Fátima Zahra y los Fatimíes
فاطمة الزهراء والفاطميون
Géneros
ولهذا حفظوا أنسابهم في الجاهلية ما استطاعوا وجاءهم الخطأ فيها من تقادم العهد وكثرة الرحلة وجهل الكتابة والقراءة.
وبعد الإسلام وجب حفظ الأنساب، ولجأوا إليه في تدوين الدواوين كما لجأوا إليه في ميادين القتال، فكلما حمى وطيس
3
القتال نودي في القوم: انتسبوا. ليستحي المرتد من الهزيمة التي يلحق عارها به وبذريته ما بقيت لهم سيرة في ذاكرة. •••
وعظمت العناية خاصة بذرية النبي عليه السلام، صونا للنسب الشريف، ودفعا للأدعياء من طلاب الخلافة، فلم يقع لبس قط في نسب أبناء فاطمة مدى الصدر الأول من الإسلام. ولم ينهض منهم قط إمام مشكوك في نسبه على عهد الدولة الأموية، ولم يكن الشك في النسب مطعنا في دعوى أحد منهم بعد قيام الدولة العباسية، ولم يزل أمرهم كذلك إلى أن قامت لهم دولة بالمغرب وسميت بالدولة الفاطمية. أما قبل ذلك فقد كان دعاة الدولة العباسية يناقشونهم الحجة في حق الخلافة مع اعترافهم بانتسابهم إلى السيدة فاطمة، ولا ينكرون عليهم صحة الانتساب إليها رضي الله عنها.
من ذاك ما روي عن المأمون أنه قال يوما لعلي بن موسى الرضا: «بم تدعون هذا الأمر؟ قال: بقرابة علي من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وبقرابة فاطمة رضي الله عنها، فقال له المأمون: إن لم يكن ها هنا إلا القرابة فقد خلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من كان أقرب إليه من علي أو من في مثل قدره، وإن كان بقرابة فاطمة من رسول الله
Página desconocida