ابْنِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﵇، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَيَلْبَسُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَيَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ، لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ يَمُوتُ وَلا بَيْتٌ فَيُخْرَبُ، وَكَانَ رَامِيًا لا يُخْطِئُ صَيْدًا يُرِيدُهُ، وَكَانَ يَمُرُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مِنْهُمْ حَاجَةٌ قَضَاهَا، وَحَيْثُ أَتَى عَلَيْهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَحَيْثُ مَا أَدْرَكَهُ الْمَسَاءُ صَفَنَ قَدَمَيْهِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى النُّورِ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبُهُ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ أُمِّهِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَيْنِ وَتُفْطِرُ يَوْمًا، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ النَّبِيِّ ﷺ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ أَبِي الْقَاسِمِ خَيْرِ الْبَشَرِ ﷺ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
٨ - وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو النّجْحِ، أنبا أَبُو السُّعُودِ الْمُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خَيْرُونٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ خَيْرُونٍ، أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أنبا دَعْلَجٌ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، بِمَكَّةَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ قثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " خُلِقَتِ الْكَعْبَةُ قَبْلَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، قَالَ: كَيْفَ قَبْلُ وَهِيَ مِنَ الأَرْضِ؟ قَالَ: كَانَتْ حَشَفَةً أَوْ حِشْوَةً عَلَى الْمَاءِ عَلَيْهَا مَلَكَانِ يُسَبِّحَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَلْفَيْ سَنَةٍ. فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ ﷿ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ دَحَاهَا مِنْهَا فَجَعَلَهَا فِي وَسَطِ الأَرْضِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ ﵇ بَعَثَ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ لِيَأْتِيَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ فَلَمَّا هَوَى لِيَأْخُذَهُ، قَالَتْ لَهُ الأَرْضُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَنْ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ نَصِيبًا مِنْهُ غَدًا، فَتَرَكَهُ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ بِمَا أَمَرْتُكَ؟ قَالَ: سَأَلَتْنِي بِكَ فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلَنِي بِكَ فَأَرْسَلَ آخَرَ، فَقَالَتْ لَهُ: مِثْلَ مَا قَالَتْ لِلأَوَّلِ، ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ، فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهَا حَتَّى أَرْسَلَهُمْ كُلَّهُمْ، ثُمَّ أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَهَوَى لِيَأْخُذَ فَقَالَتْ لَهُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ نَصِيبًا مِنْهُ غَدًا، قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ: إِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي بِالطَّاعَةِ أَحَقُّ مِنْكِ فَأَخَذَ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ طَيِّبَهَا وَخَبِيثَهَا فَكَانَتْ قَبْضَتُهُ مِنْ مَوْضِعِ الْكَعْبَةِ فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ فَأَمَرَهُ فَصَبَّ عَلَيْهِ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ حَتَّى كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ بِيَدِهِ فَمَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ فَقَالَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ لا يَنْفُخُ فِيهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ فَجَرَى فِيهِ الرُّوحُ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَثِبَ، فَتَلا أَبُو هُرَيْرَةَ، ﴿خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ﴾ [الأنبياء: ٣٧]، فَلَمَّا جَرَى فِيهِ الرُّوحُ جَلَسَ جَالِسًا فَعَطَسَ فَقَالَ اللَّهُ ﷿: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ: رَحِمَكَ رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلاءِ الْمَلإِ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، يَا آدَمُ أَيُّ مَكَانٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُرِيَكَ ذُرِّيَّتَكَ فِيهَا؟ فَقَالَ: بِيَمِينِ رَبِّي ﷿ وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ فَبَسَطَ يَمِينَهُ، فَأَرَاهُ فِيهَا ذُرِّيَّتَهُ كُلَّهُمْ، وَمَا هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الصَّحِيحُ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَالْمُبْتَلَى عَلَى هَيْئَتِهِ، وَالأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ عَلَى هَيْئَتِهِمْ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَلا عَافَيْتَهُمْ كُلَّهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلا سَاطِعًا نُورُهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، فَقَالَ: كَمْ عُمْرُهُ يَا رَبِّ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: كَمْ عُمْرِي؟ قَالَ: أَلْفُ سَنَةٍ، قَالَ: انْقُصْ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً فَزِدْهَا فِي عُمْرِهِ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ سَاطِعًا نُورُهُ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِثْلَ مَا مَعَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ مُحَمَّدٌ ﵇، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، فَقَالَ آدَمُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يَسْبِقُنِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَلا أَحْسُدُهُ، فَلَمَّا مَضَى لآدَمَ أَلْفُ سَنَةٍ إِلا أَرْبَعِينَ فَجَاءَتْهُ الْمَلائِكَةُ يَتَوَفُّونَهُ عِيَانًا، قَالَ: مَا تُرِيدُونَ؟، قَالُوا: أَرَدْنَا أَنْ نَتَوَفَّاكَ، قَالَ: قَدْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالُوا: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ قَالَ: مَا أَعْطَيْتُ أَحَدًا شَيْئًا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: جَحَدَ آدَمَ، وَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسَى وَنَسَتْ ذُرِّيَّتُهُ "
٩ - وَبِهِ ثنا سَعِيدٌ، قثا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ سَلْمَانَ، قَالَ أَبِي: وَلا أَرَاهُ إِلا سَلْمَانَ، قَالَ: " خَمَّرَ اللَّهُ طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهَا فَمِنْ ثَمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فِيهَا فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ بِيَمِينِهِ، وَخَرَجَ كُلُّ خَبِيثٍ فِي الأُخْرَى، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهَا فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
١٠ - وَبِهِ نا سَعِيدٌ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَعْبُ الأَحْبَارِ، أَنَّ الْبَيْتَ كَانَ غُثَاءً عَلَى الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمِنْهُ دُحِيَتِ الأَرْضُ
١١ - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ أَرْمِينِيَةَ وَمَعَهُ السَّكِينَةُ تَدُلُّهُ، ثُمَّ تَبَوَّأَ الْبَيْتَ كَمَا تَبَوَّأَ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتًا، فَكَانَ يَحْمِلُ أَحْجَارَا، الْحَجَرُ يُطِيقُهُ أَوْ لا يُطِيقُهُ ثَلاثُونَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ [البقرة: ١٢٧]، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ بَعْدُ
١٢ - وَبِهِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قثنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أنبا خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ ﷺ: رَبِّ أَرِنَا مَنَاسِكَنَا، فَأَخَذَ جِبْرِيلُ ﵇ بِيَدِهِ، فَذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ الْبَيْتَ، فَقَالَ: ارْفَعِ الْقَوَاعِدَ، فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ، وَأَتَمَّ الْبُنْيَانَ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّفَا، فَقَالَ: هَذَا مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْمَرْوَةِ، فَقَالَ: هَذَا مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ فَذَهَبَ بِهِ نَحْوَ مِنًى، فَإِذَا هُوَ بِإِبْلِيسَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: كَبِّرْ وَارْمِهِ، فَكَبَّرَ وَرَمَى، فَذَهَبَ إِبْلِيسُ حَتَّى قَامَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، فَحَاذَى بِهِ جِبْرِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ، قَالَ جِبْرِيلُ: كَبِّرْ وَارْمِهِ، فَكَبَّرَ وَرَمَى فَذَهَبَ إِبْلِيسُ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الْقُصْوَى، فَقَالَ جِبْرِيلُ: كَبِّرْ وَارْمِهِ، فَكَبَّرَ وَرَمَى، فَذَهَبَ إِبْلِيسُ، وَكَانَ الْخَبِيثُ أَرَادَ أَنْ يُدْخِلَ فِي الْحَجِّ شَيْئًا، فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَقَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ عَرَفَاتٍ، فَقَالَ: هَذِهِ عَرَفَاتٌ هَلْ عَرَفْتَ مَا أَرَيْتُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، قَالَ: وَكَيْفَ أُؤَذِّنُ؟ قَالَ: قُلْ: يَأَيُّهَا النَّاسُ أَجِيبُوا رَبَّكُمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَأَجَابَ الْعِبَادُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَبَّيْكَ مَرَّتَيْنِ، فَمَنْ أَجَابَ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْخَلْقِ فَهُوَ حَاجٌّ، قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ الْقَدَرِيَّةُ لا يُصَدِّقُونَ بِهَذَا
١٣ - وَبِهِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَحْرَمَ عَامَ الْحكمَيْنِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
١٤ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْعَدْلُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الآبْنُوسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْخُوَارِزْمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ آدَمَ، نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ ﵇»
١٥ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدَ ذَلِكَ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ» . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ بِهَذَا الإِسْنَادُ، وَإِنَّمَا جَاءَنَا مِنْ رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ
