Fath Al-Qawiyy Al-Mateen

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
39

Fath Al-Qawiyy Al-Mateen

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله

Editorial

دار ابن القيم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Ubicación del editor

الدمام المملكة العربية السعودية

Géneros

المعاصي بريد الكفر؛ لأنَّ النفسَ إذا وقعت في المخالفة تدرَّجت من مفسدة إلى أخرى أكبر منها، قيل: وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾، يريد أنَّهم تدرَّجوا بالمعاصي إلى قتل الأنبياء، وفي الحديث: "لعن الله السارق يسرق البيضة فتُقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده"، أي: يتدرَّج من البيضة والحبل إلى السرقة". ٥ النعمان بن بشير ﵄ من صغار الصحابة، وقد توفي رسول الله ﷺ وعمره ثمان سنوات، وقد قال في روايته هذا الحديث: "سمعت رسول الله ﷺ يقول"، وهو يدلُّ على صحَّة تحمُّل الصغير المميِّز، وأنَّ ما تحمَّله في حال صغره، وأدَّاه في حال كبره، فهو مقبول، ومثله الكافر إذا تحمَّل في حال كفره، وأدَّى في حال إسلامه. ٦ مِمَّا يُستفاد من الحديث: ١ بيان تقسيم الأشياء في الشريعة إلى حلال بيِّن، وحرام بيِّن، ومشتبه متردّد بينهما. ٢ أنَّ المشتبه لا يعلمه كثير من الناس، وأنَّ بعضَهم يعلم حكمَه بدليله. ٣ ترك إتيان المشتبه حتى يُعلم حلُّه. ٤ ضرب الأمثال لتقرير المعاني المعنوية بتشبيهها بالحسيَّة. ٥ أنَّ الإنسانَ إذا وقع في الأمور المشتبهة هان عليه أن يقع في الأمور الواضحة.

1 / 43