بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْمُؤلف
اسْمه وَنسبه:
هُوَ حمد بن مُحَمَّد الرائقي الصعيدي الْمَالِكِي.
هَذَا مَا اسْتَطَعْت الْوُصُول إِلَيْهِ فِي نسبه، إِذْ لم أجد من ترْجم لَهُ وكل مَا اسْتَطَعْت الْوُصُول إِلَيْهِ حِيَال نسبه مَأْخُوذ من النّسخ الَّتِي اعتمدت عَلَيْهَا، وعبثًا حاولت التنقيب فِي بطُون المراجع المختصة بِعلم الرِّجَال خلال الحقبة الَّتِي عَاشَ فِيهَا الرجل، وَلَكِنِّي لم أجد ذكرا لَهُ، فَأخذت أقدم فِي اسْمه وأؤخر عَسى أَن أَقف على تَرْجَمَة لَهُ من مثل أَحْمد بن مُحَمَّد، وَمُحَمّد بن مُحَمَّد، ومحمود بن مُحَمَّد، والسعيدي مَكَان الصعيدي والصعدي نِسْبَة لصعدة مَدِينَة فِي الْيمن، وَلَكِن كَانَ يردني أَنه مالكي وَأهل الْيمن إِمَّا زيود وَإِمَّا شافعية وَلَيْسَ فيهم مالكية، والمالكية فِي صَعِيد مصر كثر مِمَّا يُقَوي نسبته لصعيد مصر ويوهن نسبته لصعدة الْيمن فَقلت لَعَلَّه آفاقي فيهم فَعَسَى أَن أظفر بِشَيْء وَلَكِن ذهب جهدي أدراج الرِّيَاح، وكلمّا أعياني التنقيب أوقفت الْبَحْث يأسًا من العثور على شَيْء، ثمَّ إِذا عاودني النشاط عدت للبحث من جَدِيد وَهَكَذَا دواليك عَاميْنِ كَامِلين.
والصعيدي نِسْبَة لصعيد مصر إقليم وَاسع جدا فِي جنوب الْقَاهِرَة خرج مِنْهُ طَائِفَة كَبِيرَة من الْعلمَاء الأفاضل فِي مُخْتَلف الْعُلُوم والفنون.
والرائقي قَبيلَة فِي صَعِيد مصر لَا تزَال تحمل هَذَا المسمّى حسب مَا أَخْبرنِي بِهِ أحد الْفُضَلَاء من أَبنَاء ذَلِك الإِقليم.
1 / 127
وَالَّذِي يَبْدُو لي – وَالله أعلم – أَن صاحبنا عَاشَ فِي الصَّعِيد بَعيدا عَن مراكز الحضارة فِي مصر وَهَذَا مَا جعل الْمَعْنيين بالتراجم من أَمْثَال الجبرتي فِي تَارِيخه، ومبارك فِي خططه، والشوكاني فِي الْبَدْر الطالع، والبيطار فِي حلية الْبشر، وَابْن زبارة فِي النُّور السافر وَغَيرهم يغفلون ذكره.
كَمَا أَنه لم يحظ بتلامذة نجباء يحملون علمه واسْمه من بعده فيشتهر بهم؛ وَلِهَذَا عَاشَ الرجل مَجْهُولا، وَكم من عَالم نحرير خَفِي على الْعَالمين ببعده عَن مراكز الحضارة.
مولده ووفاته: بِمَا أننا لم نقف على تَرْجَمَة للرجل فَمن الْعَبَث الْجَزْم بتاريخ قَاطع لميلاده أَو وَفَاته، وكل مَا نستطيع القَوْل بِهِ فِي هَذَا الشَّأْن هُوَ تقريبي فَقَط بِنَاء على إشارات من كِتَابه مقربة للزمن لَا جازمة بِهِ، فَنَقُول: إِن الرجل عَاشَ مَا بَين الْعَام ١١٧٠، و١٢٥٠هـ تَقْرِيبًا، لِأَنَّهُ نقل من الشَّيْخ أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد السجاعي فِي موضِعين١ من كِتَابه فتح الْجَلِيل على شرح ابْن عقيل، _________ ١ - فِي اعتراضه على ابْن مَالك فِي بَاب أبنية الفاعلين والمفعولين إِذْ جمع فَاعِلا ومفعولًا على فاعلين ومفعولين مَعَ أَن المُرَاد بهما هُنَا الْأَبْنِيَة لَا الذوات، وَجمع السَّلامَة خَاص بالعقلاء وصفاتهم قَالَ فِي اللوحة: ٤١/ب: "بَاب أبنية: جمع بِنَاء وَالْمرَاد بِهِ الصِّيَغ أَي صِيغَة أَسمَاء الفاعلين جمع فَاعل والمفعولين جمع مفعول، وَاعْترض هَذَا الْجمع بِأَن فَاعِلا ومفعولًا اسمان للفظ وَهُوَ غير عَاقل، وَلَا يكون هَذَا الْجمع إِلَّا للعقلاء، وَأجِيب بِأَن مَا ذكر اسْم للمعنى والذوات الفاعلة أَو المفعولة لَا للفظ وغلّب الْعَاقِل على غَيره فساغ الْجمع أَفَادَهُ العلاّمة السجاعي عَن ابْن أم قَاسم" وَهُوَ فِي فتح الْجَلِيل. والموضع الثَّانِي الَّذِي نقل فِيهِ عَن السجاعي فِي اللوحة ٤٢/ب فِي الْخلاف فِي أبنية الصّفة المشبهة حول الْجَزْم بمدى قِيَاس فعيل دون فعْل من فعُل المضموم الْعين قَالَ: "قالو وَإِنَّمَا لم يصرّح بِالْقِيَاسِ لِأَنَّهُ لم يطّرد فيهمَا السماع اطرادًا يقطع فِيهِ بِالْقِيَاسِ، وَغَيره يرى أَن فعيلًا يُقَاس مطّردًا دون فعْل أَفَادَهُ الْعَلامَة السجاعي" وَهُوَ مَوْجُود فِي فتح الْجَلِيل.
مولده ووفاته: بِمَا أننا لم نقف على تَرْجَمَة للرجل فَمن الْعَبَث الْجَزْم بتاريخ قَاطع لميلاده أَو وَفَاته، وكل مَا نستطيع القَوْل بِهِ فِي هَذَا الشَّأْن هُوَ تقريبي فَقَط بِنَاء على إشارات من كِتَابه مقربة للزمن لَا جازمة بِهِ، فَنَقُول: إِن الرجل عَاشَ مَا بَين الْعَام ١١٧٠، و١٢٥٠هـ تَقْرِيبًا، لِأَنَّهُ نقل من الشَّيْخ أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد السجاعي فِي موضِعين١ من كِتَابه فتح الْجَلِيل على شرح ابْن عقيل، _________ ١ - فِي اعتراضه على ابْن مَالك فِي بَاب أبنية الفاعلين والمفعولين إِذْ جمع فَاعِلا ومفعولًا على فاعلين ومفعولين مَعَ أَن المُرَاد بهما هُنَا الْأَبْنِيَة لَا الذوات، وَجمع السَّلامَة خَاص بالعقلاء وصفاتهم قَالَ فِي اللوحة: ٤١/ب: "بَاب أبنية: جمع بِنَاء وَالْمرَاد بِهِ الصِّيَغ أَي صِيغَة أَسمَاء الفاعلين جمع فَاعل والمفعولين جمع مفعول، وَاعْترض هَذَا الْجمع بِأَن فَاعِلا ومفعولًا اسمان للفظ وَهُوَ غير عَاقل، وَلَا يكون هَذَا الْجمع إِلَّا للعقلاء، وَأجِيب بِأَن مَا ذكر اسْم للمعنى والذوات الفاعلة أَو المفعولة لَا للفظ وغلّب الْعَاقِل على غَيره فساغ الْجمع أَفَادَهُ العلاّمة السجاعي عَن ابْن أم قَاسم" وَهُوَ فِي فتح الْجَلِيل. والموضع الثَّانِي الَّذِي نقل فِيهِ عَن السجاعي فِي اللوحة ٤٢/ب فِي الْخلاف فِي أبنية الصّفة المشبهة حول الْجَزْم بمدى قِيَاس فعيل دون فعْل من فعُل المضموم الْعين قَالَ: "قالو وَإِنَّمَا لم يصرّح بِالْقِيَاسِ لِأَنَّهُ لم يطّرد فيهمَا السماع اطرادًا يقطع فِيهِ بِالْقِيَاسِ، وَغَيره يرى أَن فعيلًا يُقَاس مطّردًا دون فعْل أَفَادَهُ الْعَلامَة السجاعي" وَهُوَ مَوْجُود فِي فتح الْجَلِيل.