١٦ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: قَدِمَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الرَّمْلَةَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ وَيَجْلِسَ لِلنَّاسِ فَأَبَى وَامْتَنَعَ عَنْ ذَلِكَ فَكَلَّمُوا ابْنَ أَبِي السُّدِّيِّ الْعَسْقَلانِيَّ فَكَلَّمَهُ فَجَلَسَ لِلنَّاسِ، فَحَدَّثَنَا حِينَئِذٍ بِأُلُوفٍ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ مُوسَى: وَسَأَلْتُهُ فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحِكَايَةِ
١٧ - وَبِهِ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ الأَشْعَثُ الْعِجْلِيُّ بِأَحَادِيثَ وَأَرْدَفَهَا بِهَذِهِ الأَبْيَاتِ: كِتَابٌ إِلَيْكُمْ فَافْهَمُوهُ فَإِنَّهُ ... رَسُولِي إِلَيْكُمْ وَالْكِتَابُ رَسُولُ فَهَذَا سَمَاعِي مِنْ رِجَالٍ لَقِيتُهُمْ ... لَهُمْ وَرَعٌ فِي دِينِهِمْ وَقبُولُ وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْوُوهُ عَنِّي ... فَإِنَّمَا تَقُولُونَ مَا قَدْ قُلْتُهُ وَأَقُولُ أَلا فَاحْذَرُوا التَّصْحِيفَ فِيهِ فَرُبَّمَا ... يُغَيِّرُ مِنْ تَصْحِيفِهِ الْمَعْقُولُ
١٨ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَفَّارُ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: لَوْ عَدَلَ بُكَاءُ أَهْلِ الأَرْضِ بِبُكَاءِ دَاوُدَ مَا عَدَلَهُ، وَلَوْ عدلَ بُكَاءُ دَاوُدَ وَبُكَاءُ أَهْلِ الأَرْضِ بِبُكَاءِ آدَمَ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ مَا عَدَلَهُ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: بِبُكَاءِ آدَمَ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ مَا عَدَلَهُ
١٩ - وَبِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، قثا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عِقَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «عَسْقَلانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يَحْشُرُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفًا لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ» قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَرْوِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عِقَالٍ، غَيْرُ ابْنِ عَيَّاشٍ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عِقَالٍ قَبْرَيْهِمَا بِعَسْقَلانَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُو عِقَالٍ، قَرَأْتُ عَلَى قَبْرِهِ بِعَسْقَلانَ، هَذَا قَبْرُ أَبِي عِقَالٍ هِلالِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
٢٠ - وَبِهِ ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الْجَابِيَةِ وَعَجَنَهُ بِمَاءِ الْجَنَّةِ»
٢١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ الأَخْضَرِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْبَرَكَاتِ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدِيٍّ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالا: أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَيُّوبَ الْعُكْبَرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ الْعُكْبَرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ عَشَرَةٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ، قَدِمَ عَلَيْنَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قثنا أَبُو دَاوُدَ هُوَ الْحَفَرِيُّ، ثنا بَدْرٌ، هُوَ ابْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَمَّنْ شَكَّ أَنَّ الْمَحْشَرَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلْيَقْرَأْ ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ [الحشر: ٢] فَقَدْ حَشَرَ النَّاسَ إِلَيْهِ مَرَّةً، وَذَلِكَ حِينَ ظَهَرَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى الْمَدِينَةِ أَجْلَى الْيَهُودَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ
٢٢ - وَبِهِ ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عِيسَى، يَقُولُ: " حُبُّ الدُّنْيَا أَصْلُ كُلِّ خَطِيَّةٍ، وَالْمَالُ فِيهِ دَاءٌ كَثِيرٌ، قَالُوا: وَمَا دَاؤُهُ؟ قَالَ: لا يَسْلَمُ مِنَ الْخَيْلاءِ وَالْفَخْرِ، قَالُوا: فَإِنْ سَلِمَ؟ قَالَ: يَشْغَلُهُ إِصْلاحُهُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ "
٢٣ - وَبِهِ ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عِيسَى، يَقُولُ: لَسْتُ أُحَدِّثُكُمْ لِتَعْجَبُوا، إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ لِتَعْمَلُوا
٢٤ - وَبِهِ ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ عِيسَى، يَقُولُ: تَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِبُغْضِ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْتَمِسُوا رِضْوَانَهُ بِالتَّبَاعُدِ مِنْهُمْ، قَالُوا: فَمَنْ نُجَالِسُ؟ قَالَ: مَنْ يُذَكِّرُكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَيُرَغِّبُكُمْ فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ، وَيَزِيدُ فِي فَهْمِكُمْ مَنْطِقُهُ
٢٥ - ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: وُجِدَ فِي صَخْرَةٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، مَنْ يَزْرَعُ خَيْرًا يَحْصُدُ غِبْطَةً، وَمَنْ يَزْرَعُ شَرًّا يَحْصُدُ نَدَامَةً، أَيَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ وَيُجْزَى بِالْحَسَنَاتِ؟ أَجَلْ كَمَا يُجْتَنَى الشَّوْكُ مِنَ الْعِنَبِ "
٢٦ - وَحَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، يَقُولُ لِلْحَوَارِيِّينَ: أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، فَإِذَا فَسَدَ الشَّيْءُ دُووِيَ بِالْمِلْحِ، فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ يُدَاوَى "
٢٧ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الدَّاغُونِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَأَنَا أَسْمَعُ: قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قثنا الْعَلاءُ بْنُ الْحُصَيْنِ، قثنا خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: طُوبَى لِذُرِّيَّةِ الْمُؤْمِنِ كَيْفَ يحْفَظُونَ بَعْدَهُ
٢٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَدِّبُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنبا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَهْرَوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ هُو ابْنُ مَخْلَدٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الصَّلْتِ، قثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ رَاكِبٌ إِذْ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَإِذَا هُوَ بِالْعَبَّاسِ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ، يَعْنِي: فَتَحَ بِي هَذَا الأَمْرَ وسيختمه بِغُلامٍ مِنْ وَلَدِكَ يَمْلَؤُهَا عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، وَهُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﵇ "
٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ النَّحْوِيُّ، أنبا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَطِرِ، قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلاءً ثنا يُوسُفُ، قثا جَرِيرٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: مَرَرْتُ. عَلى أُنَاسٍ مِنْ نَبْطِ الشَّامِ، وَقَدْ أُقْعِدُوا فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ: مَا بَالُ هَؤُلاءِ؟ قَالُوا: عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنَ الْخَرَاجِ، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِنِّي سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ ﷿ يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا» وَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرٌ عَلَى فِلَسْطِينَ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ فَأَمَرَ بِهِمْ فَأُرْسِلُوا
٣٠ - أنبا عُمَر بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَدِّبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنبا أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ هُوَ السِّجِسْتَانِيُّ، قثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قثنا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ، قثا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَجُمِعَ بِنَا فَنَظَرْتُ، فَإِذَا جَلُّ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فَرَأَيْتُهُمْ مُخْبِتِينَ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ
٣١ - أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخرِيفِ، أنبا أَبُو الْخَيْرِ بْنُ الْفَرَّاءِ، أنبا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو عُمَرَ الْقَاضِي، أنبا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُؤِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: " لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى "
٣٢ - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، أنبا مُفْلِحٌ الْوَرَّاقُ، أنبا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو عُمَرَ، أنبا اللُّؤْلُؤِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأَخْنَسِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَكِيمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ أَيَّتَهُمَا قَالَ
٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْعَدْلُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ، إِجَازَةً، أنبا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، أنبا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، أنبا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يَطْعَنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبِهِ إِلا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُ ذَهَبَ يَطْعَنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ»
٣٤ - وَبِهِ أنبا ابْنُ عَدِيٍّ، قثنا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ الْخَفَّافُ بِحَلَبَ، ثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سُكَيْنَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الزُّهْرِيُّ، أنبا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: " أَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا: مَكَّةُ، وَالْمَدِينَةُ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَدِمَشْقُ، وَأَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ النَّارِ فِي الدُّنْيَا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَالطُّوَانَةُ، وَأَنْطَاكِيَةُ الْمُحْتَرِقَةُ، وَصَنْعَاءُ ". وَقَالَ: «إِنَّ مِنَ الْمِيَاهِ الْعَذْبَةِ وَالرِّيَاحِ اللَّوَاقِحَ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» . قَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: وَهَذَا مُنْكَرٌ لا يَرْوِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرُ الْمُوَقّرِيِّ
