8- ... حدثنا أحمد ، نا مصعب ، نا يعقوب ، نا أبي ، عن صالح بن كيسان ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " بينما ثلاثة رهط يمشون فأخذهم المطر ، فأووا إلي غار في جبل ، فبينما هم فيه انحطت صخرة من الجبل فأطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أفضل أعمال عملتموها لله ، فاسألوه بها لعله يفرج بها عنكم ، فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي أبوان كبيران ، وكان لي امرأة وولد صغير ، فكنت أرعى عليهم ، فإذا أرحت عليهم غنمي بدأت بأبوي فسقيتهما ، فنأت يوما الشجر ، فلم آت حتى ناما أبواي ، فطيبت الإناء ثم حلبت فيه ، ثم قمت بحلابي عند رأس أبوي والصبية يتضاغون عند رجلي ، أكره أن أبدأ بهم قبل أبوي ، وأكره أن أوقظهما من نومهما ، فلم أزل كذلك قائما حتى أضاء الفجر ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء ففرج الله فرجة فرأوا منها السماء ، فقال الآخر : اللهم إنها كانت لي بنت عم فأحببتها حتى كانت أحب الناس إلي فسألتها نفسها ، فقالت : لا ، حتى تأتيني بمائة دينار فسعيت ، حتى جمعت مائة دينار ، فأتيتها بها ، فلما كنت بين رجليها ، قالت : اتق الله ، ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، فأفرج لنا منها فرجة ، ففرج لهم منها فرجة وقال الثالث : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق ذرة ، فلما قضى عمله عرضته عليه فأبى أن يأخذه ، ورغب عنه ، فلم أزل أعتمل به حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ، فجاءني ، فقال : اتق الله وأعطني حقي ولا تظلمني ، فقلت : اذهب إلى تلك البقر ورعائها ، فقال : اتق الله ولا تهزأ بي ، فقلت : إني لا أهزأ بك ، اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها فذهب فاستاقها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي منها ، ففرج الله عز وجل عنهم فخرجوا يتماشون " .
Página 3