1 / 128
والسجاعي توفّي عَام ١١٩٧هـ، وَنقل من مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَمِير الْكَبِير١ دون أَن يذكر اسْمه صَرَاحَة فِي مَوضِع وَاحِد، والأمير توفّي عَام ١٢٣٣هـ، وَإِحْدَى النسختين اللَّتَيْنِ عملت عَلَيْهِمَا مؤرخة عَام ١٢٤٨هـ، وَهِي لَيست نُسْخَة الْمُؤلف بل منقولة عَنْهَا؛ وَبِنَاء على هَذَا نستنتج أنّ الرجل كَانَ حَيا خلال تِلْكَ الحقب الزمنية، وَأَنه كَانَ أَصْغَر من السجاعي لِأَنَّهُ كَانَ يصفه بالعلامة وَلَعَلَّ السجاعي من شُيُوخه، وَأَنه كَانَ قرينًا للأمير الْكَبِير لِأَنَّهُ وَصفه بِبَعْض الْمُحَقِّقين وَقد يكون زميلًا لَهُ.
_________
١ - فِي تَعْرِيف اللُّغَة فِي اللوحة ٦/ ب من النُّسْخَة ف قَالَ: "وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين اللُّغَة فِي الِاصْطِلَاح اسْتِعْمَال الْأَلْفَاظ لَا نفس الْأَلْفَاظ" وَكتب بالهامش المُرَاد من بِبَعْض الْمُحَقِّقين الشَّيْخ مُحَمَّد الْأَمِير فِي حَاشِيَته على الشذور. أ؟. من تَقْرِير الْمُؤلف.
1 / 129
دراسة الْكتاب
عنوانه:
الْكتاب عنوانه "فتح المتعال على القصيدة المسمّاة بلامية الْأَفْعَال" هَذَا هُوَ المدوّن على النسختين، وكما صرّح بِهِ الْمُؤلف: "وسمّيته بِفَتْح المتعال على القصيدة الْمُسَمَّاة بلامية الْأَفْعَال".
نِسْبَة الْكتاب للمؤلف: لَا شكّ فِي نِسْبَة الْكتاب للمؤلف إِذْ صرح الْمُؤلف باسمه فِي أول الْكتاب فَقَالَ: "الْحَمد لله على إفضاله، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَبعد فَيَقُول أحْوج الْعباد، وأخفض العبيد حمد بن مُحَمَّد الصعيدي الْمَالِكِي غفر الله لَهُ ولوالديه ولإخوانه وَالْمُسْلِمين آمين هَذَا تَعْلِيق لطيف على منظومة الإِمَام أبي عبد الله جمال الدّين مُحَمَّد بن مَالك...". وَمِمَّا يُؤَكد نِسْبَة الْكتاب للمؤلف مَا ذكره بروكلمان فِي تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ فِي النُّسْخَة الْعَرَبيَّة فِي حَدِيثه عَن لامية الْأَفْعَال وشروحها: ٥/٢٩٢ قَالَ "شرح لحمد بن مُحَمَّد السعيدي ميونخ ٧١٩" وَلكنه جعله السعيدي بِالسِّين بدل الصعيدي بالصَّاد.
مصَادر الْكتاب: اعْتمد الْمُؤلف كثيرا على الشَّرْح الْكَبِير لبحرق اليمني فِي شَرحه لامية الْأَفْعَال، وَهُوَ قد صرّح بذلك فَقَالَ: "اقتطفته من ثمار شرح الإِمام الْفَاضِل بحرق اليمني وَهُوَ المُرَاد بالشارح عِنْد الإِطلاق، وَبَعض كَلِمَات من غَيره".
نِسْبَة الْكتاب للمؤلف: لَا شكّ فِي نِسْبَة الْكتاب للمؤلف إِذْ صرح الْمُؤلف باسمه فِي أول الْكتاب فَقَالَ: "الْحَمد لله على إفضاله، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَبعد فَيَقُول أحْوج الْعباد، وأخفض العبيد حمد بن مُحَمَّد الصعيدي الْمَالِكِي غفر الله لَهُ ولوالديه ولإخوانه وَالْمُسْلِمين آمين هَذَا تَعْلِيق لطيف على منظومة الإِمَام أبي عبد الله جمال الدّين مُحَمَّد بن مَالك...". وَمِمَّا يُؤَكد نِسْبَة الْكتاب للمؤلف مَا ذكره بروكلمان فِي تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ فِي النُّسْخَة الْعَرَبيَّة فِي حَدِيثه عَن لامية الْأَفْعَال وشروحها: ٥/٢٩٢ قَالَ "شرح لحمد بن مُحَمَّد السعيدي ميونخ ٧١٩" وَلكنه جعله السعيدي بِالسِّين بدل الصعيدي بالصَّاد.
مصَادر الْكتاب: اعْتمد الْمُؤلف كثيرا على الشَّرْح الْكَبِير لبحرق اليمني فِي شَرحه لامية الْأَفْعَال، وَهُوَ قد صرّح بذلك فَقَالَ: "اقتطفته من ثمار شرح الإِمام الْفَاضِل بحرق اليمني وَهُوَ المُرَاد بالشارح عِنْد الإِطلاق، وَبَعض كَلِمَات من غَيره".
1 / 130
موقفه من ابْن مَالك:
لم يكن موقفه من ابْن مَالك موقف المسلّم المستسلم بِمَا قَالَ بل كَانَ يناقش ويرجح خلاف اخْتِيَار ابْن مَالك، إِذا بدا لَهُ أَن الصَّوَاب خِلَافه من مثل حَدِيثه عَن كسر عين مضارع فَعَلَ يَفْعِلُ إِذا كَانَ يائي اللَّام من مثل أَتَى يَأْتِي قَالَ: "وَلم يشذّ من هَذَا النَّوْع إِلَّا أَبى الشَّيْء يأباه إباء بموحدة، وَلم يستثنه النَّاظِم".
1 / 131
وَمن مثل حَدِيثه عَن الْمِثَال الواوي من فَعَلَ المفتوح الْعين قَالَ ١٣/ب: "قَالَ الشَّارِح: صرح فِي التسهيل بِأَن سَائِر الْعَرَب غير بني عَامر تلْزم كسر مضارع هَذَا النَّوْع، وَلم يسْتَثْن مِنْهُ شَيْء وَلَا شَرط لَهُ شرطا وَهُوَ مُقْتَضى النّظم، وَذَلِكَ عَجِيب مِنْهُ فَإِنَّهُ جَاءَت مِنْهُ أَفعَال بِالْفَتْح، بل إنّاَ نقُول بِاشْتِرَاط كَون لامه غير حرف حلق، فإنني تتبعت مواده فَوجدت حلقي اللَّام مِنْهُ مَفْتُوحًا كوجا الْأُنْثَيَيْنِ يجَأ رضّهما، ودعه يَدعه تَركه، ووزعه يزعه كَفه وَوضع يَضَعهُ" الخ.