٣٥ - وَبِهِ أنبا ابْنُ مَسْعَدَةَ، أنبا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ، أنبا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «لا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ، وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لا يَضُرُّهُمْ خِذْلانُ مَنْ خَذَلَهُمْ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ» . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا اللَّفْظِ لَيْسَ يَرْوِيهِ غَيْرُ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ
٣٦ - وَبِهِ ثنا ابْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، ثنا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ، قَالَ: وَمِمَّنْ سَكَنَ عَسْقَلانَ مِنَ التَّابِعِينَ أَبُو عِقَالٍ هِلالُ بْنُ زَيْدٍ، وَقَبْرُهُ بِعَسْقَلانَ
٣٧ - وَبِهِ أنبا ابْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْخَضِرُ هُوَ ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُمَيَّةَ، ثنا مَخْلَدٌ هُوَ ابْنُ مَالِكٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَوْشَبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، ثنا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَجْلِسِهِ إِذْ سَمِعَ دَوِيًّا فِي الْهَوَاءِ، وَإِذَا جِبْرِيلُ قَدْ هَبَطَ إِلَيْهِ يَدُفُّ بِجَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ مَنْسُوجَينِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، قَالَ: فَجَلَسَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْقُدْسَ شَكَتْ إِلَى رَبِّهَا تَعْطِيلَهَا، وَافْتَخَرَتِ الْكَعْبَةُ بِكَثْرَةِ حُجَّاجِهَا وَزُوَّارِهَا، وَاطَّلَعَ إِلَيْهِ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: فَذَكَرَ حَدِيثًا مُنْكَرًا فِي فَضْلِ الْقُدْسِ
٣٨ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، إِجَازَةً أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ النَّحَّاسِ الْمَوْصِلِيُّ، أنبا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ وَسِيمِ بْنِ أُسَامَةَ، ثنا عُمَيْرٌ أَبُو يَحْيَى، سَمِعْتُ عَابِدًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَقُولُ: مَحَبَّةُ اللَّهِ تُورِثُ أَهْلَهَا سُرُورَ الأَبَدِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ، قَالَ: ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ
٣٩ - أنبا عُمَرُ بْنُ طَبَرْزُدَ، أنبا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرِيَارَ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الشّوطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «أنا أَحْمَدُ وَمُحَمَّدٌ وَالْحَاشِرُ وَالْمُقَفَّى وَالْخَاتِمُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أنبا أَبُو نُعَيْمٍ الحافظ، ثنا الطبراني، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
٤١ - وَبِهِ أنبا أَبُو يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الْوَسَاوِسِيُّ، قثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَجَلَسَ، وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَ: " شَعَرْتُ أَنِّي نِمْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَتَانِي جِبْرِيلُ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبُ الأُذُنَيْنِ فَرَكِبْتُهُ، فَكَانَ يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ إِذَا أَخَذَنِي فِي هُبُوطٍ طَالَتْ يَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا أَخَذَ فِي صُعُودٍ طَالَتْ رِجْلاهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ، وَجِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لا يَفُوتُنِي حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى ﵈، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ فَشَرِبْتُ الأَبْيَضَ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: شَرِبْتَ اللَّبَنَ، وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لارْتَدَّتْ أُمَّتُكَ، ثُمَّ رَكِبْتُهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ "، فَتَعَلَّقْتُ بِرِدَائِهِ، وَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَابْنَ عَمِّ أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَيْشًا فَيُكَذِّبُكَ مَنْ قَدْ صَدَقَكَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رِدَائِهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِي فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنَةٍ فَوْقَ إِزَارِهِ كَأَنَّهُ طَيُّ الْقَرَاطِيسِ وَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عِنْدَ فُؤَادِهِ كَادَ يَخْطِفُ بَصَرِي فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ، فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْحَكِ اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ؟ وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ؟ فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْخَطِيمِ فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ: إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فِيهِمْ إِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ: صِفْهُمْ، فَقَالَ: أَمَّا عِيسَى فَوْقَ الرَّبْعَةِ وَدُونَ الطَّوِيلِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ ظَاهِرُ الدَّمِ جَعْدُ الشَّعْرِ تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ كَأَنَّهُ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُتَرَاكِبُ الأَسْنَانِ مُقَلَّصُ الشَّفَتَيْنِ خَارِجُ اللَّثَةِ عَابِسٌ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَوَاللَّهِ لأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا وَخَلْقًا فَضَجُّوا وَأَعْظَمُوا ذَاكَ قَالَ: فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ: كُلُّ أَمْرٍ بِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ كَانَ أُمَمًا غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُصْعِدًا شَهْرًا وَمُنْحَدِرًا شَهْرًا، تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ وَالَّلاتِ وَالْعُزَّى لا أُصَدِّقُكَ، وَمَا كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَطُّ، وَكَانَ لِلْمُطْعِمِ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَهَدَمَهُ وَأَقْسَمَ بِالَّلاتِ وَالْعُزَّى لا يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا مُطْعِمُ بِئْسَمَا قُلْتَ لابْنِ أَخِيكَ جَبَهْتَهُ وَكَذَّبْتَهُ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ صِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ ﵇، فَصَوَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ فَجَعَلَ، يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ ﵁، يَقُولُ: صَدَقْتَ صَدَقْتَ، قَالَتْ نَبْعَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمَّاكَ الصِّدِّيقَ، قَالُوا: يَا مُطْعِمُ دَعْنَا نَسْأَلُهُ عَمَّا هُوَ أَغْنَى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا، فَقَالَ: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلانٍ بِالرَّوْحَاءِ قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ فَسَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: هَذِهِ وَالإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلانٍ فَنَفَرَتْ مِنِّي الإِبِلُ وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ عَلَيْهِ جَوَالِقُ مُخَطَّطٌ بِبَيَاضٍ لا أَدْرِي أَكُسِرَ الْبَعِيرُ أَمْ لا، فَسَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذِهِ وَالإِلَهِ آيَةٌ ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلانٍ فِي التَّنْعِيمِ يَقْدَمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ هَا هِيَ ذِي تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوا كَمَا قَالَ فَرَمَوْهُ بِالسِّحْرِ، وَقَالُوا: صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ﴾ [الإسراء: ٦٠] قُلْتُ: يَا أُمَّ هَانِئٍ مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتْ: الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يُزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا "
٤٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ضِيَاءُ بْنُ الْحَرِيفِ، قِرَاءَة عَلَيْهِ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُوَيْهِ، أنبا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، قثنا ابْنُ مُجَّاعَةَ، قثنا قُتَيْبَةُ، قثنا الْخُنَيْسِيُّ، قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ،: بَلَغَنَا أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ ﵇، جَعَلَ اللَّيْلَ كُلَّهُ نُوَبًا عَلَيْهِ، وَعَلَى أَهْلِهِ لا يَأْتِي سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ إِلا وَفِي بَيْتِهِ ... ذَاكِرًا وَمُصَلِّيًا، فَلَمَّا كَانَتْ نَوْبَةُ دَاوُدَ قَامَ يُصَلِّي وَبَيْنَ يَدَيْهِ غَدِيرٌ مِنْ مَاءٍ، فَكَأَنَّ دَاوُدَ تَحَرَّكَ قَلْبُهُ لِمَا هُوَ فِيهِ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ مِنَ الْعِبَادَةِ، قَالَ: فَاطَّلَعَ اللَّهُ ﷿ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ فَأَنْطَقَ اللَّهُ ضِفْدَعًا مِنَ الْغَدِيرِ فَنَادَتْهُ فَقَالَتْ: يَا دَاوُدُ أُعْجِبْتَ بِمَا أَنْتَ فِيهِ، وَأَهْلُ بَيْتِكَ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّكَ؟ فَوَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ إِنِّي مُنْذُ خَلَقَنِي اللَّهُ ﷿ لِقَائِمَةٌ لَهُ عَلَى رِجْلٍ مَا اسْتَرَاحَتْ أَوْدَاجِي مِنَ التَّسْبِيحِ لَهُ إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ، فَمَا الَّذِي أُعْجِبْتَ بِهِ مِنْ عِبَادَةِ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ وُهَيْبٌ: فَتَقَاصَرَتْ إِلَى دَاوُدَ عِبَادَتُهُ وَعِبَادَةُ أَهْلِ بَيْتِهِ
٤٣ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْحَافِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسبُونٍ، كَذَا قَالَهُ شَيْخُنَا بِالْبَاءِ وَذَكَرَ عَنْ شَيْخِهِ هَذَا أَنَّهُ قَالَهُ لأَنَّهُ يَحْسِبُ مَعَ نَفْسِهِ فِي الطُّرُقَاتِ، وَقَالَ شَيْخُنَا: مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْحُفَّاظِ إِلا بِالنُّونِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ النَّاعِمِ، قَالا: أنبا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّكَكِيُّ. ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: أنبا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ، قَالا: أنبا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنبا عُثْمَانُ بْنُ السَّمَّاكِ، وَمَيْمُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، قَالا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، بَعْدَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدَ ذَلِكَ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ»
