Conquista de Andalucía

Mustafa Kamil d. 1326 AH
28

Conquista de Andalucía

فتح الأندلس

Géneros

مريم :

ما هذه الحيلة؟

عباد :

افتكر نسيم أن نسم الأمير أو نسم طارقا، إلا أني رأيت أن الخطر حليف الفكرتين، فاستصوبت أن نأتي بجندي، ونكتب له رسالة وننسبها إلى الرئيس محمود، ونقول فيها: إن طارقا مات، ولا بد من إرجاع الجنود؛ لأن الحزن مستول على قلوبهم. وعندما يقدمها ذلك الجندي للأمير أشير عليه بإرجاع الجنود، فيضطر لإرجاعهم، وهنالك نقتل الجندي حتى إذا عاد الجيش، ورأى الأمير أن طارقا حي، وسألنا عن الجندي نقول: إنه مات. وبذلك لا يعلم للأمر سر.

مريم :

لله هذه الحيلة! ولله عباد! لقد اطمأن الآن خاطري على وطني، وارتاح ضميري لهذه المكيدة الجليلة، إلا أني أرى أنه من الواجب علي أن أنبهك لأمر مهم للغاية، وهو أن ذلك الجندي يكون من البربر الحديثي العهد بالإسلام؛ لأني أظن أن العرب لا يجسر أحد منهم على خيانة بلاده لهذه الدرجة.

عباد :

حقيقة إن العرب لا يجسر أحد منهم على القيام بهذه المكيدة؛ لأنهم اشتهروا بين سائر الأمم بشدة حرصهم على مصالح بلادهم، وعظيم إخلاصهم لأوطانهم، فضلا عن أن العرب أهل ذكاء وحذق شديدين، فإذا كلفنا أحدهم بهذا العمل لا شك أنه يفهم من أول لحظة أننا سنقتله بعد قيامه بمأموريته، بخلاف البربر، فإنهم أقل من أجلاف العرب نفسا، وأعظم شراهة وأكبر غباوة، ومن السهل على الإنسان أن يستخدمهم في مثل هذه الأمور.

مريم :

الحمد لله على هذا التوفيق، هيا بنا يا حبيبي نخرج من هذا المكان الآن؛ لئلا يطلع أحد على سرنا.

Página desconocida