وَقَالَ فِي مضارع فَعَلَ يَفْعُلُ مَفْتُوح الْعين فِي الْمَاضِي مضمومها فِي الْمُضَارع قَالَ ٢١/أ: "قَالَ الشَّارِح: شَرط فِي التسهيل للُزُوم الضَّم فِيمَا لامه وَاو أَن لَا يكون عينه حرف حلق، وَهُوَ مُقْتَضى كَلَام النَّاظِم فِيمَا سَيَأْتِي فِي الحلقي، وَكَأَنَّهُ لم يمعن النّظر فِي ذَلِك".
وَهَكَذَا كَانَ ديدنه، ولكنَّ أغلب مَا اعْترض بِهِ على ابْن مَالك هُوَ من كَلَام بحرق اليمني وللمصنف الِاخْتِيَار، وَالِاخْتِيَار دَلِيل الْمُوَافقَة، إِذْ قد اعْترض على الشَّارِح فِي إعرابه قَول ابْن مَالك فِي اللامية:
عين الْمُضَارع من فعلت حَيْثُ خلا ... من جالب الْفَتْح كالمبني من عتلا
فاكسر أَو اضمم إِذْ تعْيين بعضهما ... لفقد شهرةٍ أَو دَاع قد اعتزلا
عين مَنْصُوب على التَّنَازُع فَقَالَ الصعيدي ٢٤/ب: "عين الْمُضَارع مفعول بِهِ مقدّم لقَوْله اكسر، وَلَا يضرّه وُقُوعه بعد الْفَاء؛ لِأَنَّهَا زَائِدَة، ومفعول اضمم مَحْذُوف يدل عَلَيْهِ الْمَذْكُور، وَلَيْسَ من بَاب التَّنَازُع خلافًا للشَّارِح؛ لِأَن النَّاظِم لَا يرَاهُ فِي الْمُتَقَدّم".
1 / 132
وَكَذَلِكَ كَانَ موقفه من ابْن النَّاظِم يخطئه أَحْيَانًا كَمَا قَالَ فِي شرح هَذَا الْبَيْت:
فَعالة لخصال والفِعالة دع ... لحرفة أَو ولَايَة وَلَا تهلا
فَقَالَ: "قَالَ بدر الدّين رَحمَه الله تَعَالَى: الْخِصَال إِنَّمَا تبنى من فعُل المضموم نَحْو نظف نظافة قَالَ وَقد تقدّم أَن مصدره يَجِيء على فَعالة وفُعولة كالشجاعة والسهولة فَقَوله هُنَا فَعالة لخصال إِعَادَة مَحْضَة قَالَ الشَّارِح: وَعِنْدِي أَنه لَيْسَ بِإِعَادَة مَحْضَة بل هُوَ بَيَان أَعم من الأول فَإِنَّهُ ذكر فِيمَا مضى أَن فعُل بِالضَّمِّ يَجِيء مصدره الْمَقِيس على فَعالة وفُعُولة، وَأَرَادَ هُنَا أَن يبيّن أَن أَفعَال الْخِصَال من أَي فعل كَانَ يُقَاس مصدره على فعالة".
طَرِيقَته فِي الشَّرْح: يَبْدُو أَن الأسلوب الَّذِي سلكه الشَّيْخ خَالِد الْأَزْهَرِي فِي التَّصْرِيح، والأشموني فِي مَنْهَج السالك من دمج الْمُتُون الَّتِي يشرحونها بكلامهم حَتَّى يَكُونَا كلَاما وَاحِدًا يصعب التَّفْرِيق بَينهمَا قد راق لصاحبنا فسلكه؛ إِذْ نثر لامية الْأَفْعَال فِي كَلَامه نثرًا وخلطهما مَعًا فصارا شَيْئا وَاحِدًا، وَلم يصنع كَمَا صنع من قبله من شرّاح المنظومات بإيراد بَيت كَامِل ثمَّ يعقبه الشَّرْح، بل كَانَ صاحبنا يجزِّئ الْبَيْت أَجزَاء، ويشرح كلّ جُزْء على حِدة بِحَسب مُرَاده تسبقه أَحْيَانًا عبارَة "أَشَارَ لَهُ بقوله ". وَهَذَا الأسلوب الَّذِي سلكه جعله يلجأ إِلَى الْفَصْل بَين المتلازمين كالعاطف والمعطوف، وَالْجَار ومجروره، والمضاف والمضاف إِلَيْهِ من مثل شَرحه لهَذَا الْبَيْت:
طَرِيقَته فِي الشَّرْح: يَبْدُو أَن الأسلوب الَّذِي سلكه الشَّيْخ خَالِد الْأَزْهَرِي فِي التَّصْرِيح، والأشموني فِي مَنْهَج السالك من دمج الْمُتُون الَّتِي يشرحونها بكلامهم حَتَّى يَكُونَا كلَاما وَاحِدًا يصعب التَّفْرِيق بَينهمَا قد راق لصاحبنا فسلكه؛ إِذْ نثر لامية الْأَفْعَال فِي كَلَامه نثرًا وخلطهما مَعًا فصارا شَيْئا وَاحِدًا، وَلم يصنع كَمَا صنع من قبله من شرّاح المنظومات بإيراد بَيت كَامِل ثمَّ يعقبه الشَّرْح، بل كَانَ صاحبنا يجزِّئ الْبَيْت أَجزَاء، ويشرح كلّ جُزْء على حِدة بِحَسب مُرَاده تسبقه أَحْيَانًا عبارَة "أَشَارَ لَهُ بقوله ". وَهَذَا الأسلوب الَّذِي سلكه جعله يلجأ إِلَى الْفَصْل بَين المتلازمين كالعاطف والمعطوف، وَالْجَار ومجروره، والمضاف والمضاف إِلَيْهِ من مثل شَرحه لهَذَا الْبَيْت:
1 / 133
من أفْعَلَ الأمرُ أفْعِلْ واعزه لسوا
هـ كالمضارع ذِي الْجَزْم الَّذِي اختزلا
إِذْ جزّأه سِتَّة أَجزَاء فَقَالَ "من أَفْعَلَ الأمرُ أَفْعِلْ" الأمرُ مُبْتَدأ وأفعلْ بِقطع الْهمزَة الْمَفْتُوحَة وَكسر الْعين خَبره، وَمن أفعل مُتَعَلق بِمَحْذُوف صفة الْأَمر... ثمَّ قَالَ "واعزه" أَي الْأَمر "لسواه" أَي لسوى أفعل "كـ" صِيغَة "الْمُضَارع ذِي" أَي صَاحب "الْجَزْم الَّذِي اختزلا". كَمَا ترى قد فصل بَين الْجَار وَالْمَجْرُور فِي "كالمضارع"، والمضاف والمضاف إِلَيْهِ فِي "ذِي الْجَزْم"
وَلَو شَاءَ امْرُؤ أَن يستلّ لامية الْأَفْعَال من هَذَا الْكتاب لَكَانَ بمقدوره ذَلِك دون أَن يفقد مِنْهَا شَيْء وَلَكِن بعد عناء وَجهد جهيد.
وَهَذَا الأسلوب الَّذِي سلكه المُصَنّف جعلني أورد فِي الْحَاشِيَة أَبْيَات اللامية عِنْد ذكر الْمُؤلف أول كلمة من الْبَيْت المُرَاد شَرحه ليَكُون الْقَارئ على بَصِيرَة مِمَّا يُرَاد شَرحه لَهُ، وَإِذا كَانَت الفكرة الَّتِي يُرَاد شرحها تتكون من أَبْيَات مُتعَدِّدَة فإنني أوردهَا مجتمعة.
