Fath Al-Qawiyy Al-Mateen

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
58

Fath Al-Qawiyy Al-Mateen

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله

Editorial

دار ابن القيم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Ubicación del editor

الدمام المملكة العربية السعودية

Géneros

الإيمانُ به، فإنَّ أيَّ شيء يجب الإيمان به تابعٌ للإيمان بالله، وأمَّا الإيمانُ باليوم الآخر ففيه التذكير بالمعَاد والجزاء على الأعمال، إن خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ. ٢ قوله: "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيرًا أو ليصمت"، هذه كلمةٌ جامعةٌ من جوامع كَلِمه ﷺ، مقتضاها وجوب حفظ اللسان من الكلام إلاَّ في خير، قال النووي في شرح هذا الحديث: "قال الشافعي رحمه الله تعالى: معنى الحديث إذا أراد أن يتكلَّم فليُفكِّر، فإن ظهر أنَّه لا ضرر عليه تكلَّم، وإن ظهر أنَّ فيه ضررًا وشكَّ فيه أمسك، وقال الإمام الجليل أبو محمد بن أبي زيد إمام المالكية بالمغرب في زمنه: جميعُ آداب الخير تتفرَّع من أربعة أحاديث: قول النَّبيِّ ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)، وقوله ﷺ: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) وقوله ﷺ للذي اختصر له الوصيَّة: (لا تغضب)، وقوله: (لا يؤمن أحدُكم حتَّى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه) "، ونقل النووي عن بعضهم أنَّه قال: "لو كنتم تشترون الكاغَد للحفظة لسكتُّم عن كثير من الكلام". ٣ الخير اسمٌ يُقابله الشر، ويأتي أيضًا"خير"أفعل تفضيل حذفت منه الهمزة، وقد جاء الجمع بينهما في قول الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ﴾ ٤ قوله: "ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم جارَه"، حقُّ الجار من الحقوق المؤكَّدة على جاره، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الترغيب في إكرام الجار والترهيب من إيذائه وإلحاق الضرر به، ومنها

1 / 62