Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Géneros
فانتفض الإمبراطور وأكمد متغضبا وقال: ما شأن هؤلاء الطغام بها؟ - يجددون طلبها ويشددون فيه. - هل يريدون أن نوزعها عليهم؟ لعنة الله عليهم. - بل يريدون أن يروا الإمبراطورة محلاة بها كلها في حفلة عيد ميلادها غدا.
فاكفهر الإمبراطور وبقي نصف دقيقة ساكتا، ثم قال: من اقترح هذا الاقتراح الوقح؟ - اقترحه متسنرا وفروسن وفرنر وترمي، ويمكنني أن أقول إن جميع أفراد الحزب، وأيدهم كثيرون من الأحزاب الأخرى، كأن الحملة مدبرة من قبل، وهي حملة شديدة جدا. - عجبا عجبا! أما استطاع أحد من المخلصين أن يصمت هؤلاء المشاغبين؟ - إنهم كالذئاب الضارية لا يريدون أن يسمعوا غير كلامهم، ولا يمكن إسكاتهم إلا بالوعد بإجابة مطلبهم، كأنهم لا يثقون أن الحلي موجودة في حوزة جلالتها. وقد حاولنا أن نفهمهم أن البحث في هذا الموضوع في مجلس النواب أمر معيب، فلم يرعووا. - ورأيك؟ - رأيي أنه يحسن بجلالتها أن تتحلى بالحلي غدا لكي يراها جميع المدعوين. - ألا يمكن العدول عن إجابة هذا الطلب لكيلا يطمع هؤلاء المشاغبون بمزيد التداخل بأمور العرش الخصوصية؟ - لا لا، أخاف من سوء العقبى يا مولاي. - أي عقبى؟ - أخاف من شبه ثورة . - والآن؟ - أود أن تأمرني بوعدهم؛ لأنهم لا يستكون إلا على هذا الوعد. - تبا لهم من أشرار، عدهم وسأعلم كيف أؤدب أهل الفتنة.
ثم رد الإمبراطور بوق التلفون إلى مكانه واستلقى على كرسيه والغضب يوري زنادا من عينيه، وبقي يفكر برهة ثم ضغط زرا، فدخل الحاجب، فقال له: استدع في الحال الكولونل هان فرنر.
ثم دار إلى مكتبه وعنون ظرفا باسم مدام كاترين شراط، وكتب على ورقة سطرين، وفيما هو يطوي الورقة نقر الحاجب على الباب ودخل يقول: مولاي الكونت الدر فون كيس يلتمس الامتثال الآن لأمر معجل. - دعه يدخل.
فخرج الحاجب والإمبراطور لا يزال ممسكا بالورقة وهو يقول لنفسه: ماذا يريد هذا النذل الآن؟ لقد قبض راتبه أول أمس، هل يحمل هذا الزنيم مكيدة؟
عند ذلك دخل الدر فون كيس وانحنى ووقف، وأما الإمبراطور فتكلف الهشاشة له وقال: خير إن شاء الله يا كونت. - لا أنال من يدي مولاي إلا الخير. علمت أن كاترين تطلب أن يذهب ابننا من المدرسة رأسا إليها، الأمر الذي لا أحتمله، فأريد أن يكون ابني عندي في الإجازة المدرسية، فأرجو من جلالتكم أن تأمروا أن يبقى ابني عندي.
فابتسم الإمبراطور وقال: لا يكون إلا ما يرضيك يا كونت. - أرجو من جلالتك أمرا يمنع سفر الغلام؛ لأنه سيسافر غدا.
عند ذلك نقر الباب الآخر وأطلت إحدى وصيفات الإمبراطورة وقالت: مولاي، جلالة الملكة تلتمس مقابلة جلالتكم.
فوقف الإمبراطور في الحال مبغوتا، وألقى الورقة التي كانت في يده على الظرف وأومأ إلى الكونت أن يخرج، فتقهقر الكونت يريد الخروج إلى أن بلغ إلى الباب، وكان الإمبراطور قد خرج من الباب الآخر المؤدي إلى البهو الخاص، حيث كانت الإمبراطورة تنتظره. فلما رأى الكونت أن المكان قد خلا له وحده، تقدم بخفة إلى مكتب الإمبراطور وهو يلتفت إلى هنا وهناك، وفحص ما على المكتب بنظره، ثم أمسك ورقة، فرأى تحتها ظرفا معنونا باسم رئيسة دير الراعي الصالح، ثم أمسك الورقة الأخرى وإذا الظرف الذي تحتها معنون باسم زوجته مدام كاترين شراط، ففتحها بيد ترتجف فرقا، ولكنه سمع أو توهم أنه سمع حركة فطواها بسرعة كما كانت من غير أن يقرأها وألقاها على ظرف رئيسة الدير، ثم غطى ظرف مدام شراط بالورقة التي كانت على ظرف رئيسة الدير، فعل ذلك عمدا أو عن ارتباك الله أعلم. بيد أنه فعله بأسرع من لمح البرق وخرج، لم يبق في الغرفة بعد خروج الإمبراطور منها أكثر من نصف دقيقة.
أما الإمبراطور، فلما خرج إلى البهو الخاص رأى الإمبراطورة مستلقية على كرسي مكفهرة، فاضطرب وقال: ما الخبر؟
Página desconocida