٤٤ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْبَيِّعُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْفَضْلِ الأَرْمَوِيُّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ الْبُسْرِيِّ، أنبا أَبُو أَحْمَد الْفَرَضِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، يَقُولُ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ ﷿ صَلاةُ دَاوُدَ ﵇، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ ﷿ صَوْمُ دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا»
٤٥ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنبا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الْقَنَّبِيطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا عَمِّي جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَأَلَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا رَبَّهُ تَعَالَى، قَالَ: رَبِّ اجْعَلْنِي أَسْلَمُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ، قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا يَحْيَى لَمْ أَجْعَلْ هَذَا لِي فَكَيْفَ أَجْعَلُهُ لَكَ
٤٦ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، قَالَ: أنبا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْخَلالُ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَدِمَ عَلَيْنَا لِلْحَجِّ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لِلَّهِ ثَلاثَةُ أَمْلاكٍ، مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْكَعْبَةِ، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِمَسْجِدِي هَذَا، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِالْكَعْبَةِ فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ فَرَائِضَ اللَّهِ خَرَجَ مِنْ أَمَانِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْمُوَكَّلُ بِمَسْجِدِي هَذَا فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ تَرَكَ سُنَّةَ مُحَمَّدٍ ﷺ لَمْ يَرِدِ الْحَوْضَ، وَلَمْ تُدْرِكْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَأَمَّا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ كَانَ طُعْمَتُهُ حَرَامًا كَانَ عَمَلُهُ مَضْرُوبًا بِهِ وَجْهَهُ» . قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ مَعْرُوفُونَ سِوَى الْبَصْرِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ رَجَاءٍ، فَإِنَّهُمَا مَجْهُولانِ
٤٧ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ. ح قَالَ الْخَطِيبُ: وَأنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الأَشْعَثِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا مَسَسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا وَلا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ قَطُّ، وَلا قَالَ لِي لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: لِمَ لَمْ تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا ". وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الصَّيْدَلانِيِّ، قَالَ عُمَرُ: مَا كَانَ عِنْدَ الشَّيْخِ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ
٤٨ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلا لِيُوشَعَ بْنِ نُونَ لَيَالِي سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ»
٤٩ - وبه أنبا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سِيمَا الْمُجَبِّرُ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ الْكَلْوَذَانِيُّ، ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا حُبِسَتِ الشَّمْسُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ إِلا عَلَى يُوشَعَ بْنِ نُونَ لَيَالِي سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ»
٥٠ - وَبِهِ أنبا.... الْكَاعِدِيُّ..... ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ سَعْدٍ الأَعْرَجُ، قثنا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَبِي عَاصِمٍ، إِجَازَةً: «لَمْ تُحْبَسِ الشَّمْسُ عَلَى بَشَرٍ إِلا لِيُوشَعَ لَيَالِي سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ سِ»
٥١ - وَبِهِ ثنا أَحْمَد، ثنا أَبُو سَعْدٍ، مِنْ حِفْظِهِ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ الْمُثَنَّى الْوَاعِظُ الأَسْترَابَاذِيُّ، قثنا أَبِي، قثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " بَكَى شُعَيْبٌ النَّبِيُّ ﵇ مِنْ حُبِّ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى عَمِيَ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا شُعَيْبُ مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ أَشَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ أَمْ خَوْفًا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: إِلَهِي وَسَيِّدِي أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَبْكِي شَوْقًا إِلَى جَنَّتِكَ وَلا خَوْفًا مِنَ النَّارِ، وَلَكِنِّي اعْتَقَدْتُ حُبَّكَ بِقَلْبِي، فَإِذَا أَنَا نَظَرْتُ إِلَيْكَ فَمَا أُبَالِي مَا الَّذِي تَصْنَعُ بِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا شُعَيْبُ إِنْ يَكُ ذَلِكَ حَقًّا فَهَنِيئًا لَكَ لِقَائِي يَا شُعَيْبُ لِذَلِكَ أَخْدَمْتُكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ كَلِيمِي ". قَالَ الْخَطِيبُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ بِبَغْدَادَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْثُوقًا بِهِ فِي الرِّوَايَةِ، ثُمَّ لَقِيتُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عِنْدَ عَوْدِي مِنَ الْحَجِّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ شَافِعِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِينِيِّ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ الضَّرِيرِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِيِّ، وَأَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَيِّعِ النَّيْسَابُورِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخُزَاعِيِّ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: وُلِدْتُ بِإِسْفَرَايِينَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَمَاتَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى مَا بَلَغَنِي، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ
٥٢ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَعْقَاعِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، بِمَكَّةَ ثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ»
٥٣ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ الْفَضْلِ الْكَاتِبُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَيْدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»
٥٤ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنُوَيْهِ الْكَاتِبُ بِأَصْبَهَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا الْكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَإِنَّ حَبْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ»
٥٥ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ قُطَيْطٌ، ثنا خَلَفُ بْنُ عَامِرٍ الضَّرِيرُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي، وَمَنْ رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، فَقَدْ رَآهُ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِهِ»
٥٦ - وَبِهِ أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنبا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّسَائِيُّ، قَاضِي الْمِصِّيصَةِ ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا، كَيْفَ كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: «كَانَ شَعْرُهُ رَجِلا لَيْسَ بِالسَّبْطِ وَلا الْجَعْدِ بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ»
٥٧ - أنبا الْخَطِيبُ، أنبا الْعَتِيقِيُّ، وَالتَّنُوخِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو الْحَسَنِ دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الْبَزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ الْكَاتِبُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ»
٥٨ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ النُّعْمَانِ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّفْطِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ بَيْنَ يَدَيِ السَّرِيرِ، وَهُوَ يَقُولُ: «وَاجَبَلاهُ»
٥٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَّاءِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَنَّاءُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبُسْرِيُّ، أنبا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قثنا أَبُو أُسَامَةَ، قثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابَهُ " كَانُوا يُصَلُّونَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَلَمَّا رَآهُمْ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: أَلا إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ مَرَّتَيْنِ، مَالُوا كَمَا هُمْ رُكُوعًا إِلَى الْكَعْبَةِ "
٦٠ - وَبِهِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْبَغَوِيُّ، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، قَالُوا: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ»
٦١ - وَبِهِ أنبا الْمُخَلِّصُ، ثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْفِتَنَ، فَقَالَ: " تَهِيجُ عَلَى الأَرْضِ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ فَمَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ فَقَالَ: هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ ". فَقُمْتُ وَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ
٦٢ - وَثنا الْمُخَلِّصُ، ثنا يَحْيَى، قثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الأَسْوَدِ، وَالْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبْحِ، وَالنَّاسُ يَأْخُذُونَ يَدَهُ يَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ، وَإِنَّ يَدَهُ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ»
٦٣ - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْحَافِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْمُظَفَّرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الكَاغِدِيّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ هُوَ ابْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّمَا بُعْدُ مَا بَيْنَ طَرْفَيْهِ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ كَأَنَّ الأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ»
