243

Fath Rahman

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

Editor

محمد علي الصابوني

Editorial

دار القرآن الكريم

Edición

الأولى

Año de publicación

1403 AH

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

Exégesis
العبد فيه، بزيادةٍ أو نقصٍ، أو لأنَّه يستوي فيه جميعُ الخلائق، بخلافِ ماء الأرض فيهما، فكان تشبيهُ الحياةِ به أنسبَ.
٨ - قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ والْأَرضِ. . إلى قوله: فسَيَقُولُونَ اللَّهُ)
إن قلتَ: هذا يدل على أنهم معترفون بأنَّ الله هو الخالقُ، الرازقُ، المدبِّرُ، فكيفَ عبدوا الأصنام؟!
قلتُ: كلُّهُم كانوا يعتقدون بعبادتهم الأصنامَ، عبادةَ اللَّهِ تعالى، والتقرُّبَ إليه، لكنْ بطرقٍ مختلفةٍ. ففرقةٌ قالت: ليستْ لنا أهليَّةٌ لعبادةِ اللَّهِ تعالى، بلا واسطة لعظمتِهِ، فعبدْنَاها لتقرِّبنا إليه تعالى، كما قال حكايةً عنهم " ما نعبدهم إِلَاّ ليُقَرِّبونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى ". وفرقةٌ قالت: الملائكة ذَوُو جاهٍ ومنزلةٍ عند الله، فاتَّخذنا أصنامًا على هيئة الملائكة، ليقرِّبونا إلى اللَّهِ. وفرقةٌ قالت: جعلنا الأصنام قبلةً لنا في عبادة الله تعالى، كما أنَّ الكعبة قبلةٌ في عبادته.
وفرقةٌ اعتقدتْ أنَّ على كل صنمٍ شيطانًا، موكَّلًا بأمر الله، فمن عَبَدَ الصَّنم حقَّ عبادته، قضى الشيطانُ

1 / 246