ويؤمنون أن الإيمان قول وفعل ونية، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما فعله الخوارج؛ بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي، كما قال في القصاص: {فمن عفي له من أخيه شيء} . [البقرة: 178] . وقال: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} . [الحجرات: 9] . ولا يسلبون الفاسق اسم الإيمان بالكلية فيخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة، بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان قال تعالى: {فتحرير رقبة مؤمنة} . [النساء: 92] . ولا يدخل في الاسم الإيمان المطلق، قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} . [الأنفال: 2] . وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو # مؤمن" 1. ويقولون هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولا يعطى اسم الإيمان المطلق ولا يسلب اسم مطلق الإيمان ومن أصولهم: سلامة قلوبهم وألسنتهم، قال تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} . [الحشر: 10] .
Página 93