٦٤ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفَضَائِلِ الْفَضْلُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّيْدَانِي، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الصَّيْدَلانِيُّ، إِجَازَةً أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ، أَخْبَرَهُمْ وَمُحَمَّدٌ حَاضِرٌ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الأُطْرُوشُ مِنْ لَفْظِهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُفْيَانَ، ثنا غَالِبُ بْنُ الْوَزِيرِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْغَزِّيُّ، ثنا هَاشِمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ، أَنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ بِالْوُضُوءِ قَبْلَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «يَا سَلْمَانُ وَبَعْدَهُ»
٦٥ - قال الأطروش: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخزَّازُ وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ مُدْرَكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ "
٦٦ - وَبِهِ ثنا أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ مَاهَانَ الْوَاسِطِيُّ الْقَصَبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجَرَشِيُّ، ثنا ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا عَطِيَّةُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّكَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَإِنَّكَ لَمْ تُدْرِكْهُ، قَالَ: يَابْنَ أَخِي لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ وَلَوْلا مَنْزِلَتُكَ مِنِّي مَا أَخْبَرْتُكَ، إِنِّي فِي زَمَانٍ كَمَا تَرَى، وَكَانَ فِي عَمَلِ الْحجَّاجِ، كُلُّ شَيْءٍ سَمِعْتَنِي أَقُولُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَهُوَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، غَيْرَ أَنِّي فِي زَمَانٍ لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَذْكُرَ عَلِيًّا
٦٧ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْقُرَشِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي عَبَّادَ بْنَ صُهَيْبٍ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، ابنا نَافِعٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُقْسِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ»
٦٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزُدَ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَرَّاقُ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوسَى الْحَافِظُ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِلَى أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ مَحْمَلِي عَلَى الْبَرِيدِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْنَا الْمَشَقَّةَ بِكَ يَا أَبَا سَلامٍ، وَلَكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فِي الْحَوْضِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ بِهِ، قَالَ أَبُو سَلامٍ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: " إِنَّ حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عُمَانَ الْبَلْقَاءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ أَكَاوِيبُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمُ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلا تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السُّدَدِ»، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لا جَرْمَ وَاللَّهِ لَقَدْ فُتِحَتْ لِي أَبْوَابُ السُّدَدِ وَنَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَرْحَمَنِي اللَّهَ ﵎ لا جَرْمَ لا أَدْهُنُ رَأْسِي حَتَّى أَشْعَثَ وَلا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ. رَوَاهُ الْبَاغَنْدِيُّ أَيْضًا، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، وَأَبُو سَلامٍ هَذَا اسْمُهُ مَمْطُورٌ، وَفِي الْمُحَدِّثِينَ مَنِ اسْمُهُ أَبُو سَلامٍ الْحَبَشِيُّ، غَيْرُ هَذَا وَاسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ.... سَمِعَ ... ابْن أَبِي كَثِيرٍ، وَأَخَاهُ زَيْدَ بْنَ سَلامٍ
٦٩ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد الفَرَّاءُ، أنبا سَعِيدُ بْنُ البَنَّاءِ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْبُسْرِيِّ، أنبا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ هُو الْبَغَوِيُّ، ثنا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إِنَّ حَوْضِي لأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ وَعَدَنَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَذُودَنَّ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَزُودِ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الإِبِلِ عَنْ حَوْضِي، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ تَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: نَعَمْ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ لَيْسَتْ لأَحَدٍ غَيْرِكُمْ "
٧٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ الأَوَامِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ النَّرْسِيُّ الْكُوفِيُّ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدٌ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَازِمٍ،..... قَالُوا: أنبا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَمَاسِ التَّيْمُلِيُّ، قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ بْنِ بُرَيْدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: أنبا عَمْرٌو، قَالَ: أنبا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ ﵎ أَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنْ سِرْ إِلَى أَرِيحَا، وَهِيَ أَرْضٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَتَقَاتَلَ الْجَبَّارِينَ فَخَرَجَ يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: إِنَّهُ لا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِهِمْ، فَبَعَثَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا مِنْ كُلِّ سَبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَقِيبًا لَهُ، أَتَوْا بِلادَ الْجَبَّارِينَ فَيُخْبِرُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْهُمْ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا بِلادَهُمْ فَلَقِيَهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ وَهُوَ يَحْتَطِبُ وَقَدْ كَانَ بَلَغَ الْجَبَّارِينَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْزُوهُمْ فَيُقَاتِلُوهُمْ فَرُعِبُوا مِنْهُمْ فَلَقِيَهُمُ الْجَبَّارُ وَهُوَ يَحْتَطِبُ فَأَخَذَهُمْ فَجَعَلَهُمْ فِي حُجْزَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَالْحَطَبُ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى أَلْقَاهُمْ مِنْ حُجْزَتِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ وَقَالَ لَهَا: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُرِيدُوَن أَنْ يُقَاتِلُونَا، أَفَهَلا أَفْدَغُهُمْ بِرِجْلِي؟ قَالَتْ: لا وَلَكِنِ انْطَلِقْ بِهِمْ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَكَانَ الَّذِي أَخَذْتَهُمْ فِيهِ فَتُخَلِّيَ سَبِيلَهُمْ فَإِنَّهُمْ لا يَقْدَمُونَ عَلَيْكُمْ أَبَدًا وَقَدْ رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ حَالِكُمْ فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَخْبِرُوا قَوْمَكُمْ بِمَا رَأَيْتُمْ مِنْ حَالِنَا، فَانْطَلِقُوا حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكُمْ بِقِتَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ عَلَى لِسَانِ نَبِيَّيْكُمْ مُوسَى وَهَارُونَ، وَإِنَّكُمْ إِنْ أَخْبَرْتُمْ قَوْمَكُمْ خَبَرَ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ عَصَوْا وَلَمْ يُطِيعُوا نَبِيَّ اللَّهِ فَلْيُوَثِّقْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ لا تُخْبِرُوهُمْ، فَقَدِمُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُمَا فِي الظَّاهِرِ أَنَّهُمْ مِثْلُهُمْ حَتَّى إِذَا تَفَرَّقُوا فِي عَشَائِرِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ أَخْبَرَ كَلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَهْلَهُ وَخَاصَّتَهُ بِمَا رَأَى مِنَ الْجَبَّارِينَ إِلا الرَّجُلَيْنِ، فَإِنَّهُمَا كَتَمَا ذَلِكَ، أَحَدُهُمَا يُوشَعُ بْنُ النُّونِ، وَكَالُوبُ بْنُ يُوفنَةَ فَإِنَّهُمَا لَمْ يَنْقُضَا الْعَهْدَ، وَلَمْ يُخْبِرَا قَوْمَهُمَا إِلا بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَ مُوسَى فِي الْعَلانِيَةِ وَهُمَا اللَّذَانِ قَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ﴾ [المائدة: ٢٣]، وَفَشَى فِيهِمْ، فَقَالُوا: يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ لا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِهِمْ، قَالَ مُوسَى: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ﴾ [المائدة: ٢٠]، قَالَ مُوسَى وَهَارُونُ: ﴿وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ [المائدة: ٢٠-٢١]، قَالَ: الْمُبَارَكَةُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ، قَالَ: الَّتِي أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهَا ﴿وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا﴾ [المائدة: ٢١-٢٣] قَالَ يُوشَعُ وَكَالُوبُ: ﴿ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: ٢٣] قَالُوا: ﴿يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤]، فَغَضِبَ، فَقَالَ: ﴿رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ﴾ [المائدة: ٢٥-٢٦] قَالَ: مَكَانُهُمْ ذَلِكَ لَنْ يَخْرُجُوا يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَجَاءَتْ مَشْيَخَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمَنْ كَانَ يُطِيعُهُ مِنْهُمْ فَقَالُوا: يَا مُوسَى مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا؟ أَلْقَيْتَنَا فِي هَذَا التِّيهِ؟ فَحَزِنَ مُوسَى لِذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ: ﴿فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ [المائدة: ٢٦] لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ كَمَا سَمَّيْتَهُمْ فَاسِقِينَ، قَالُوا: فَمَا طَعَامُنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى، الْمَنُّ عَسَلٌ كَانَ يَقَعُ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ فَيُصْبِحُونَ فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ، وَالسَّلْوَى طَائِرٌ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ تَشَبَّهَ بِالسمَّانِيِّ فَيَذْبَحُونَهَا فَيَأْكُلُونَهَا بِالْمَنِّ، قَالُوا: هَذَا الطَّعَامُ فَأَيْنَ الشَّرَابُ؟ فَأُمِرَ أَنْ يَضْرِبَ بِعَصَاهُ الْحَجَرَ فَضَرَبَ "