كَمَا أنني جعلت اللامية فِي الْمَتْن بَين قوسين كبيرين وبخط مُخْتَلف بِحَسب تجزئة الْمُؤلف لَهَا؛ لكَي يفرق الْقَارئ بَين الْمَتْن وَالشَّرْح هَكَذَا (وانقل لفاء الثلاثي) (شكل عين إِذا) (اعتلت) (وَكَانَ) (بتا الْإِضْمَار) (مُتَّصِلا)
وَلَو شِئْنَا جمع شتات هَذَا الْبَيْت لَكَانَ بِهَذِهِ الصُّورَة:
وانقل لفاء الثلاثي شكل عين إِذا اعـ
تلت وَكَانَ بتا الْإِضْمَار مُتَّصِلا
فَمَا وضع بَين ذَيْنك القوسين وَكتب بذلك الْخط فَهُوَ من اللامية.
1 / 134
شَرحه الْغَرِيب:
تمتلئ المصنفات الصرفية بالغريب والحوشيّ من الْكَلَام، والأوزان المهجورة الْآن من مثل: اِفْعَيَّلَ كاهْبَيَّخَ، اِفْعَنْلأ كاحْبَنْطَأَ، وَمن مثل فَهْعَلَ ك"رَهْمَسَ " وهَفْعَلَ ك"هَلْقَمَ" وهلمَّ جرَّا من هَذِه الأوزان الَّتِي لَا يعرف المتخصصون فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة مَعْنَاهَا وَلَا يضبطون مبناها إِلَّا بِالرُّجُوعِ للمعاجم، وَكَأن صاحبنا قد أحسَّ بِهَذَا؛ فتولّى شرح الْغَرِيب، وَضبط الْبناء كَقَوْلِه "وَمِنْهَا اِفْعَنْلَلَ كاحْرَنْجَمَ بِزِيَادَة همزَة الْوَصْل وَالنُّون بَين الْعين وَاللَّام الأولى، وَهُوَ لمطاوعة فَعْلَلَ كحَرْجَمْتُ الإبلَ فَتَحَرْجَمَتْ: أَي جمعتها فاجتمعت" وَقَالَ فِي الْأَفْعَال الثلاثية مَكْسُورَة الْعين فِي الْمَاضِي وَفِي مضارعها الْفَتْح وَالْكَسْر مَعًا قَالَ "الثَّانِي وَغِرَ بغين مُعْجمَة يُقَال وَغِرَ صدرُه يَغِرُ وَيوْغَرُ إِذا توقَّدَ غيظًا" وَقَالَ فِي الْأَفْعَال الثلاثية المضعّفة اللَّازِمَة الَّتِي سمع فِي مضارعها الْكسر قِيَاسا وَالضَّم شذوذًا "السَّابِع عشر: نَسَّ الشيءُ بالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة يُقَال نَسَّ اللحمُ ينِسُّ وينُسُّ أَي جفَّ وَذَهَبت رطوبته".
شواهده: شَوَاهِد الصّرْف فِي الْجُمْلَة قَليلَة لَا ترقى إِلَى مستوى شَوَاهِد النَّحْو؛ وَلِهَذَا نجد أغلب كتب التصريف شحيحة فِي شواهدها، وصاحبنا تنوّعت شواهده إِذْ اسْتشْهد بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم، وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة، وأشعار الْعَرَب، وأمثالهم، وَلكنهَا كَمَا قلت قَليلَة يَأْتِي فِي صدارتها شواهده من الْقُرْآن الَّتِي ناهزت ثَمَانِينَ شَاهدا، وَكَانَ الْمُؤلف يُورد فِي بعض الْأَحَايِين الشَّاهِد من الْقُرْآن دون إِشْعَار بِأَنَّهُ آيَة، بل كَانَ يجتزئ من الْآيَة بموطن الشَّاهِد كاستشهاده على مَجِيء فِعْلِ
شواهده: شَوَاهِد الصّرْف فِي الْجُمْلَة قَليلَة لَا ترقى إِلَى مستوى شَوَاهِد النَّحْو؛ وَلِهَذَا نجد أغلب كتب التصريف شحيحة فِي شواهدها، وصاحبنا تنوّعت شواهده إِذْ اسْتشْهد بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم، وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة، وأشعار الْعَرَب، وأمثالهم، وَلكنهَا كَمَا قلت قَليلَة يَأْتِي فِي صدارتها شواهده من الْقُرْآن الَّتِي ناهزت ثَمَانِينَ شَاهدا، وَكَانَ الْمُؤلف يُورد فِي بعض الْأَحَايِين الشَّاهِد من الْقُرْآن دون إِشْعَار بِأَنَّهُ آيَة، بل كَانَ يجتزئ من الْآيَة بموطن الشَّاهِد كاستشهاده على مَجِيء فِعْلِ
1 / 135
الْأَمر من أَفْعَلَ على أَفْعِلْ قَالَ: "فِعْلُ الْأَمر الْكَائِن من أَفْعَلَ كأَكْرَمَ بزنة أَفْعِلْ كأَكْرِمْ زيدا و﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا﴾ و﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ﴾ و﴿أَلْقِ عَصَاكَ﴾ وَقَالَ فِي معنى فعّل المضعّف الْعين "وَيكون أَيْضا لإِفادة معنى التكثير نَحْو ﴿وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ ﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ﴾ ﴿وَغَلَّقَتِ الأَبْوَاب﴾ وَهَكَذَا يُورد الْآيَات دون إِشْعَار بِأَنَّهَا آيَة، بل ربّما اجتزأ بِكَلِمَة وَاحِدَة مِنْهَا من مثل استشهاده على وجوب كسر همزَة الْوَصْل وَعدم الِاعْتِدَاد بالحركة الْعَارِضَة فِي عين أَمر الثلاثي إِذا كَانَت مَكْسُورَة فِي الأَصْل وطرأ عَلَيْهَا الضَّم فَقَالَ "وَاحْترز بقوله لُزُوم الضَّم مِمَّا لم يكن الضَّم فِيهِ لَازِما نَحْو ﴿امْشُوا﴾ فاجتزأ بِهَذِهِ الْكَلِمَة من الْآيَة السَّادِسَة من سُورَة ص.
وَكَانَ يستشهد بالقراءات الشاذة وَلكنه كَانَ ينبِّه على ذَلِك بقوله وَقُرِئَ شذوذًا.
أما عَلَيْهِ شواهده من حَدِيث رَسُول الله صلى الله وَسلم فَكَانَت فِي الْمرتبَة الثَّانِيَة، وَلكنهَا لَا تبلغ فِي الْكَثْرَة شواهده من الْقُرْآن كاستشهاده بقوله ﷺ: "لَا خلابة" و"الْوَلَد مَبْخَلَة مَجْبَنَة" و"السِّوَاك مطهرة للفم مرضاة للرب".
أما شواهده من أشعار الْعَرَب فَهِيَ تعدّ على أَصَابِع الْيَد الْوَاحِدَة، وَمَعَ قلتهَا فَلم يعلّق عَلَيْهَا، وَعزا وَاحِدًا مِنْهَا فَقَط مَعَ أَنه مَحل نزاع.
وَاسْتشْهدَ بِمثل وَاحِد من أَمْثَال الْعَرَب وَهُوَ قَوْلهم "برق خلّب" وَفِي الْجُمْلَة شَوَاهِد الصّرْف قَليلَة فِي هَذَا الْكتاب وَغَيره.
