Fath Majid
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
Investigador
محمد حامد الفقي
Editorial
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
Número de edición
السابعة
Año de publicación
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
Ubicación del editor
مصر
Géneros
١ هو قوله: "يبتغي بها وجه الله" ومن قالها يبتغي بها وجه الله لابد أن يعمل ويخلص عمله لله.
قوله: "باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب" أي ولا عذاب. "قلت": تحقيقه تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي ١. _________ ١ في قرة العيون: وتحقيق التوحيد عزيز في الأمة لا يوجد إلا في أهل الإيمان الخلص الذين أخلصهم الله واصطفاهم من خلقه كما قال تعالى في يوسف ﵇: ٢٤: ١٢ (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) بفتح اللام، وفي قراءة (المخلصين) بكسرها، وهم في صدر هذه الأمة كثيرون وفي آخرها هم الغرباء، وقد قلوا، وهم الأعظمون قدرا عند الله. وقال تعالى عن خليله ﵇: ٦: ٧٨، ٧٩ (قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) أي أخلصت ديني وأفردت عبادتي للذي فطر السماوات والأرض أي خلقهما وابتدعهما على غير مثال سبق (حنيفا) أي في حال كوني حنيفا أي مائلا عن الشرك إلى التوحيد. ولهذا قال: (وما أنا من المشركين)، ونظائر هذه الآية في القرآن كثير. كقوله: (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا)، وقال تعالى: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) . قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى في الآية: يقول تعالى مخبرا عمن أسلم وجهه لله أي أخلص له العمل وانقاد لأوامره واتبع شرعه، ولهذا قال: (وهو محسن) أي في عمله واتباع ما أمر به وترك ما عنه زجر. فدلت هذه الآية العظيمة على أن كمال الإخلاص إنما يوجد بترك الشرك والبراءة منه وممن فعله كما تقدم في الباب قبل هذا.
1 / 57