La gloriosa victoria de Dios en la explicación del libro de la unidad
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
Géneros
11- وأما فضلها: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال موسى: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: يا رب، كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضيين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت لا إله إلا الله" رواه ابن حبان والحاكم وصححه الترمذي وحسنه1.قوله: يا رب علمني شيئا أي خصصني بشيء أذكرك عن النسيان وأدعوك به عند تفاقم الأمر وتوالي الحدثان، قال الله تعالى: يا موسى قل: لا إله إلا الله منبها على أنها هي الموجبة لخلق الثقلين وهي الفارقة بين الكفر والإسلام، قال موسى: يا رب كل عبادك يقولون هذا أي عباد الطاعة لا عباد القهر لأنه قد علم بالكتاب والسنة والأخبار المتواترة والأحاديث المتوافرة أن الكفار قديما وحديثا أنكروها وأنكروا على من أمرهم بها، قال فرعون: {قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين} . [الشعراء: 29] . قوم إبراهيم لما قال لهم: {أإفكا # آلهة دون الله تريدون} . [الصافات: 86] . {قالوا ابنوا له} . [الصافات: 97] . قوم نوج لما قال لهم: {يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} . [الأعراف: 59] . {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين} . [الشعراء: 116] . وقوم هود لما قال لهم:
{اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} . [هود:50] . {إن هذا إلا خلق الأولين} . [الشعراء: 137] . وهلم جرا أي كل نبي لما دعا قومه إلى توحيد الألوهية أنكروه واستكبروا وزادوا نفورا قال تعالى: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون} . [الذاريات: 52، 53] . فهؤلاء مع تكذبيهم للرسل عبيد الله قال تعالى: {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا} . [مريم: 93] .
وأما عبيد الطاعة الذين قاموا بتوحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وصدقوا الرسل بما جاؤوا به وعملوا بما قالوا، فالله أعلم قول موسى: كل عبادك يقولون هذا يعني بهم عبيد الطاعة الذين قالوا: لا إله إلا الله وعملوا بها فنبه الله تعالى على أنها أفضل الأذكار والأدعية لو أن السماوات السبع وعامرهن وفي رواية وعمارهن غيري مستثنيا نفسه المقدسة لأنه لا يقابلها بشيء ليس كمثله ولم يكن له كفوا أحد في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله واعلم أن ليس المراد منها لفظها لأن اللفظ إذا كتب وحط في الميزان لقابله ثلاث شعيرات عن الخلائق والتوكل على رب الخلائق وعبادته وحده لا شريك له فهذا هو المعظم وهو المثقل بالسماوات والأرضيين ومن فيهن إلا الله فتأمل.
Página 141