١٠ - حدثنا عبدُاللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِالعزيزِ، قالَ: حَدَّثَنَا داودُ بنُ رُشيدٍ، قالَ: حَدَّثَنَا شعيبٌ، عَنْ هشامٍ، عَنْ أَبِي الزبيرِ المكيِّ، عَنْ جابرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأنصاريِّ قالَ:
بعَثَنا رسولُ اللهِ ﷺ مَعَ أَبي عُبيدةَ بنِ الجراحِ ﵁ ونحنُ ثلاثُمئةٍ وبضعَ عشرةَ، وزوَّدَنا جِرابًا مِن تمرٍ، فَأَعطانا مِنه قَبْضَةً قَبْضَةً، فلمَّا أَنجَزْناه أَعطانا تَمْرَةً تَمْرَةً، فكُنا نمُصُّها كَمَا يمصُّ الصبيُّ، ونشربُ عَلَيْهَا مِن الماءِ، فلمَّا فقدْناها وجدْنا فَقْدَها، ثُمَّ كُنا نخبطُ الخَبَطَ بقِسيِّنا فنَستَفُّه ونشربُ عَلَيْهِ حَتَّى سُمِّينا جيشَ الخَبَطِ، ثُمَّ أَخَذنا عَلَى الساحلِ، فَإِذَا دابةٌ ميتةٌ مثلُ الكَثيبِ يُقالُ له: العنبرُ، فقالَ أبوعُبيدةَ: ميتةٌ لا تأكُلُوها، ثُمَّ قالَ: جيشُ رسولِ اللهِ ﷺ فِي سبيلِ اللهِ ﷿، ⦗٣٦⦘ ونحنُ مُضطرُّونَ، كُلوا بسمِ اللهِ، فأكَلْنا مِنه عشرينَ أَوْ خمسةَ عشرَ لَيْلَةً وصَنَعنا مِنه وَشيقةً.
قالَ: وَلَقَدْ جلسَ ثلاثةَ عشرَ رَجُلا مِنا / في موضعِ عَينهِ، وأخذَ أبوعُبيدةَ ضِلعًا مِن أضلاعِهِ فرحَلَ أَجْسَمَ بعيرٍ فِي أباعِرِ القومِ فأجازَهُ تحتَه، فلمَّا قدِمْنا عَلَى رسولِ اللهِ ﷺ قالَ: "مَا حَبَسَكم؟ " قُلنا: يَا رسولَ اللهِ كُنا تَبِعْنا عِيراتِ قريشٍ، وذكَرْنا لَهُ شأنَ الدَّابةِ، فقالَ: "إنَّما هُوَ رزقٌ رَزَقكموهُ اللهُ ﷿، أمَعَكم مِنه شيءٌ؟ " قُلنا: نَعم.
1 / 35