1 / 136
لامية الْأَفْعَال
لامية الْأَفْعَال لِابْنِ مَالك منظومة صرفية من الْبَحْر الْبَسِيط بلغ عدد أبياتها مائَة وَأَرْبَعَة عشر بَيْتا، وسمّيت بِهَذَا الِاسْم؛ لِأَنَّهَا بنيت على رويّ اللَّام، وأضيفت إِلَى الْأَفْعَال تَغْلِيبًا لَهَا لَا اختصاصًا بهَا.
مباحثها: اشْتَمَلت اللامية على بعضٍ من تصريف الْأَفْعَال، واشتملت على مَا كَانَ الْحَدث بَعْضًا من دلَالَته فِي تصريف الْأَسْمَاء، وأخلت بِبَعْض، فقد بدأها النَّاظِم بِالْحَدِيثِ عَن تصريف الْفِعْل المجرّد رباعيًّا كَانَ أَو ثلاثيًا، مَعَ بَيَان مضارعه، وحركة عين الْمُضَارع من الثلاثي، والمواطن الَّتِي ينقاس فيهمَا ضمّ عين الْمُضَارع، وَكسرهَا وَفتحهَا، ثمَّ تحدث عَن اتِّصَال ضمائر الرّفْع المتحركة بالأفعال الجوفاء، وَمَا يطْرَأ على فَاء الْفِعْل بِسَبَب هَذَا الِاتِّصَال، ثمَّ ذكر أبنية الْمَزِيد فِيهِ سَوَاء كَانَت الزِّيَادَة للمعنى أم للمبنى، وَذكر فِي هَذَا أبنية نادرة جدا من كل رهمس وهلقم وترمس وجلمط واعثوجج واعلنكس واجفأظّ وترهشف وزهزق، ثمَّ تحدث عَن بِنَاء الْفِعْل الْمُضَارع فَذكر فِيهِ حُرُوف المضارعة "أنيت" وحركة حرف المضارعة فتحهَا وَضمّهَا وَكسرهَا، وحركة مَا قبل آخِره، ثمَّ عرّج على الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول وأَوضح كَيْفيَّة بنائِهِ وَمَا يطْرَأ عَلَيْهِ من تَغْيِير ثمَّ أنهى المطاف فِي تصريف الْأَفْعَال بِالْحَدِيثِ عَن فعل الْأَمر. وَفِي تصريف الْأَسْمَاء تحدث عَن أبنية أَسمَاء الفاعلين والمفعولين وَالصِّفَات المشبهة بأسماء الفاعلين، ثمَّ ذكر أبنية المصادر من الثلاثي وَغَيره قياسية كَانَت أم سماعية، وتحدث عَن مَا صِيغ مِنْهَا للدلالة على المرّة والهيئة،
مباحثها: اشْتَمَلت اللامية على بعضٍ من تصريف الْأَفْعَال، واشتملت على مَا كَانَ الْحَدث بَعْضًا من دلَالَته فِي تصريف الْأَسْمَاء، وأخلت بِبَعْض، فقد بدأها النَّاظِم بِالْحَدِيثِ عَن تصريف الْفِعْل المجرّد رباعيًّا كَانَ أَو ثلاثيًا، مَعَ بَيَان مضارعه، وحركة عين الْمُضَارع من الثلاثي، والمواطن الَّتِي ينقاس فيهمَا ضمّ عين الْمُضَارع، وَكسرهَا وَفتحهَا، ثمَّ تحدث عَن اتِّصَال ضمائر الرّفْع المتحركة بالأفعال الجوفاء، وَمَا يطْرَأ على فَاء الْفِعْل بِسَبَب هَذَا الِاتِّصَال، ثمَّ ذكر أبنية الْمَزِيد فِيهِ سَوَاء كَانَت الزِّيَادَة للمعنى أم للمبنى، وَذكر فِي هَذَا أبنية نادرة جدا من كل رهمس وهلقم وترمس وجلمط واعثوجج واعلنكس واجفأظّ وترهشف وزهزق، ثمَّ تحدث عَن بِنَاء الْفِعْل الْمُضَارع فَذكر فِيهِ حُرُوف المضارعة "أنيت" وحركة حرف المضارعة فتحهَا وَضمّهَا وَكسرهَا، وحركة مَا قبل آخِره، ثمَّ عرّج على الْفِعْل الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول وأَوضح كَيْفيَّة بنائِهِ وَمَا يطْرَأ عَلَيْهِ من تَغْيِير ثمَّ أنهى المطاف فِي تصريف الْأَفْعَال بِالْحَدِيثِ عَن فعل الْأَمر. وَفِي تصريف الْأَسْمَاء تحدث عَن أبنية أَسمَاء الفاعلين والمفعولين وَالصِّفَات المشبهة بأسماء الفاعلين، ثمَّ ذكر أبنية المصادر من الثلاثي وَغَيره قياسية كَانَت أم سماعية، وتحدث عَن مَا صِيغ مِنْهَا للدلالة على المرّة والهيئة،
1 / 137
وَعقد بَابا للْحَدِيث عَن مَا صِيغ على وزن مفعَلٍ أَو مفعِلٍ سَوَاء أُرِيد بِهِ الْمصدر أم الظّرْف، وَأَشَارَ قبل نِهَايَة الْمَنْظُومَة إِلَى مَا صاغته الْعَرَب على وزن مَفْعَلَةٍ للدلالة على كَثْرَة الشَّيْء فِي الْمَكَان، واختتم منظومته بِالْحَدِيثِ عَن اسْم الْآلَة.
من خلال هَذَا الْعرض السَّرِيع لما حوته لامية الْأَفْعَال يتبيَّن لنا أَنَّهَا قد أخلّت بِبَعْض مبَاحث عَامَّة كالميزان الصرفي، والإلحاق، والاشتقاق.
ومباحث تخصُّ تصريف الْأَفْعَال من مثل أَحْكَام توكيد الْفِعْل، ومعاني صِيغ الزِّيَادَة وَهُوَ مَبْحَث مهمٌّ جدا، والتعدي واللزوم وعلاماتها، وَالْفِعْل اللفيف وَأَحْكَامه، والجامد والمشتق.
ومباحث تخصُّ تصريف الْأَسْمَاء وَهِي كَثِيرَة جدًّا مثل أبنية الْأَسْمَاء المجرّدة الثلاثية والرباعية والخماسية، والتذكير والتأنيث، وَجمع التكسير، والمقصور والمنقوص والممدود، والتصغير، وَلَعَلَّ ابْن مَالك لَا حَظّ أَن الْحَدث لَيْسَ من دلَالَة هَذِه الْأَبْوَاب فَأَعْرض عَنْهَا.
شُرُوح اللامية: تصدّى للامية الْأَفْعَال عُلَمَاء كَثِيرُونَ شرحوها أعرف من شروحها: ١ - شرح: ابْن النَّاظِم وسأتحدث عَن شَرحه فِي الْفَصْل الَّذِي بعد هَذَا. ٢ - شرح: مُحَمَّد بن دهقان النَّسَفِيّ الْمُتَوفَّى عَام ٨١٨هـ، ويسمّى شَرحه "شرح تصريف الْمِفْتَاح" وَيُوجد مِنْهُ نُسْخَة فِي الآصفية برقم ٢/٨٩٢/٨١. _________ ١ - تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ: ٥/٢٩٢.
شُرُوح اللامية: تصدّى للامية الْأَفْعَال عُلَمَاء كَثِيرُونَ شرحوها أعرف من شروحها: ١ - شرح: ابْن النَّاظِم وسأتحدث عَن شَرحه فِي الْفَصْل الَّذِي بعد هَذَا. ٢ - شرح: مُحَمَّد بن دهقان النَّسَفِيّ الْمُتَوفَّى عَام ٨١٨هـ، ويسمّى شَرحه "شرح تصريف الْمِفْتَاح" وَيُوجد مِنْهُ نُسْخَة فِي الآصفية برقم ٢/٨٩٢/٨١. _________ ١ - تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ: ٥/٢٩٢.