٧١ - وَبِهِ أنبا ابْنُ زَيْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنبا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ أَجَلُ هَارُونَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى أَنِ انْطَلِقْ أَنْتَ وَهَارُونُ وَابْنُ هَارُونَ إِلَى غَارٍ فِي الْجَبَلِ فَإِنَّا قَابِضُوا رُوحَهُ فَانْطَلَقَ مُوسَى وَهَارُونُ وَابْنُ هَارُونَ فَانْتَهَوْا إِلَى الْغَارِ وَدَخَلُوا فَإِذَا سَرِيرٌ فَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ مُوسَى، ثُمَّ قَامَ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا يَا هَارُونُ فَاضْطَجَعَ هَارُونُ فَقَبَضَ رُوحَهُ، فَرَجَعَ مُوسَى، وَابْنُ هَارُونَ حَزِينَيْنِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ هَارُونُ؟ قَالَ: مَاتَ، قَالُوا: بَلْ قَتَلْتَهُ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّا نُحِبُّهُ، قَالَ لَهُمْ مُوسَى: وَيْلَكُمْ أَقْتُلُ أَخِي وَقَدْ سَأَلْتُهُ اللَّهَ وَزِيرًا؟ وَلَوْ أَنِّي أَرَدْتُ قَتْلَهُ أَكَانَ ابْنُهُ يَدَعُنِي؟ قَالَوا لَهُ: بَلَى قَتَلْتَهُ حَسَدْتَنَاهُ، قَالَ: فَاخْتَارُوا سَبْعِينَ رَجُلا فَانْطَلَقَ بِهِمْ فَمَرِضَ رَجُلانِ فِي الطَّرِيقِ فَحَنَّطَ عَلَيْهِمَا خَطا، فَانْطَلَقَ مُوسَى وَابْنُ هَارُونَ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى هَارُونَ فَقَالُوا: يَا هَارُونُ مَنْ قَتَلَكَ؟ قَالَ: لَمْ يَقْتُلْنِي أَحَدٌ وَلَكِنْ مِتُّ، قَالُوا: مَا تَقْضِي يَا مُوسَى؟ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنَا أَنْبِيَاءَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَصُعِقُوا وَصُعِقَ الرَّجُلانِ اللَّذَانِ خَلَّفَ، وَقَامَ مُوسَى يُنَادِي: يَا رَبِّ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ، أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا فَأَحْيَاهُمُ اللَّهُ فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْبَيَاءَ "
٧٢ - وَبِهِ أنبا ابْنُ زَيْدَانَ، ثنا قَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، أنبا عَمْرٌو، قَالَ: فَأَخْبَرَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي زَيْدَانَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حُصَيْبٍ، ثنا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، فَأَخْطَأَ فِيهِ وَالْقَوْلُ قَوْلُ قَاسِمِ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ: كَانَ الْحَجَرُ مِنْ هَذَا الْكَذَّانِ مُرَبَّعًا، وَأَمَّا السُّدِّيُّ فَلَمْ يُسَمِّ الْحَجَرَ فَضَرَبَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا لِكُلِّ سَبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَيْنٌ يَسْتَغْنُونَ بِهَا دُونَ أَصْحَابِهِمْ، قَالُوا: هَذَا الشَّرَابُ، فَأَيْنَ الظِّلُّ؟ فَظَلَّلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ، قَالُوا: هَذَا الظِّلُّ، فَكَيْفَ بِاللِّبَاسِ، لِبَاسُ الثِّيَابِ فَبَقِيَتْ ثِيَابُهُمْ فَكَانَتْ لا تَبْلَى وَكَانَتْ تَشُبُّ مَعَ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ وَلا يَنْخَرِقُ لَهُمْ ثَوْبٌ فَأَجْمَعُوا ذَلِكَ، فَقَالُوا: أَخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضَ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا، وَالْفُومُ وَهِيَ الْحِنْطَةُ، وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا فَقِيلَ لَهُمْ: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا مِنَ الأَمْصَارِ فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ فِي الْمِصْرِ فَمَكَثُوا فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا..... حَدَّثَنَا ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ قَاسِمٍ، وَعَلِيِّ بْنِ حُصَيْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، قُلْتُ: وَلَمْ يَذْكُرِ السُّدِّيُّ، مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ. ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى، إِنَّ هَارُونَ مَقْبُوضٌ، فَاخْرُجْ بِهِ فَخَرَجَ بِهِ إِلَى مَكَانٍ فَإِذَا هُوَ بِقَصْرٍ حَسَنِ الْبِنَاءِ فَدَخَلا يَنْظُرَانِ، فَإِذَا هُمَا بِفِرَاشٍ عَلَى سَرِيرٍ، فَقَالَ هَارُونُ: إِنِّي لأَشْتَهِي أَنْ أَنَامَ عَلَى هَذَا الْفِرَاشِ، وَأَخَافُ أَنْ يَجِيءَ صَاحِبُهُ، فَقَالَ مُوسَى: ادْخُلْ فَإِذَا جَاءَ كَفَيْتُكَ، قَالَ لَهُ: ... فَكُنْ مَعِي فَإِن جالا مني وإياك جَمِيعًا، فَانْطَلَقَ هَارُونُ حَتَّى اضْطَجَعَ عَلَيْهِ وَأَخَذَهُ الْمَوْتُ فَقَالَ: يَا أَخِي جَذَعْتَنِي، وَرُفِعَ السَّرِيرُ وَالْقَصْرُ، فَلَمْ يُرَ مِنْهُمَا شَيْءٌ وَرَجَعَ مُوسَى، وَلَيْسَ هَارُونُ مَعَهُ فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: قَتَلْتَ أَخَاكَ لأَنَّهُ كَانَ أَحَبَّ فِينَا مِنْكَ وَكَانَ هَارُونُ فِيهِ لِينٌ لَهُمْ وَرِقَّةٌ، وَكَانَ مُوسَى فِيهِ غِلْظَةٌ وَشِدَّةٌ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: وَيْحُكُمْ أَقْتُلُ أَخِي؟ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ حَتَّى دَعَا اللَّهَ، فَأَنْزَلَ ذَلِكَ السَّرِيرَ الَّذِي رُفِعَ عَلَيْهِ هَارُونَ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَصَدَّقُوهُ، فَمَكَثَ مُوسَى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ خَرَجَ مُوسَى وَيُوشَعُ بْنُ النُّونِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، فَقَالَ يُوشَعُ: أَظُنُّ أَنَّهَا الْقِيَامَةُ فَالْتَزَمَ مُوسَى فَانْكَشَفَتْ وَقَدْ قُبِضَ مُوسَي وَبَقِيَ قَمِيصُهُ فِي يَدِ يُوشَعُ، فَرَجَعَ يُوشَعُ وَلَيْسَ مُوسَى مَعَهُ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: قَتَلْتَ مُوسَى لِيَكُونَ لَكَ الأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ فَأَرَادُوا قَتْلَهُ، فَقَالَ: خَلُّونِي ثَلاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى أَدْعُوَ اللَّهَ وَأَسْأَلَهُ فَأَخَلُّوهُ وَجَعَلُوا عَلَيْهِ حَرَسًا فَصَلَّى وَدَعَا اللَّهَ فَأُوتِيَ الْحَرَسُ فِي مَنَامِهِمْ فَقِيلَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: إِنَّ يُوشَعُ لَمْ يَقْتُلْ مُوسَى وَلَكِنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ إِلَيْهِ فَخَلُّوا سَبِيلَ يُوشَعَ وَمَضَتِ الأَرْبَعُونَ سَنَةً وَبَعَثَ اللَّهُ يُوشَعَ نَبِيًّا، وَأَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَاتِلُ الْجَبَّارِينَ فَخَرَجَ بِهِمْ بَعْدَ انْقِضَاءِ الأَرْبَعِينَ، وَقَدْ هَلَكَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ التِّيهَ مَعَ مُوسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَاتُوا جَمِيعًا فِي التِّيهِ غَيْرَ يُوشَعَ بْنِ النُّونِ وَكَالُوبَ بْنِ يُوفنَةَ وَإِنَّهُمَا بَقِيَا حَتَّى قَاتَلا الْجَبَّارِينَ بِالأَبْنَاءِ وَلَمْ يَقُلِ ابْنُ حُصَيْبٍ بِالأَبْنَاءِ، وَكَانَ مُوسَى حَيْثُ وَقَعَ التِّيهُ كَانَ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سِتُّ مِائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا لا يُعَدُّ فِيهِ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً وَلا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَخَرَجَ يُوشَعُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى لَقِيَ الْجَبَّارِينَ فَقَاتَلَهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَغَرَبَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ فَدَخَلَ السَّبْتُ فَحُرِّمَ عَلَيْهِمْ قِتَالُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ فَدَعَا الشَّمْسَ فَقَالَ: أَنْتِ فِي طَاعَةٍ وَأَنَا فِي طَاعَةٍ، اللَّهُمَّ ارْدُدْهَا عَلَيَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ حَتَّى تَحْكُمَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَرُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ وَزِيدَ فِي النَّهَارِ سَاعَةً حَتَّى نَاجَزَ الْقَوْمُ وَفَرَغَ مِنْ قِتَالِهِمْ، فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْجَبَّارِينَ يَجْتَمِعُ عَلَى قَتْلِهِ السِّتُّونَ وَالسَّبْعُونَ فَيَقْتُلُونَهُ فَفَرَغَ مِنْهُمْ، وَأَخَذَ غَنَائِمَهُمْ فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ فَوْقَ جَبَلٍ لِتَجِيءَ النَّارُ فَتَأْكُلَهَا كَمَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْغَنَائِمَ، فَلَمْ تَنْزِلِ النَّارُ إِلَى غَنَائِمِهِمْ، وَلَمْ تَقْرَبْهَا، فَقَالَ يُوشَعُ: إِنَّ لِلَّهِ فِيكُمْ بَقِيَّةً قَدْ غَلَلْتُمْ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لا تَأْكُلُ النَّارُ غَنَائِمَكُمْ، هَلُمُّوا فَبَايِعُونِي فَبَايَعَهُ إِنْسَانٌ إِنْسَانٌ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَبَايَعَ فَلَصِقَتْ يَدُهُ بِيَدِ يُوشَعَ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ صَاحِبُ الْغَنِيمَةِ تَعْلَمُ مَا عِنْدَكَ، فَإِنَّكَ قَدْ غَلَلْتَ فَجَاءَ بِرَأْسِ ثَوْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٍ بِالْيَاقُوتِ، فَأَمَرَ بِالرَّأْسِ وَبِالرَّجُلِ الَّذِي غَلَّ فَوُضِعَا عَلَى الْجَبَلِ مَعَ الْغَنِيمَةِ فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتِ الْغَنِيمَةَ وَأَحْرَقَتِ الرَّجُلَ
٧٣ - وَبِهِ أنبا ابْنُ زَيْدَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ الأَنْصَارِيِّ، قثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ ﷺ: " أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ مُوسَى لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ، فَلَطَمَهُ لَطْمَةً فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَرَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ ﷿، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا صَنَعَ بِهِ قَالَ: رَبِّ أَتَيْتُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِكَ لا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَصَنَعَ هَذَا بِعَيْنِي، قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ائْت عَبْدِي فَخَيِّرْهُ أَنْ يَضْرِبَ بِيَدِهِ عَلَى جِلْدِ ثَوْرٍ فَمَا وَارَتْ يَدُهُ مِنْ شَعْرِهِ، فَهُوَ يَعِيشُ بِهَا سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ، فَقَالَ ... مُوسَى: لا بَلِ الآنَ يَا رَبِّ إِنْ كَانَ لا بُدَّ وَلَكِنْ بِالأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، قَالَ: فَدُفِنَ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَلَوْ أَنِّي كُنْتُ عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ قَبْرِهِ "
