Fath Rabbani Min Fatawa
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
Editor
أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]
Editorial
مكتبة الجيل الجديد
Ubicación del editor
صنعاء - اليمن
جوانبها، وعلى القبر الستور الفائقة فقال عند وصوله إلى باب: أمسيت بالخير يا أرحم الراحمين.
وفي الصحيح (١) عن ابن عباس في قوله تعالى:﴾ لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ﴿(٢)، قال: هذه أسماء رجال من قوم نوح، لما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون عليها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم يعبدوا، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت. وقال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم (٣).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (١/ ٦٦٧) عن ابن عباس موقوفا.
(٢) [نوح: ٢٣].
(٣) لذلك يجب مراعاة جانب المقاصد والنوايا عند زيارة القبور:
١ -) أن يكون مقصده الأساسي طاعة أمر رسول الله ﷺ الذي استحب للمسلمين زيارة القبور.
٢ -) أن يقصد الدعاء للميت والاستغفار له والسلام عليه، ولا يقصد دعاءه والاستغاثة به وطلب الحاجات منه فإنه في حاجة إلى من يدعو له لا إلى من يدعوه.
٣ -) أن يقصد تذكر الآخرة والألفاظ فيكون قيامه على مقابر الموتى حافزا له على الطاعات والإقلاع عن المعاصي.
٤ -) إذا شد رحله إلى مكة أو إلى المدينة أو إلى المسجد الأقصى وجب أن يكون مقصده الصلاة في هذه المساجد ثم إذا أراد أن يزور الموتى بمكة، أو قبور المدينة وفي مقدمتها قبر النبي ﷺ وصاحبيه أو قبور الأنبياء بالقدس فله ذلك كله شريطة أن يلتزم الاتباع لا الابتداع.
- وعليه مراعاة جانب الممارسات والتطبيقات العملية:
١ -) فلا يشد رحلا لزيارة القبور بل تكفيه زيارة القبور القريبة من محلة إقامته وكذلك القبور البعيدة التي يجتازها من غير قصد.
انظر: " مجموع الفتاوى " (٢٦/ ١٥٠).
٢ -) لا يدعو الموتى ولا يدعو بهم ولا يستغيث ولا يستعين بهم ولا يتحرى الصلاة عند قبورهم معتقدا أن ذلك أدعى للقبول.
٣ -) ولا يقول هجرا ولا ينطق بأي كلمة شركية أو موهمة للشرك مثل نداء الميت وطلب جواره وشفاعته منه ونحو ذلك مما يسخط الرب ﷾.
٤ -) ولا يتمسح بتراب القبر ولا بجدران الضريح إذا كان حوله جدران ولا يتبرك بشيء مما له صلة بالميت معتقدا أن ذلك ينفعه في دنياه أو في أخراه وليعلم أنه لا بركة ترجى إلا باتباع سيد المرسلين.
٥ -) وليحرص على الدعوات الواردة التي كان النبي ﷺ يدعو بها عند زيارة القبور ولا يشغل نفسه بتلاوة القرآن عند الزيارة لأن ذلك مما لا أصل له في السنة، ولو كانت مشروعة لفعلها رسول الله ﷺ ولعلمها لأصحابه.
انظر " مجموع الفتاوى " (٢٦/ ١٥٠) و" أحكام الجنائز " (ص ١٩١).
1 / 327