1 / 138
٣ - شرح: مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الْبرمَاوِيّ الْمُتَوفَّى سنة ٨٣١هـ،، وتوجد نُسْخَة من شَرحه فِي المكتبة الأزهرية برقم ٢٠٣، وَأُخْرَى فِي ليدن برقم ١٩٧، وثالثة فِي الأسكوريال برقم ٢/ ١٤٤١.
٤ - شرح: مُحَمَّد بن عَبَّاس التلمساني، وسمّى شَرحه تَحْقِيق الْمقَال وتسهيل المنال فِي شرح لامية الْأَفْعَال، انْتهى مِنْهُ عَام ٧٥١؟، وَيُوجد من شَرحه نُسْخَة فِي الأسكوريال ثَانِي ١٦ برقم ٣/ ٧٩، ٢٧٠٢.
٥ - شرح: بحرق اليمني وَله عَلَيْهَا شرحان. كَبِير وصغير وسأتحدث عَنْهُمَا فِيمَا بعد.
٦ - شرح: عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الفكوت القسمطيني وَشَرحه هَذَا مطوَّل وَمِنْه نُسْخَة فِي المَكتبة الوطبية بتونس ذكرهَا مُحَقّق شرح ابْن النَّاظِم دون أَن يحدد رقمها٣.
٧ - شرح يَعْقُوب بن سعيد المكلاتي، وَمِنْه نُسْخَة فِي تونس فِي الْقرَوِيين برقم ٤٢/أ. ب.؟، ونسخة فِي الأسكوريال ثَان ١٦/رقم٤، وثالثة فِي المتحف البريطاني برقم ٥٤٨/٢٤.
٨ - – شرح: مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الطنجي وَمِنْهَا نُسْخَة فِي الجزائر أَشَارَ لَهَا بروكلمان٥.
٩ - – شرح: أبي الْعَبَّاس أمد بن مُحَمَّد الدلاني المغربي الْمُتَوفَّى سنة ١١٢٨هـ أَشَارَ إِلَيْهِ بروكلمان
_________
١ - تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ: ٥/٢٩٢.
٢ - الْمرجع السَّابِع: ٥/٢٩٢.
٣ - شرح ابْن النَّاظِم:٢٩.
٤ - تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ: ٥/٢٩٢.
٥ - الْمرجع السَّابِق: ٥/٢٩٢.
1 / 139
١٠ - – شرح: أبي الْعَبَّاس الوهراني وَمِنْهَا نُسْخَة فِي الأسكوريال أَشَارَ إِلَيْهَا بروكلمان١.
١١ - – شرح: بدر الدّين الحسني الْمُتَوفَّى عَام ١٣٥٤هـ.
١٢ - – شرح: ابْن يحيى هَكَذَا وَمن شَرحه نُسْخَة فِي المكتبة الأزهرية برقم ٩٩٦ أَشَارَ إِلَيْهَا مُحَقّق التسهيل٢.
١٣ - – شرح: لمجهول وَمن هَذَا الشَّرْح عدَّة نسخ فِي الأسكوريال ثَان ١٦/٦، ١،١٤٣، وَأُخْرَى فِي الأمبروزيانا أَشَارَ إِلَيْهَا بروكلمنان٣، وثالثة فِي المكتبة الأزهرية صرف برقم ٩٩٧٤.
١٤ - – شرح: حمد بن مُحَمَّد الصعيدي الْمَالِكِي وَهُوَ كتَابنَا هَذَا.
_________
١ - الْمرجع السَّابِق: ٥/٢٩٣.
٢ - تسهيل الْفَوَائِد: ٣١.
٣ - تَارِيخ الْأَدَب الْعَرَبِيّ: ٥/٢٩٣.
٤ - مُقَدّمَة التسهيل: ٣١.
1 / 140
موازنة بَين هَذَا الْكتاب وَشرح النَّاظِم وَفتح الأقفال
...
موازنة بَين هَذَا الْكتاب
وَشرح ابْن النَّاظِم وَفتح الأقفال
الموازنة بَين كتابين تَقْتَضِي من الموازِن أَن يُقَابل بَين الدقائق الَّتِي يوازن بَينهَا، ويتتبع الْمسَائِل مَسْأَلَة مَسْأَلَة، وَكَيف عالج الْمُؤَلّفَة نصوصه واستشهاده على مسَائِله، وغزارة مادته العلمية، وتوثيقه للمسائل، وَينظر فِيمَن أَجَاد فِي هَذِه وأخلّ بِتِلْكَ وَهَذَا الْعَمَل يتطلب بحثا طَويلا يخرج بِنَا عَن المسار المرسوم لنا لَو سلكناه، ولكننا هُنَا نحاول أَن نوازن موازنة عَامَّة تضئ لنا الدَّرْب لنعلم من خلالها كَيفَ أَفَادَ الْمُتَأَخر من الْمُتَقَدّم فِي إحسانه، وَكَيف عالج مَا وَقع فِيهِ من قبله من مزالق.
التَّعْرِيف بالكتب - شرح ابْن النَّاظِم ... أَولا: التَّعْرِيف بالكتب: أشرح ابْن النَّاظِم على الرغم من صغر حجم شرح ابْن النَّاظِم فَإِنَّهُ يعدّ أصلا مهما فِي شُرُوح اللامية؛ لِأَنَّهُ أَولهَا ظهورًا، وَالشَّارِح ابنٌ للناظم أدرى النَّاس بِمُرَاد أَبِيه، وَمن تصدّى لشرح اللامية فلابدَّ أَن يكون هَذَا الشَّرْح بَين يَدَيْهِ.
طبعات الْكتاب: طبع الْكتاب أَكثر من مرّة أذكر مِنْهَا: ١ - طبع الْكتاب دونما تَحْقِيق فِي مطابع مصطفى البابي الْحلَبِي عَام ١٣٦٧هـ، وَهُوَ يَقع فِي سِتِّينَ صحيفَة من الْقطع الصَّغِير، وَعِنْدِي مِنْهُ نُسْخَة أحضرتها من السنغال.
التَّعْرِيف بالكتب - شرح ابْن النَّاظِم ... أَولا: التَّعْرِيف بالكتب: أشرح ابْن النَّاظِم على الرغم من صغر حجم شرح ابْن النَّاظِم فَإِنَّهُ يعدّ أصلا مهما فِي شُرُوح اللامية؛ لِأَنَّهُ أَولهَا ظهورًا، وَالشَّارِح ابنٌ للناظم أدرى النَّاس بِمُرَاد أَبِيه، وَمن تصدّى لشرح اللامية فلابدَّ أَن يكون هَذَا الشَّرْح بَين يَدَيْهِ.
طبعات الْكتاب: طبع الْكتاب أَكثر من مرّة أذكر مِنْهَا: ١ - طبع الْكتاب دونما تَحْقِيق فِي مطابع مصطفى البابي الْحلَبِي عَام ١٣٦٧هـ، وَهُوَ يَقع فِي سِتِّينَ صحيفَة من الْقطع الصَّغِير، وَعِنْدِي مِنْهُ نُسْخَة أحضرتها من السنغال.
1 / 141
ب - فتح الأقفال:
فتح الأقفال بشرح لامية الْأَفْعَال الْمَشْهُور بالشرح الْكَبِير لجمال الدّين مُحَمَّد بن عمر الْحمير الْحَضْرَمِيّ الْمَعْرُوف ببحرق هَذَا هُوَ عنوان الْكتاب الَّذِي نَحن بصدد الموازنة بَينه وَبَين شرح ابْن النَّاظِم وَشرح الصعيدي.