٧٤ - وَحَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي الْحُصَيْبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ قَاسِمٌ: عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحُصَيْبِ، عَنْ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: بلعَمُ مِنْ مَدِينَةِ الْجَبَّارِينَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَكَانَ يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ، فَلَمَّا نَزَلَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِحَضْرَةِ الْمَدِينَةِ أَتَوْهُ بَنُو عَمِّهِ وَقَوْمُهُ فَقَالُوا: إِنَّ مُوسَى رَجُلٌ حَدِيدٌ وَلا نَأْمَنُ أَنْ يُهْلِكَنَا فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهُ وَقَوْمَهُ، فَقَالَ: إِنْ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ مُوسَى، ذَهَبَتْ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى دَعَا اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَسَلَخَهُ اللَّهُ مِمَّا أَتَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ ﵎ ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ﴾ [الأعراف: ١٧٥-١٧٦]، قَالَ: آثَرَ الدُّنْيَا ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ [الأعراف: ١٧٦]، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيَ عِلْمًا لَمْ يَنْتَفِعْ، وَإِنْ لَمْ يُؤْتَهُ فَهُوَ شَرٌّ
٧٥ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُنِيرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ بِأَصْبَهَانَ، ثنا عَمِّي أَبُو زُرْعَةَ، ثنا الْعَبَّاسُ أَبُو الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: «أُعْطِيَ دَاوُدُ ﵇ مِنْ حُسْنِ الصَّوْتِ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ قَطُّ حَتَّى أَنْ كَانَ الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ لَتَعْكُفُ حَوْلَهُ حَتَّى تَمُوتَ عَطَشًا وَجُوعًا وَإِنَّ الأَنْهَارَ لَتَقِفُ»
٧٦ - أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ، أنبا مَنْصُورٌ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنبا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلانِيُّ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذًا "
٧٧ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَحْمَدُ، أنبا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَرَشِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْعُكْبَرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْآدَمِيُّ، قَالا: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ، وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ فَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلا يَلْتَفِتُ، قَالَ: فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ هَذَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ تَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا حَجَرٌ إِلا خَرَّ سَاجِدًا وَلا يَسْجُدُونَ إِلا لِنَبِيٍّ وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ فِي رَعِيَّةِ الإِبِلِ، فَقَالَ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ إِذَا هُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ فَإِنَّ الرُّومَ إِنْ رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَيَقْتُلُوهُ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِسَبْعَةِ نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلا بُعِثَ إِلَيْهِ نَاسٌ، وَإِنَّا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بَعَثَنَا إِلَى طَرِيقِكَ هَذَا، فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ خَلَّفْتُمْ خَلْفَكُمْ أَحَدًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: لا إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ لَكَ لِطَرِيقِكَ هَذَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ؟ قَالُوا: لا، فَبَايَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طَالِبٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلالا وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ ". قَالَ الأَصَمُّ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لَهُ: فِي الدُّنْيَا مَخْلُوقٌ يُحَدِّثُ بِهِ غَيْرُ قُرَادٍ أَبُو نُوحٍ، وَسَمِعَ هَذَا أَحْمَدُ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَقُرَادٌ
٧٨ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنبا أَحْمَدُ أَبُو بَكْرٍ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَفَّافُ، أنبا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي»
٧٩ - وَبِهِ أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «كُلُّ حَسَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا حَسَبِي وَنَسَبِي»
٨٠ - بِهِ أنبا أَحْمَدُ، قَالَ: وَأَنبا الْحَسَنُ هُوَ ابْنُ شَاذَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ نَصْرٍ الْمِصْرِيُّ الشَّاعِرُ،.. ثنا أَبُو عُمَيْرٍ الأقيسُ بِمِصْرَ
٨١ - وَبِهِ أنبا أَحْمَدُ، أنبا الأَمِينُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو الأَزْهَرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزْدَادَ كَاتِبُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غَفْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا نَعَتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: " لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَّغِطِ وَلا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ كَانَ رَبْعَةً، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطِطِ وَلا السَّبَطِ كَانَ جَعْدًا رَجِلا وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ وَلا الْمُكَلْثَمِ كَانَ فِي الْوَجْهِ تَدْوِيرٌ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ، أَدْعَجَ الْعَيْنِ، أَهْدَبَ الأَشْفَارِ جَلِيلَ الْمُشَاشِ وَالْكَتَدِ، ذَا مَسْرُبَةٍ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّين، أَجْرَأَ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَوْفَاهُمْ بِذِمَّةٍ وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ ﷺ "
٨٢ - أنبا أَحْمَدُ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ، أنبا أَحْمَدُ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ السّوسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي أَتَانِي جِبْرِيلُ بِالْبُرَاقِ مُسْرَجًا مُلْجَمًا، فَذَهَبْتُ لأَرْكَبَهُ، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيَّ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ وَاللَّهِ مَا رَكِبَكَ نَبِيٌّ أَكْرَمُ مِنْهُ عَلَى اللَّهِ، قَالَ: فَارْفَضَّ الْبُرَاقُ عَرَقًا "
٨٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزُدَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَيْرُونٍ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، ثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَلامَةَ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ الْبَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ قُدَامَةُ، فَقَالَ لِي ابْنُ أُخْتِي: أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا، الْحَدِيثَ فِي ذِكْرِ مَنِ اسْمُهُ سَلامَةُ فِي أَوَّلِ الْجُزْءِ الرَّابِعِ وَالسِّيَر مِنَ التَّارِيخِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَيُنْظَرُ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ لِلطَّبَرَانِيِّ فِي ذِكْرِ سَلْمَانَ
٨٤ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْجِيلِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ صَدَقَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمحلبَانِ سَبْطُ ابْنِ السَّيَّافِ، قِيلَ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ الْجُرْجَانِيُّ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ، قَالَ: أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَرَشِيُّ الْحِيرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَرْحَمَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ هُوَ ابْنُ مُنِيبٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنبا عَوْفٌ، ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ،: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي ثُمَّ أَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فُظِعْتُ بِأَمْرِي وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ، قَالَ: فَقَعَدَ مُعْتَزِلا حَزِينًا فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ عَدُوُّ اللَّهِ فَجَاءَ فَجَلَسَ فَقَالَ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: نَعَمْ، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَمْ يُرِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ، فَدَعَا قَوْمَهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ إِلَيْكَ قَوْمَكَ أَتُحَدِّثُهُمْ بِمَا حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: نَعَمْ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا مَعَاشِرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ هَلُمَّ قَالَ: فَانْقَضَتِ الْمَجَالِسُ فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: حَدِّثْ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: نَعَمْ، قَالَ: فَمِنْ بَيْنَ مُصَفِّقٍ وَآخَرَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبًا لِلْكَذِبِ زَعَمَ قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ قَالَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ فَمَا زِلْتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ، قَالَ: فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عُقَيْلٍ أَوْ دَارِ عِقَالٍ، قَالَ: فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ". وَقَدْ كَانَ مَعَ هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يَحْفَظْهُ عَوْفٌ، قَالَ: فَقَالُوا: أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ وَاللَّهِ أَصَابَ "
٨٥ - وَبِهِ ثنا حَاجِبٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَأَنَا أُخْبِرُ قُرَيْشًا عَنْ مَسْرَايَ قَالَ: فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، قَالَ: فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ: فَرَفَعَهُ اللَّهُ ﷿ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ، قَالَ: فَحَانَتِ الصَّلاةُ فَأَمَمْتُهُمْ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ قِيلَ لِي: يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلامِ "
٨٦ - وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَأَنَا أُخْبِرُ قُرَيْشًا عَنْ مَسْرَايَ......
