وقد ورد في بعض روايات " صحيح مسلم " عد بعض هذه الخصال، ولفظه: " أعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان " (١) . فأشار إلى أن خصال الإيمان منها قول باللسان، ومنها ما هو عمل بالجوارح ومنها ما هو قائم بالقلب، ولم يزد في شيء من هذه الروايات على هذه الخصال.
وقد انتدب لعدها طائفة من العلماء كالحليمي (٢) والبيهقي وابن شاهين وغيرهم، فذكروا أن كل ما ورد تسميته إيمانا في الكتاب والسنة من الأقوال والأعمال وبلغ بها بعضهم سبع وسبعين، وبعضهم تسعا وسبعين. وفي القطع على أن ذلك هو مراد الرسول ﷺ من هذه الخصال عسر (٣) كذا قاله ابن الصلاح وهو كما قال.
_________
(١) مسلم (٣٥ /٥٨) .
(٢) هو أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي، ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ومات في شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وأربعمائة له كتاب في شعب الإيمان سماه " المنهاج " وهو مطبوع في ثلاث مجلدات وقال الذهبي: وللحافظ أبي بكر البيهقي اعتناء بكلام الحليمي ولا سيما في كتاب " شعب الإيمان ". وقال ابن الصلاح في " صيانة صحيح مسلم " (ص: ١٩٦): " وقد صنفت في ذلك مصنفات من أغزرها فوائد " كتاب المنهاج " لأبي عبد الله الحليمي إمام الشافعيين ببخارى. وكان من رفعاء أئمة المسلمين " انتهى، وله ترجمة حافلة في " طبقات الشافعية " للسبكي (٤/٣٣٣ - ٣٤٣) . وله ترجمة في " السير " (١٧/٢٣١ - ٢٣٣) .
(٣) في " ف ": " عشر " بالشين المعجمة، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق لما في " صيانة صحيح مسلم " لابن الصلاح (ص: ١٩٦) .
1 / 33