وَهُوَ أحد شرحين لبحرق على لامية الْأَفْعَال، وَالْآخر يُسمى الشَّرْح الصَّغِير، وَهُوَ مُخْتَصر من الشَّرْح الْكَبِير جرده من كثير من الْأَمْثِلَة المبسوطة فِي الشَّرْح الْكَبِير.
وَمِمَّا لَا شكّ فِيهِ أَن بحرق قد اطلع على أَكثر من شرح للاّمية مِنْهَا شرح ابْن النَّاظِم، وَأفَاد من تِلْكَ الشُّرُوح.
1 / 142
طبعات الْكتاب:
طبع فتح الأقفال ثَلَاث مرّات:
الأولى: عَام ١٩٥٠م، فِي الْقَاهِرَة، وَهِي طبعة مصححة بِمَعْرِفَة لجنة من الْعلمَاء برئاسة الشَّيْخ أَحْمد أسعد عَليّ، وَلم أَقف عَلَيْهَا.
الثَّانِيَة: عَام ١٩٥٤م بمطبعة مصطفى البابي الْحلَبِي، وَهِي تقع فِي ثَلَاث وَسبعين صحيفَة من الْقطع الْمُتَوَسّط، وأسطرها مضغوطة فِي صفحاتها، وَهِي خَالِيَة من التَّحْقِيق العلمي، وَقد حاول صَاحب المطبعة إخْرَاجهَا بمخرج مَقْبُول فأوكل تصحيحها إِلَى سيّد أَحْمد شيخ مُوسَى الصومالي فاجتهد وَلم يحالفه التَّوْفِيق فِي كثير من الْمَوَاضِع.
الثَّالِثَة: عَام ١٤١٤هـ طبعتها كُلية الْآدَاب بجامعة الكويت، وحققها الدكتور: مصطفى النّحاس، وَهِي تقع فِي مِائَتَيْنِ وَخمْس وَخمسين صحيفَة من الْقطع الْمُتَوَسّط، وجلُّ عمل الْمُحَقق مُقَارنَة النّسخ، وَضبط الْكتاب بالشكل.
ج - فتح المتعال: هَذَا هُوَ عنوان كتَابنَا الْمُحَقق وَقد سبقت دراسته والتعريف بِهِ. ثَانِيًا: عرض الْمسَائِل عِنْدهم: عِنْدَمَا يُرِيد ابْن النَّاظِم أَن يشْرَح فكرة فَإِنَّهُ يصدِّرها بِبَيْت من اللامية ثمَّ يتولّى شرح ذَلِك الْبَيْت شرحًا موجزًا مفسّرًا بالأمثلة دون إسهاب فِيهَا بل يجتزئ بالمثال الْوَاحِد الدَّال على الْقَاعِدَة، وَإِن كَانَ الْأَمر يلْزم الْحصْر فَإِنَّهُ يحصر كَأَن يَقُول: وَلم يرد مِنْهُ سوى تِسْعَة أَفعَال هِيَ.. ثمَّ يوردها، وَيذكر اخْتِلَاف اللُّغَات إِذا كَانَ يَنْبَنِي عَلَيْهَا حكم صرفي كَقَوْلِه فِي مضارع وَرِعَ يَرِعُ "وَحكى سِيبَوَيْهٍ يورع".
ج - فتح المتعال: هَذَا هُوَ عنوان كتَابنَا الْمُحَقق وَقد سبقت دراسته والتعريف بِهِ. ثَانِيًا: عرض الْمسَائِل عِنْدهم: عِنْدَمَا يُرِيد ابْن النَّاظِم أَن يشْرَح فكرة فَإِنَّهُ يصدِّرها بِبَيْت من اللامية ثمَّ يتولّى شرح ذَلِك الْبَيْت شرحًا موجزًا مفسّرًا بالأمثلة دون إسهاب فِيهَا بل يجتزئ بالمثال الْوَاحِد الدَّال على الْقَاعِدَة، وَإِن كَانَ الْأَمر يلْزم الْحصْر فَإِنَّهُ يحصر كَأَن يَقُول: وَلم يرد مِنْهُ سوى تِسْعَة أَفعَال هِيَ.. ثمَّ يوردها، وَيذكر اخْتِلَاف اللُّغَات إِذا كَانَ يَنْبَنِي عَلَيْهَا حكم صرفي كَقَوْلِه فِي مضارع وَرِعَ يَرِعُ "وَحكى سِيبَوَيْهٍ يورع".
1 / 143
أما بحرق فَإِنَّهُ يذكر أَبْيَات اللامية وَلكنه جعل كِتَابه معجمًا للأمثلة؛ إِذْ يَسُوق على الْقَاعِدَة الْوَاحِدَة الْكثير من الْأَمْثِلَة، وَقد بلغ بَعْضهَا ثَلَاثمِائَة وَسبعين مِثَالا على قَاعِدَة وَاحِدَة وَهُوَ قد صرّح بذلك فِي مُقَدّمَة شَرحه فَقَالَ: "فَلهَذَا شرحت أَنا هَذِه الْمَنْظُومَة شرحًا مطابقًا لغَرَض النَّاظِم ﵀ فبسطت القَوْل فِي الْبَاب الأول بِكَثْرَة الْأَمْثِلَة الَّتِي يُحتاج إِلَيْهَا فَذكرت للْفِعْل الرباعي نَحْو مائَة مِثَال، ولفعُل المضموم مائَة أَيْضا، ولفعِل المكسور ثَلَاثمِائَة وَسبعين مِنْهَا أَرْبَعِينَ لونًا" وَكَانَ يرتب أمثلته حسب تَرْتِيب الْقَامُوس فَيبْدَأ بِمَا آخِره همزَة، ثمَّ مَا آخِره بَاء، وَهَكَذَا مَعَ مُرَاعَاة التَّرْتِيب الداخلي حَتَّى يصل إِلَى آخر الْأَمْثِلَة.
وتوسط الصعيدي بَينهمَا فِي هَذَا الْمِضْمَار فَلم يسرف إِسْرَاف بحرق وَلم يوجز إيجاز ابْن النَّاظِم، بل كَانَ يمثل لقواعده بأمثلة يضمن مَعهَا إِيضَاح الْقَاعِدَة للقارئ.
ثَالِثا: شواهدهم: اسْتشْهد ابْن النَّاظِم بِإِحْدَى عشرَة آيَة فَقَط، وَلم يستشهد بالأحاديث، وَبقول وَاحِد لعمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وبأربعة عشر بَيْتا من الشّعْر مِنْهَا ثَمَانِيَة من الرجز وَالْبَاقِي من القصيد. أما بحرق فقد فاقت شواهده من الْقُرْآن مِائَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَاهدا، وَاسْتشْهدَ من الحَدِيث بأَرْبعَة عشر حَدِيثا، وبثلاثة أَقْوَال للْعَرَب، وبثلاثة عشر بَيْتا من الشّعْر مِنْهَا تِسْعَة من الرجز وَالْبَاقِي من القصيد. أما الصعيدي فَكَانَ أَيْضا وسطا إِذْ اسْتشْهد بِمَا يُقَارب الثَّمَانِينَ آيَة وَعشرَة
ثَالِثا: شواهدهم: اسْتشْهد ابْن النَّاظِم بِإِحْدَى عشرَة آيَة فَقَط، وَلم يستشهد بالأحاديث، وَبقول وَاحِد لعمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وبأربعة عشر بَيْتا من الشّعْر مِنْهَا ثَمَانِيَة من الرجز وَالْبَاقِي من القصيد. أما بحرق فقد فاقت شواهده من الْقُرْآن مِائَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَاهدا، وَاسْتشْهدَ من الحَدِيث بأَرْبعَة عشر حَدِيثا، وبثلاثة أَقْوَال للْعَرَب، وبثلاثة عشر بَيْتا من الشّعْر مِنْهَا تِسْعَة من الرجز وَالْبَاقِي من القصيد. أما الصعيدي فَكَانَ أَيْضا وسطا إِذْ اسْتشْهد بِمَا يُقَارب الثَّمَانِينَ آيَة وَعشرَة
1 / 144
أَحَادِيث، أما الشواهد الشعرية فَإِنَّهُ أقل الْقَوْم إِذْ لم تبلغ شواهده خَمْسَة أَبْيَات.