٨٧ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ الْمِصْرِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْظَمٍ الْفَامِيُّ قَدِمَ لِلْحَجِّ، أنبا نَصْرُ بْنُ مَكِّيٍّ بِبَلْخَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، وُلِدْتُ بَعْدَهُ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَحُمِلْتُ إِلَى مَكَّةَ وَأَنَا ابْنُ سَنَتَيْنِ
٨٨ - وَبِهِ أنبا مُحَمَّدُ بْنُ...... ، عَنْ جَابِرٍ يُخْبِرُ الْمِزِّيَّ، وَأَمَّا خَبَرُ.... ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ الْمَاجِشُونِ عِنْدَنَا غَيْرُ مَرْفُوعٍ
٨٩ - أنبا أَحْمَدُ الْعَاقُولِيُّ، أنبا الْقَزَّازُ، أنبا الْخَطِيبُ، أنبا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هَارُونَ، يَقُولُ: كُنَّا فِي الْبَحْرِ سَائِرِينَ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ، فَرَكَدَتْ عَلَيْنَا الرِّيحُ فَأَرْسَيْنَا إِلَى مُوضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْبرطونُ، وَمَعَنَا صَبِيٌّ صَقْلَبِيٌّ يُقَالُ لَهُ: أَيْمَنُ وَكَانَ مَعَهُ شِصٌّ يَصْطَادُ بِهِ السَّمَكَ، قَالَ: فَاصْطَادَ سَمَكَةً نَحْوًا مِنْ شِبْرٍ أَوْ أَقَلَّ، فَكَانَ عَلَى صَنِيفَتِهِ الْيُمْنَى مَكْتُوبٌ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَعَلَى قَذَالِهَا وَصَنِيفَةِ أُذُنِهَا الْيُسْرَى مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَكَانَ أَبْيَنَ مِنْ نَقْشٍ عَلَى حَجَرٍ وَكَانَتِ السَّمَكَةُ بَيْضَاءَ وَالْكِتَابَةُ كِتَابَةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهُ كُتِبَ بِحِبْرٍ قَالَ فَقَذَفْنَاهَا فِي الْبَحْرِ وَمُنِعَ النَّاسُ أَنْ يَصْيدُوا مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى أَوْغَلْنَا
٩٠ - أنبا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الْحَافِظُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنبا أَبُو الْمُظَفَّرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْكَاغدِيُّ، أنبا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ، قثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو زَكَرِيَّا الْكَلْبِيُّ، قثا عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ حَيْرَ الصَّدَقَةِ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَلَسَ عُثْمَانُ فِي الظِّلِّ يَكْتُبُ وَقَامَ عَلِيٌّ عَلَى رَأْسِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ مَا يَقُولُ عُمَرُ، وَعُمَرُ فِي الشَّمْسِ قَائِمٌ فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ عَلَيْهِ بُرْدَتَانِ سَوْدَاوَانِ مُتَّزِرًا بِوَاحِدَةٍ، قَدْ لَفَّ عَلَى رَأْسِهِ الأُخْرَى يَتَفَقَّدُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ يَكْتُبُ أَلْوَانَهَا وَأَنْسَابَهَا قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ لِعُثْمَانَ: سَمِعْتَ قَوْلَ بِنْتِ شُعَيْبٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ [القصص: ٢٦] قَالَ: ثُمَّ أَشَارَ عَلِيٌّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِيَدِهِ إِلَى عُمَرَ ﵀، فَقَالَ: هَذَا الْقَوِيُّ الأَمِينُ "
٩١ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَيْنَا جِبْرِيلُ ﵇ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﵇ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلا الْيَوْمَ، قَالَ: فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلا الْيَوْمَ، قَالَ: فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلا أُعْطِيتَهُ "
٩٢ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ التَّغْلِبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نيَارٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نيَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا صَلَّى عَلَيَّ عَبْدٌ مِنْ أُمَّتِي صَلاةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ إِلا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ»
٩٣ - وَبِهِ أنبا يَعْقُوبُ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ، قثا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قثا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زحر، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ خُرُوجًا إِذَا بُعِثُوا، وَقَائِدُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَشَفِيعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَمُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَيِسُوا، لِوَاءُ الْكَرَمِ بِيَدِي وَمَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ بِيَدِي، وَأَنَا أَكْرَمُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَئِذٍ عَلَى رَبِّي وَلا فَخْرَ، يَطُوفُ عَلَيَّ أَلْفُ خَادِمٍ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ»
٩٤ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، صِفِي لِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: " قَالَتْ: يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشَّمْسَ طَالِعَةً "
٩٥ - ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَحْرٍ الْخَلالُ، ثنا رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَأْتِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ يُصَلِّي فِيهِ، فَلْيَبْعَثْ بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِيهِ»
٩٦ - وَبِهِ ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «أَنَا قَائِدُ الْمُرْسَلِينَ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ مُشَفَّعٍ وَلا فَخْرَ»
٩٧ - ثنا يَعْقُوبُ، ثنا أَبُو شَرِيك يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ ضمَادٍ الْمُرَادِيُّ، أنبا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ»
٩٨ - قَرَأْتُ عَلَى الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الأَخْضَرِ، ذَكَرَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي، وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُبَابِ بْنِ مَخْلَدٍ الْمَعْرُوفُ بِالدَّقَّاقِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا رَبَاحٌ، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: صَامَ عُزَيْرٌ سَبْعًا فَقَالَ: يَا رَبِّ اضْطَرَبَتْ كُلْيَتَايَ فِي بَطْنِي حَتَّى كَلَمَتَا قَلْبِي، رَبِّ إِنِّي وَجَدْتُ لَكَ فِي كُلِّ ... مِنَ الْمَوَاشِي الضَّأْنُ، وَمِنَ الطَّيْرِ الْحَمَامُ، وَمِنَ النَّبَاتِ ... ، ومن، وَمِنَ الشَّجَرِ السُّوسُ، وَمِنَ الأَرْضِ الشَّامُ، وَمِنَ الشَّامِ إِيليَاءُ، وَمِنْ إِيليَاءَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ. وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثَ
٩٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْبَيِّعُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ السَّهْمِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، سَمِعْنَا: مَا سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلا مَاتَ قَتْلا أَوْ فَقْرًا
١٠٠ - وَبِهِ ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، ثنا جُبَارَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ ذَكَرَ الْقُنُوتَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ مَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ غَيْرَ شَهْرٍ وَاحِدٍ»
١٠١ - وَبِهِ ثنا أَبُو أَحْمَدَ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثنا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ، إِمَامُ مَسْجِدِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَمْزَةَ، يَعْنِي أَنَسًا: " خَرَجَ عُثْمَانُ مُهَاجِرًا إِلَى الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ ابْنَةُ النَّبِيِّ، وَاحْتَبَسَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ خَبَرُهُمْ فَكَانَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ عَنْهُمُ الْخَبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَحِبَهُمَا اللَّهُ إِنَّ عُثْمَانَ لأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ»
Página desconocida