وَكلهمْ كَانَ يعلق على الشَّاهِد بِمَا يضمن مَعَه فهم وَجه الاستشهاد بِهِ.
رَابِعا: موقفهم من النَّاظِم: فِي هَذَا الْجَانِب تطغى كفة بحرق إِذْ كَانَ يكثر من التَّنْبِيهَات الَّتِي يسْتَدرك فِيهَا على النَّاظِم، أَو يردّ عَلَيْهِ أَو يُقيد مَا أطلقهُ. أما ابْن النَّاظِم فَلَيْسَ عِنْده من هَذَا شَيْء يذكر. وَأما الصعيدي فَهُوَ مُوَافق لبحرق فِي هَذَا الْجَانِب إِذْ جلّ تنبيهاته مستلة من بحرق، وَكَانَ أَمينا فِي نَقله فَهُوَ يصدّر كل تَنْبِيه بقوله قَالَ الشَّارِح وَالْمرَاد بِهِ بحرق كَمَا صرّح بِهِ فِي مُقَدّمَة كِتَابه.
خَامِسًا: التَّعَرُّض للمسائل الخلافية: الْمسَائِل الخلافية فِي الصّرْف قَليلَة لَا تصل حدّ الْخلاف فِي النَّحْو، وَمَعَ ذَلِك نجد خلافًا بَين الصرفيين فِي بعض الْمسَائِل كالرباعي المضعف مثل وسوس أهوَ على وزن فَعْلَلَ أم فَعْفَعَ، وَوزن فُعْلَلٍ كجُؤْذَرٍ أهوَ بِنَاء أُصَلِّي أم هُوَ متفرع عَن فُعْلُلٍ كبُرْثُنٍ، وَهل الْمَحْذُوف من اسْم مفعول الثلاثي الأجوف الْعين أم وَاو مفعول. مثل هَذِه الْمسَائِل ابْن النَّاظِم لم يقف عِنْدهَا وَلم يذكرهَا، أما بحرق فَإِنَّهُ يذكر مثل هَذِه الخلافات ويختار مَا يرَاهُ راجحًا قَالَ متحدثًا عَن وزن طَقْطَقَ: "هَذِه الْأَمْثِلَة ربَاعِية أَصْلِيَّة عِنْد الْبَصرِيين؛ لِأَن وَزنهَا فَعْلَلَ لَا فَعْفَعَ، وَعند الْكُوفِيّين أَن نَحْو كَبْكَبَهُ مِمَّا يَصح الْمَعْنى بِإِسْقَاط ثالثه من مزِيد الثلاثي"١ _________ ١ - فتح الأقفال: ٤٠.
رَابِعا: موقفهم من النَّاظِم: فِي هَذَا الْجَانِب تطغى كفة بحرق إِذْ كَانَ يكثر من التَّنْبِيهَات الَّتِي يسْتَدرك فِيهَا على النَّاظِم، أَو يردّ عَلَيْهِ أَو يُقيد مَا أطلقهُ. أما ابْن النَّاظِم فَلَيْسَ عِنْده من هَذَا شَيْء يذكر. وَأما الصعيدي فَهُوَ مُوَافق لبحرق فِي هَذَا الْجَانِب إِذْ جلّ تنبيهاته مستلة من بحرق، وَكَانَ أَمينا فِي نَقله فَهُوَ يصدّر كل تَنْبِيه بقوله قَالَ الشَّارِح وَالْمرَاد بِهِ بحرق كَمَا صرّح بِهِ فِي مُقَدّمَة كِتَابه.
خَامِسًا: التَّعَرُّض للمسائل الخلافية: الْمسَائِل الخلافية فِي الصّرْف قَليلَة لَا تصل حدّ الْخلاف فِي النَّحْو، وَمَعَ ذَلِك نجد خلافًا بَين الصرفيين فِي بعض الْمسَائِل كالرباعي المضعف مثل وسوس أهوَ على وزن فَعْلَلَ أم فَعْفَعَ، وَوزن فُعْلَلٍ كجُؤْذَرٍ أهوَ بِنَاء أُصَلِّي أم هُوَ متفرع عَن فُعْلُلٍ كبُرْثُنٍ، وَهل الْمَحْذُوف من اسْم مفعول الثلاثي الأجوف الْعين أم وَاو مفعول. مثل هَذِه الْمسَائِل ابْن النَّاظِم لم يقف عِنْدهَا وَلم يذكرهَا، أما بحرق فَإِنَّهُ يذكر مثل هَذِه الخلافات ويختار مَا يرَاهُ راجحًا قَالَ متحدثًا عَن وزن طَقْطَقَ: "هَذِه الْأَمْثِلَة ربَاعِية أَصْلِيَّة عِنْد الْبَصرِيين؛ لِأَن وَزنهَا فَعْلَلَ لَا فَعْفَعَ، وَعند الْكُوفِيّين أَن نَحْو كَبْكَبَهُ مِمَّا يَصح الْمَعْنى بِإِسْقَاط ثالثه من مزِيد الثلاثي"١ _________ ١ - فتح الأقفال: ٤٠.
1 / 145
وصف النّسخ الخطية
اعتمدت فِي تَحْقِيق الْكتاب على نسختين خطيتين:
الأولى: فِي مكتبة الْحرم النَّبَوِيّ الشريف برقم ٣٥/٤١٥، ورمزت لَهَا بالرمز (ح) أول كلمة حرم، وَقد جَعلتهَا أصلا.
وَهِي تقع فِي سبعين لوحة، فِي كل لوحة صحيفتان، رمزت لليسرى مِنْهُمَا وَهِي الَّتِي فِيهَا الترقيم الْأَصْلِيّ للمخطوطة بالرموز (أ)، ورمزت للَّتِي فِي ظهرهَا بالرمز (ب) .
وكل صحيفَة مِنْهَا تضم وَاحِدًا وَعشْرين سطرًا، فِي كل سطر إِحْدَى عشرَة كلمة تَقْرِيبًا.
وَهَذِه النُّسْخَة قد قوبلت على نُسْخَة الْمُؤلف، ويشيع فِي صفحاتها عبارَة: بلغ مُقَابلَة على نُسْخَة الْمُؤلف.
وكتبت بِخَط النّسخ الْجَمِيل، وَنَصّ اللامية فِيهَا بالمداد الْأَحْمَر مِمَّا جعلهَا تبدو فِي التَّصْوِير باهتة.
وَيظْهر أَنه قد سقط مِنْهَا ورقة العنوان فَألْحق بهَا بِخَط مُخْتَلف عَن خطّ الْأُم، وَلم يسْقط مِنْهَا شَيْء مَا عَداهَا.
وتاريخ نسخهَا دُوّن بِالْيَوْمِ والشهر، وَتركت السّنة، وناسخها عبد الْقَادِر الْمَازِني الْجَوْهَرِي فِي سَابِع يَوْم خلا من رَجَب الْفَرد على التَّمام والكمال، ويبدو أَن النَّاسِخ لَيْسَ من طلبة الْعلم إِذْ فَاتَهُ شَيْء كثير من الأخطاء الإِملائية والنحوية.
1 / 147